عودة تأليف الحكومة الى نقطة البداية والراعي يقترح اصدار نداء للاسراع في التشكيل
Read this story in Englishأوحت الاتصالات واللقاءات الاخيرة في مسار التأليف ان لا حكومة في المدى المنظور، والآمال التي نسجت عن قرب التشكيل تبخرت مع الهواء، بحيث عاد البحث كما يبدو الى نقطة البداية وعلى همة الوسطاء مجدداً وسط تراجع كبير في التقديرات المتفائلة بامكان التوصل قريباً الى أية تسوية، وخصوصاً مع اهتزاز الثقة بين رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون من جراء "الحرب الناعمة" الدائرة بينهما.
واقترح البطريرك بشارة الراعي خلال لقاء جمعه مع الوفد السياسي اللبناني في الفاتيكان والذي ضم وزراء ونوابا وممثلين لمختلف الكتل والاحزاب والتيارات وشخصيات سياسية، توجيه نداء الى الاسراع في تأليف الحكومة، وسيرد هذا النداء في بيان يصدر اليوم عن المشاركين، بحسب ما أفادت صحيفة "النهار".
وتشير الصحيفة الى ان موقف ميقاتي بموافقته على مهلة اضافية لم ينزل برداً وسلاماً على بعض حلفائه في الاكثرية الجديدة ولا سيما منهم العماد عون وربما بدرجة اقل "حزب الله"، خصوصاً ان اربع جلسات ضمّت المعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل مع العماد عون لم تحرز اي تقدم. وزاد الطين بلة ان اتفاقاً مبدئياً جرى التوصل اليه بين ميقاتي والوسيطين على التوزيع الوزاري على قاعدة 11 لثلاثي سليمان وميقاتي ورئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في مقابل 19 لفريق 8 آذار لم يشق طريقه الى الرابية، إذ ظل العماد عون يتشبث بالحصول على عشر حقائب بينها الحقائب الامنية.
وفي هذا الاطار، قال قيادي في 8 آذار لصحيفة "الحياة" إن ميقاتي "أخطأ في التعبير بقوله إننا قررنا أن نعطي مهلة إضافية لتشكيل الحكومة باعتبار أن الدستور اللبناني لا يقيده بمهلة وأن من تفسير موقفه هو أنه يمهل حلفاءه والأطراف التي سمته لتسهيل مهمته وإلا سيلجأ إلى تشكيل حكومة تكنوقراط في حال لم تدفع المهلة نحو ولادة الحكومة".
وأكد القيادي نفسه أن ميقاتي "قرر أن يشهر سلاح الموقف في وجه بعض الأطراف التي سمته لوقف سياسة الاستقواء التي يمارسونها عليه، لوضع حد للتجاذبات التي أوصلته إلى الاستنزاف، ودفعت ببعض حلفائه إلى مصارحته بضرورة الخروج من الانتظار، خصوصاً أن الاختلاف الذي يؤخر ولادة الحكومة يدور بين أهل البيت الواحد الذي يجمعه التوجه السياسي نفسه".
ولفت القيادي إلى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سعى أخيراً إلى تجاوز الانقسامات القائمة بين 8 آذار من خلال دعوته للانتقال إلى الجبهة الوطنية المزمع تشكيلها مع وقف التنفيذ. وقال: "كلما تفاءلنا نفاجأ بعقد جديدة تؤخر تظهير التركيبة الوزارية وهذا غير مألوف".
وسأل عن أسباب عودة المشاورات في شأن التأليف إلى المربع الأول، "بعد أن توصلنا إلى حسم الاختلاف بخصوص مسألة التمثيل في الحكومة".
وأفادت صحيفة "السفير" ان سليمان أبلغ زواره خلال الايام الماضية انه متمسك بان تبقى "الداخلية" بحوزة كتلته في الحكومة، وانه متمسك أيضا ببقاء زياد بارود على رأس هذه الوزارة، لانه استطاع ان يبني الثقة بينها وبين الناس، معتبرا ان مكامن الخلل والقصور على مستوى "الداخلية" لا يتحمل مسؤوليتها بارود وإنما هي نتاج تعقيدات الوضع السياسي.
وتساءل سليمان أمام زواره: ما الذي كان مطلوبا فعله بالنسبة الى اللواء اشرف ريفي والعقيد وسام الحسن، في ظل موقف الرئيس سعد الحريري الذي كان رافضا لمناقشة هذا الموضوع؟ مضيفا: إن أي مواجهة غير مدروسة كانت ستؤدي إما الى تحريك نعرة مذهبية، وإما الى التراجع، وفي كلتي الحالتين النتيجة سلبية. ورأى سليمان انه من الطبيعي ان تكون وزارتا الدفاع والداخلية تحت مظلته كونه بموجب الدستور القائد الأعلى للقوات المسلحة.