"ويكيليكس" عن الحريري: يجب التخلص من نظام الأسد وبديله خدام والاخوان المسلمين
Read this story in Englishنقلت صحيفة "الأخبار" عن وثيقة لموقع "ويكيليكس" تعود الى 24 آب 2006، وتتناول لقاء جمع رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري مع أحد كبار الموظفين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بنيت تالوار، وأحد الدبلوماسيين السياسيين العاملين في السفارة الأميركية في بيروت.
واشارت الوثيقة الى ان جزء كبير من اللقاء خصّصه الحريري للحديث عن الشؤون الإقليمية، وخاصة في سوريا.
واوضحت الوثيقة الحريري قال ان "النظامين السوري والإيراني يمثّلان العقبة الكبرى أمام السلام في المنطقة".
وبرأي الحريري ان "حكومة الولايات المتحدة الأميركية حاولت تغيير سلوك النظام السوري، لكن من دون جدوى، مضيفاً ان ـ"إسرائيل تحمي النظام السوري بسبب خوفها من المجهول". واكّدت الوثيقة ان الحريري رأى ان "اللحظة مؤاتية لكي يُضعف المجتمع الدولي بشّار"، مذكّرة ان حكومة الولايات المتحدة الأميركية "بحاجة إلى سياسة واضحة وجديدة لعزل سوريا".
واعتقد الحريري انه "إذا لم تعزلوا سوريا ولم تفرضوا حصاراً، فإنهم لن يتغيروا. عبر إخضاع سوريا، تزيلون الجسر الإيراني الرئيسي لأداء دور مثير للمشاكل في لبنان وفلسطين".
واضاف الحريري، ودائماً بحسب الوثيقة، انه "إذا أضعفتم سوريا، فستكون إيران مضطرة للعمل وحيدة. السعوديون والدول العربية الأخرى ضاقت ذرعاً بالشاب بشّار، ولم تعد تريد محاولة استخدام مقاربة تصالحية مع النظام السوري. وبعد الخطاب الأخير لبشار الذي هدّد فيه بحرب أهلية في لبنان، لم يعودوا مهتمّين بالتحدث مع دمشق"، واشار الحريري الى انه "سمع ذلك من السعوديين مباشرة، وإن الأمير بندر ينقل هذه الرسالة إلى واشنطن حالياً".
وشدّد الحريري على انه "يجب التخلّص من النظام السوري كلياً. لطالما عاش هذا النظام على النزاعات. وهذه النزاعات ستنتهي عند التخلص من النظام".
وعندما سُئل الحريري "عمّن يمكن أن يملأ الفراغ في حال سقوط النظام في دمشق"، ردّ "بالحديث عن النسب الديمقراطية المذهبية في سوريا، قبل أن يقترح شراكة بين الإخوان المسلمين السوريين، وبعض الشخصيات التي كانت جزءاً من النظام في السابق، كعبد الحليم خدام وحكمت الشهابي "رغم أن الأخير لا يزال قريباً من النظام" لملء الفراغ".
ومما جاء في البرقية الأميركية، قول الحريري انّ "حركة الإخوان المسلمين في سوريا مشابهة في صفاتها للإسلاميين المعتدلين في تركيا. سيقبلون مسيحياً أو امرأة في رئاسة الجمهورية. إنهم يقبلون حكومة مدنية. كما في تركيا كذلك في سوريا. حتى إنهم يدعمون سلاماً مع إسرائيل".
واضاف الحريري انه "يحافظ على صلات قوية بكل من خدام ومرشد الإخوان المسلمين في سوريا المنفي علي البيانوني، ملحّاً على الأميركيين بأن يتحدثوا "مع البيانوني: انظروا كيف يبدو. سترون العجائب".
ولفت إلى أن "سوريا ليست سوى جسر لمشكلة أكبر هي إيران، وشبكتها لدعم الإسلاميين، بينهم "حزب الله" وحماس، هي مركز التحكّم".
وفي رسالة بعث بها إلى السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 18 أيلول 2006، اكّد الحريري إنه "تلقّى معلومات من مصدر لم يسمّه تتحدث عن استيراد الاستخبارات السورية لمواد كيميائية عبر ميناء طرطوس".
واشار الحريري الى ان "هذه المواد، وهي كناية عن غاز أعصاب، ستستخدم خلال شهر أيلول 2006 ضد هدف من قوى "14 آذار" أو من الأمم المتحدة في لبنان".
ولفتت رسالة الحريري إلى أن هذا الاعتداء سيُنسب إلى تنظيم القاعدة، ويتضمّن التقرير معلومات تفصيلية عن الإجراءات التي اتخذتها السلطات السورية خلال نقل هذه المواد، بعدما سقطت إحدى الحاويات وسبّبت وفاة خمسة بحارة سوريين وإصابة 47 آخرين.
