جعجع لن يتردد في مصافحة عون وفرنجية في بكركي: الثلاثاء يوم آخر
Read this story in Englishاكّد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أنه ينظر إلى لقاء الثلاثاء في بكركي الذي سيجمع بالاضافة له رئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون ورئيس "حزب الكتائب" امين الجميل ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، أنه "يوم جديد وشمس جديدة، ستطوى فيه صفحة بأحداثها وأحزانها وأوجاعها وذكرياتها كلها، وتفتح صفحة جديدة سننظر من خلالها إلى الحاضر والمستقبل بكل ما يحمل من إيجابية وَخير".
واشار جعجع لصحيفة "الجمهورية" الى انه "لو لم يكن الاجتماع مرتكزا على هذه الأسس، لما شاركت فيه".
واضاف ان "يوم الثلاثاء هو يوم جديد، وسأذهب واضعا كل شيء ورائي".
واوضح جعجع انه سيحاول "الذهاب أبعد من الشكليات والسلام والكلام والخروج بإيجابيات"، مضيفاً انه "لا شك في أنني أختلف مع عدد من الموجودين في كثير من النقاط السياسية، في حين ألتقي مع الرئيس أمين الجميّل في الكثير من النقاط، ويبقى هناك مع ذلك نقاط لقاء مع العماد عون والنائب سليمان فرنجية، وسأسعى إلى تخطي نقاط الخلاف في الوقت الراهن، لنصل إلى نقاط اتفاق والبناء عليها".
وأكّد أنه سيصافح فرنجية وجميع الموجودين، مشدّداً انه "لست محرجا من أي مصافحة، لأن من يتخذ قرارا بالذهاب إلى اجتماع مماثل لفتح صفحة جديدة، عليه أن يتصرف على هذا الأساس، وأنا اعتبرت أنني صافحت العماد عون والنائب فرنجية حتى قبل لقاء بكركي".
وعن لمسه بوادر إيجابية من عون وفرنجية في هذا الإطار، أعرب عن اعتقاده للصحيفة عينها أن "موافقتهما على الاجتماع تؤكد وجود نيّات إيجابية لديهما، والأهم تعزيز هذه النيات الإيجابية والذهاب أبعد في اتجاه كتابة صفحة بيضاء جديدة".
واشار الى انه "أبديت استعدادي للحضور في اللحظة التي طرح فيها البطريرك الراعي الموضوع، وخصوصا أننا منذ العام 1990 نعيش في هذه الأجواء. فالحرب كانت في زمن الحرب، وفي اللحظة التي وافقنا فيها على الانتقال من الحرب إلى السلم والدخول في اتفاق الطائف، قرّرنا ترك الحرب بكل ذكرياتها، وبدء مرحلة جديدة، وإلا ماذا يعني الدخول في اتفاق إنهاء الحرب في لبنان؟"
وأعلن جعجع انه بعد اللقاء "سأسعى إلى الخروج يوم الثلاثاء بآليات تواصل بين الفرقاء كلهم"، لافتا في هذا الإطار إلى "آليات تواصل قائمة مع حزب الكتائب، ويمكن أن نؤسس آليات مماثلة مع التيار الوطني الحر وتيار المردة لنصل إلى مرحلة نبحث فيها في مختلف القضايا بغضّ النظر عن درجة اتفاقنا أو خلافنا عليها".
واوضح انه "لا أرى بوادر فشل، ومجرّد انعقاد الاجتماع يعدّ نجاحا. أما تحديد نسبة النجاح فهي رهن ظروف اللقاء"، مؤكدا أنه لا يحمل "أي ورقة عمل، فاللقاء تمهيدي لمزيد من العمل الإيجابي، لكنه في الوقت نفسه يتخطى المصالحة".
وعن أهمية هذا اللقاء في ظل التطورات التي يعيشها العالم العربي، رأى جعجع أنّ الأهمية مزدوجة، "فمن جهة، هذا اللقاء تأخّر 21 عاما، ومن جهة ثانية، ينعقد وسط تحوّلات كبيرة تعيشها المنطقة"، رافضا مقولة إنّ "البطريرك الراعي نجح حيث فشل البطريرك مار نصرالله صفير، فالأخير أدى دورا أساسيا وكبيرا على المستوى الوطني والسياسي، والتاريخ سيحكم في هذا الإطار".
وذكر جعجع انه "لو كانت الأدوار معاكسة، وكان البطريرك الراعي بطريركا بين العامين 1986 و2011 وانتخب البطريرك صفير خلفا له، لحصل الشيء نفسه. ففي كل مرة ينتخب بطريرك جديد، نشهد ديناميكية جديدة وزخما جديدا يفرض نفسه"، متمنيا "أن يتخطى اللقاء الشكليات، وأن نعطي أولوية للنقاط المتفقين عليها ونحاول جمع جهودنا لتحقيق تقدّم ما في هذا المجال".
