علي عبد الكريم علي التقى عون: سوريا بريئة من كل أمر يستهدف لبنان

أكد السفير السوري علي عبد الكريم علي أن بلاده "ترحب بالدعوة التي صدرت عن طاولة الحوار والحكومة لقيام الجيش بدوره في صون الحدود وملاحقة العابثين بالشأن اللبناني"، لافتا الى أن "من مصلحة لبنان ألا يسمح بتمرير الأسلحة الى سوريا"، مشددا في الوقت عينه أن بلاده "بريئة من كل أمر يستهدف فيه أمن لبنان".

وقال علي بعد لقائه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون اليوم الأربعاء: "سوريا قوية في مواجهة خطر المسلحين والإعلام المزور والمخابرات الخارجية التي تخطط لضربها وللوقيعة بين السوريين وفي الرأي العام والرأي المحيط".

وأوضح أن "الحقائق بدأت تصل الى العالم كله عبر أقلام فيها حس مسؤول، وكل هذا شكل علامة إيجابية طيبة كانت محور هذا الحديث، بالإضافة الى رؤية عميقة يتمتع بها العماد عون، وقد أصغيت اليها".

وحول بقائه في لبنان، قال علي:"أنا باق في لبنان"، معتبرا أن "اعتماد السفراء وإنهاء مهماتهم لا يتم عبر الإنترنت".

وأضاف: "ربما لأني لم أعط الآخرين ذريعة أو نشاطا ومواقف معينة أثارت البعض، أو ربما أحد مظاهر الإنقسام الداخلي اللبناني، ولكن لا تحملوا الأمور أكثر مما هي عليه".

كما رحب السفير السوري "بالدعوة التي صدرت عن طاولة الحوار أو الحكومة لقيام الجيش اللبناني بدوره في صون الحدود وملاحقة كل العابثين بالشأن اللبناني، ولمنع الثغرات الأمنية التي تستفيد منها إسرائيل أو أي قوة استخبارية تريد النيل من الداخل".

ورأى أن هناك "بيئات خارجية تعمل لاحتضان المتطرفين، وهناك من يعبث بالأمن السوري ويسفك الدم السوري، وهؤلاء موجودون على الأرض اللبنانية، أو من القوى الخارجية التي استقدمت الى لبنان أو الى تركيا للشراكة في العدوان على سوريا".

وعليه، شدد علي على أن "من مصلحة لبنان ومن أجل الامن فيه والعلاقة بين البلدين، ألا يسمح بتمرير الأسلحة الى سوريا، لأن ثمة كميات تضبط في اتجاهها".

وعن قضية الوزير السابق ميشال سماحة الذي ادعي عليه وعلى اللواء السوري علي المملوك بتهمة "تأليف "جمعية ارتكاب جنايات" ، تمنى علي " التعامل مع أي قضية أن يبحث عن الحقيقة الكاملة وليس التسويف الإعلامي لمآرب معينة"، مؤكدا أن بلاده "حريصة على أمن لبنان وعلى العلاقة الأخوية بين البلدين".

وأردف: "سوريا هي التي تعاني شراكة فريق واسع من المتآمرين عليها بالسلاح والمال والإستخبارات"، لافتا الى أن قضية سماحة "أريد منها استغلال الإعلام أكثر منه البحث عن الحقيقة".

وفي هذا الإطار تابع: "لا أريد الدخول في أمر لم يجل بعد، ولكن سوريا بريئة من كل أمر يستهدف فيه أمن لبنان".

وإذ ذكر أن "سوريا حتى في العدوان الذي تتعرض له عبر الحدود، تعرف أن هؤلاء ليسوا برعاية الدولة اللبنانية، وان كان هناك فريق معين يريد تغطية هؤلاء"، أكد علي أن "سوريا تعمل بمنطق التعاون المشترك مع لبنان، وستنتصر"، مردفا "الخط الوطني هو المنتصر ضد العدو الإسرائيلي، ونرجو للبنان الأمن الدائم ومقاومة تحمي الأمن الدائم ضد العدو".

هذا تطرق علي بعد لقائه عون الى تصريحات كل من أمير قطر في جلسة أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس الثلاثاء الذي دعا الدول العربية الى تدخل عسكري لوقف نزيف الدم في سوريا، وقال: "أنتم تابعتم الأزمة المتشابكة فيها الخيوط الخارجية، وقطر اضطلعت بدور لا تحسد عليه، وكانت رأس حربة في تغذية المتطرفين بالسلاح والمال وقلب الحقائق عبر تمويل الإعلام".

وأوضح "في الجامعة العربية لم يعد خافيا على أحد أن قطر أرادت بمالها وتعاونها مع استخبارات فرنسية وأميركية وتركية، أن ينجح المخطط، ولكن خذلان هذا المخطط ووصوله الى طريق مسدود جعل أمير قطر يشعر بهذا الضيق الذي عبر عنه بالأمس في الخطاب الذي يشي بالخيبة أكثر مما يشي بالقوة".

وأشار الى أن "الحراك السياسي استبعد قطر في المرحلة الأخيرة، وهذا ربما كان وراء الإمتعاض القطري"، معتبرا أن " قطر لم تعد في الصدارة التي كانت ترغب فيها، وخصوصا بعد القمم المتعددة التي عقدت".