وفي برقية بتاريخ 24 آب 2006، وفيما كان الحصار الإسرائيلي لا يزال مفروضاً على لبنان بعد حرب تموز 2006، رأى الحريري أنّ "استمرار الحصار يؤدي إلى قتل ثورة الأرز". واكّدت البرقية انه "يُظهر الحكومة اللبنانية بلا سلطة، في مقابل صوَر انتصار "حزب الله"، الذي يوزع مبلغ 10 آلاف دولار أميركي على كل عائلة دُمّر منزلها".
واضافت البرقية ان "الحريري أعلن أمام زائره الأميركي أن لبنان هو الديمقراطية المعتدلة الوحيدة في الشرق الأوسط، لكنها تتعرض للقتل ببطء".
واكد أن "إيران وسوريا تهرّبان السلاح إلى لبنان عبر البرّ، لا عبر البحر والجو"، متحدثاً عن "نشر 8400 جندي من الجيش اللبناني في منطقة الحدود اللبنانية-السورية، بصمت".
وأثار الحريري "مسألة حاجة الجيش للتجهيزات والمعدّات"، سائلاً "عن جدوى توقّع أن يمثّل الجيش اللبناني عقبة في وجه "حزب الله"، فيما ذخائره لا تكفيه أكثر من أربع ساعات"، قبل أن يعلّق قائلاً "إن هذا سخيف".
ونفى الحريري أن يكون الجيش اللبناني مُختَرَقاً من "حزب الله"، مؤكداً أن "المؤسسة العسكرية صادرت أخيراً صواريخ تابعة للحزب".
واوضحت الوثيقة ان الزائر الأميركي فوجئ بالحريري "يصف مدير استخبارات الجيش اللبناني العميد جورج خوري بأنه مقرّب من سوريا، في مقابل وصف قادة 14 آذار الآخرين، مثل وليد جنبلاط، لخوري، بأنه رجل جيّد".
واضافت الوثيقة ان "الحريري كان في تلك الأيام لا يزال يراهن على أن الشيعة في لبنان سيتخطّون سريعاً الشعور بالانتصار، وسينتهي مفعول المال الذي وزّعه "حزب الله" على أصحاب المنازل المدمرة، ليتساءلوا عما سيشتغلونه، وعمّا سيأكلونه". ويضيف الحريري أنه "سيكون من الصعب تشجيع أي نوع من الاستثمارات في لبنان إذا بقي "حزب الله" مسلّحاً".
يؤكّد زعيم تيار "المستقبل" أنّه قطع كل علاقاته بـ"حزب الله"، واشارت الوثيقة انه يريدهم أن "يغيّروا سلوكهم، وأن يسلّموا أسلحتهم، وإلا فسيواجهون مشكلة معي".
وجزم الحريري بأنه لن يعود إلى طاولة الحوار قائلاً لسائله: "ماذا؟ الحوار الوطني من جديد؟ أتريدني أن أجلس في الغرفة نفسها مع حسن نصر الله في الوقت الذي يعرف الإسرائيليون أين هو بالتحديد؟".
وفي برقية تعود لتاريخ 27 أيلول 2006، يؤكّد الحريري "لوفد من الكونغرس الأميركي زاره بعد أقل من 45 يوماً على وقف الأعمال العدائية أنّ لبنان لم يطلب، وليس بحاجة إلى صواريخ باتريوت ولا لطائرات أف-15 أو أف-16 ولا لمروحيات أباتشي، بل إلى أسلحة خفيفة وبعض المروحيات ليفرض سيادته على كل أراضيه".
وبرأي الحريري أن "انتشار الجيش اللبناني في الجنوب هو أكبر ضربة تلقّاها "حزب الله"، قائلاً انه "هم لا يستطيعون إطلاق الصواريخ من الجنوب بعد اليوم. حتى السكان الشيعة في الجنوب سينقلبون عليهم. الشعب بدأ حالياً يقتنع بأن "حزب الله" مسؤول عن تدمير حياته. وإذا تمكّن الجيش من إعادة تثبيت وجوده وسيادته، فسيدركون أن الحكومة اللبنانية هي حلّال مشاكلهم لا "حزب الله"، وأن "حزب الله" ليس سوى عميل لإيران".
وأضاف الحريري أمام أعضاء الكونغرس الأميركي أن "أولئك الذين كانوا يعارضون "حزب الله" سابقاً، سيكونون مطلَقي الحرية في معارضته، وربما سيبدأون بمواجهة بعض نشاطاته، ومنها سرقة الكهرباء وتبديدها".
وذكرت الوثيقة الاميركية ان رئيس الوفد الأميركي، عضو الكونغرس راي لحود، قال للحريري عن ما سمعه لكون الجنوبيين بدأوا يتحرّرون من سطوة "حزب الله"، فردّ الحريري "ستسمع المزيد من ذلك".
واكّد الحريري التزامه بالقرار 1701، مشيراً إلى وجود فرصة لإخراج لبنان من المسار الإقليمي الذي حوّل لبنان إلى "ساحة حرب بين جيرانه. لبنان هو الديمقراطية المعتدلة الوحيدة في الشرق الأوسط. نحن النموذج، لا الإخوان المسلمون في مصر، على سبيل المثال".