ووجّه جعجع رسالة إلى عون وفرنجية عشية لقاء بكركي، بأن "الثلاثاء يوم آخر".
اما في ما يتعلق بالانتفاضات العربية، علّق جعجع على أنها "المرة الأولى منذ الحرب العالمية الأولى، نشهد فيها تحركا حقيقيا وصادقا وشفافا على مستوى الشعب العربي، لا يقف وراءه انقلاب عسكري أو دولة أجنبية أو توازن قوى معين، فالشعب يريد العيش بكرامة بشرية وإنسانية، ويخطئ من يعتقد أن محرك الانتفاضات هو الظروف المعيشية المتردية، على رغم أهميتها".
وشدد على أن "ما يحصل ليس حوادث سياسية إنما حوادث تاريخية"، متوقعا "الخروج بشرق أوسط جديد بالمعنى الحقيقي للكلمة، وليس كما تريده أميركا أو دول أخرى".
وعن انعكاس تطورات سوريا على الداخل اللبناني، رأى أن "التحول الذي بدأت تشهده الدولة العربية مترجم واقعا في لبنان منذ عشرات السنين، وبالتالي عندما ينتهي هذا التحول سيجد لبنان نفسه قادرا على التحاور والتواصل مع مختلف المجتمعات باللغة نفسها. فلغة الأنظمة ستختفي لتحلّ مكانها لغة الشعوب، كما ستختفي القيود لتحلّ مكانها الحريات". وأعرب عن تفاؤله بالمستقبل من غير أن يستبعد "بعض التداعيات في المدى القصير، منها اقتصادي جرّاء التراجع الاقتصادي الذي تعيشه المنطقة".
وعن التخوّف من زعزعة الوضع الأمني في لبنان، اشار جعجع الى أنه "لا خوف حتى الآن"، معتبرا أن الاتهامات التي ساقتها سوريا في حق النائب جمال الجرّاح "لن تصل إلى نتيجة، فنحن اعتدنا هذه الأساليب في التعاطي".
واضاف انه "لم ألمس حتى الساعة شيئا محددا يجعلني أتخوّف"، داعيا في الوقت نفسه الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى التنبه.
وعن امتناع قوى 14 آذار عن الاجتماع لتفعيل المعارضة الجديدة، أكد جعجع أن "الاجتماعات مستمرة على مستوى الأقطاب وبين مكونات 14 آذار كلها، لكنّ معظمها غير معلن للأسباب الأمنية المعروفة. أما برنامجنا السياسي الذي أعلناه في 14 شباط و13 آذار الماضيين، فلا يزال قائما حتى اللحظة الأخيرة، لكن الوتيرة تختلف بحسب الظروف والتطورات".
وفي الملف الحكومي، عزا جعجع التأخير "إلى رؤية الفريق الآخر للأمور، فهو لا يريد بناء دولة، في حين يحاول رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، كل من موقعه، بناء الدولة، وبالتالي من الطبيعي أن يعملا على موجتين مختلفتين".
واوضح جعجع ان "الأهم بالنسبة إلى "حزب الله" وضعه وموقعه وليس بناء الدولة، وهم يرون في الحكومة وسيلة أو ممرا لتحقيق أهدافهم".
هذا واستهجن جعجع في دردشة إعلامية من معراب "الحملة التي تشن على تيار المستقبل عموما وعلى النائب جمال الجراح خصوصا"، لافتا الى ان "العلاقات بين الدول تحكمها قوانين وأنظمة معينة، ولو كان هناك ملف جدي عن الجراح لكان أرسل من القضاء السوري بواسطة السفارة اللبنانية في سوريا الى السفارة السورية في لبنان التي بدورها ترسله الى وزارة الخارجية اللبنانية التي تقوم بتحويله الى وزارة العدل".
وشرح أن "النيابة العامة التمييزية والدوائر الخاصة تنكب على درس الملف وتقوم بتحقيقاتها، فإما تصرف النظر لغياب القرائن والدلائل، وإما إذا ارتأت أن هناك أمرا ما يستدعي التحقيق تحيله على مجلس النواب الذي يتخذ قرارا برفع الحصانة أم لا عن النائب الجراح".
وأضاف: "هكذا يجب ان يكون الاجراء القضائي وليس من خلال عرض مسرحي لشخصين مجهولي الهوية على التلفزيون السوري، ولا سيما أننا اعتدنا هذه السيناريوات والتصرفات لهذا النظام طيلة أربعين عاما"، واصفا "ما شهدناه بالحملة السياسية الاعلامية بعيدا عن القانون والعدل".
وعزا التصرف السوري الى "مواقف تيار المستقبل بعكس ما تشتهيه الارادة السورية لأنها تمس في مكان ما حلفاء سوريا في لبنان وسلاح حزب الله وما تعول عليه من أهمية كوسيلة ضغط، أو لأنها تريد أن تطال حلفاء هذا الفريق اللبناني على الصعيد الاقليمي".