الحريري بذكرى الحرب الاهلية: السلام الوطني يتطلب الكف عن جعل السلاح وسيلة للتخاطب

Read this story in English W460

اكّد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، بمناسبة الذكرى ال36ـ لإندلاع الحرب الأهلية اللبنانية ان "هذا اليوم يعود على اللبنانيين بذكريات موجعة، تردهم الى واحدة من أصعب التجارب ومراحل الانقسام في حياتهم الوطنية. مرحلة ساد فيها الاقتتال والتهجير والخطف على الهوية، وأقحمت لبنان في صراعات طائفية ومذهبية وإقليمية، أسست لضرب مقومات الدولة وإضعاف مؤسساتها، ونشرت الفوضى في كل أرجاء الوطن".

واوضح الحريري ان "هذه الذكرى تكشف عن حقائق الظلم الذي وقع على اللبنانيين، طوال اكثر من ثلاثين عاما، وأدى في ما أدى إليه، الى قيام الدويلات الطائفية والحزبية المسلحة، وتقطيع الدولة الى إمارات تتوزعهاالميليشيات ومواقع النفوذ الداخلي والإقليمي".

واشار الى ان "العبرة الحقيقية من هذه الذكرى، تتلخص في أن تبقى من الماضي، وألا تتحول الى قاعدة تتكرر في مسار العلاقات التاريخية بين فئات المجتمع اللبناني، وذلك لن يكون بغير الالتزام للدولة إطارا جامعا لكل اللبنانيين، مسؤولا عن إدارة الشأن العام وحماية السيادة الوطنية وبسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية".

واضاف الحريري ان "أي شراكة للدولة، من أي جهة أو حزب أو طائفة، في مسؤولياتها الدستورية والقانونية والإدارية والأمنية والوطنية، يشكل اقتطاعا فئويا من دورها، يضع الجهة او الحزب او الطائفة في موقع الوصاية السياسية على كل اللبنانيين، وهذا في ذاته، يجعل من ذكرى الثالث عشر من نيسان نافذة تطل بالخطر على لبنان في كل زمان ومكان".

ونبّه الحريري في هذا اليوم الى أن "الانتقال من ذهنية 13 نيسان الى ذهنية السلام الوطني الحقيقي، بات يتطلب رؤية حقيقية تحدد مكانة الدولة في حياة اللبنانيين، ووقف مسلسل الطغيان الطائفي والمذهبي على مقتضيات العيش الوطني المشترك والكف عن جعل السلاح وسيلة للتخاطب وتنظيم قواعد الحوار بين اللبنانيين".

وختم بالقول "إننا نقف في هذا اليوم خاشعين أمام ذكرى اللبنانيين الذين سقطوا في ساحات الحروب الداخلية، داعياً الله عز وجل أن يحمي لبنان، ويرد عن شعبه الظلم، ويفتح أمامه سبل الاستقرار والتقدم".

التعليقات 0