"ويكيليكس" عن ميقاتي: الحريري ساذج ويسهل خداعه

Read this story in English W460

نقلت صحيفة "الراي نيوز" وثيقة عن موقع "ويكيليكس" تعود الى حرب تموز في العام 2006، في الثامن من آب، وعشية صدور القرار الدولي 1701، التقى السفير الأميركي جيفري فلتمان عدداً من المسؤولين اللبنانيين من مختلف الطوائف، لرصد المواقف المحلية من مشروع القرار الدولي، ولمعرفة الخطوات التي قد يقوم بها لبنان في حال وقف اطلاق للنار.

وذكرت الصحيفة انه "يومها التقى الدبلوماسي الأميركي كلّاً من رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل، رئيس الحكومة الاسبق نجيب مقاتي، وزير الاتصالات مروان حمادة، ومستشار رئيس المجلس نبيه بري علي حمدان".

واضافت، بحسب الوثيقة، انه "قد أجمع ميقاتي، حمادة وحمدان على أن "حزب الله" مستعد لوقف اطلاق النار، لكن نجاح هذا الاتفاق أو فشله يتوقف على بري".

وذكرت ان "ميقاتي يقول إنه قد يكون الوقت المناسب للتخلص من الرئيس اميل لحود"، معرباً عن اعتقاده أن "رئيس مجلس النواب قد يسير بهذا المخطط".

واشارت الوثيقة الى ان "المحاورون قدّموا أوصافاً متباينة، تتراوح بين الحجج الساخنة والنقاش الودّي، حول اللقاء بين بري ووزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي حصل في السابع من آب من العام ذاته".

وأجمع السياسيون الأربعة على أنه فور جلاء غبار "النزاع العسكري فإن أغلبية اللبنانيين ستلوم "حزب الله" على تسبّبه بتدمير البلاد، وبالنتيجة سيضعف موقف "حزب الله" السياسي".

وتنفرد "الرأي نيوز" بنشر الوثيقة التي تتناول اللقاء مع ميقاتي الذي حصل في مكتبه بوسط بيروت.

واعتبر ميقاتي، حسب الوثيقة، "أنه بعد صدور قرار يقضي بوقف اطلاق النار، قد يكون الوقت مناسباً للتخلّص من لحود".

واضاف ميقاتي انه "لطالما اعتقدت أنه سيبقى في القصر الجمهوري حتى اليوم الأخير من ولايته، ولكن من الظلم انتظار سنة كاملة لوضع لبنان على المسار الجديد".

ونقلت الوثيقة عن ميقاتي "القريب من بري"، اعتقاده ان رئيس مجلس النواب قد يسير في هذه المبادرة.

واضاف ميقاتي عن بري "إنه جيدسيكون حيثما نريده أن يكون"، موضحاً أن بري تبادل المواقف النارية مع وزير الخارجية السوري المعلم، واعظاً إياه حول مسألة مزارع شبعا كما يفعل الأستاذ مع التلميذ".

وعن دمشق، شدّد ميقاتي على أن "دمشق تستخدم هذا النزاع للإمساك ببعض الأوراق، لا سيما في ما يتصل بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان".

وعن "حزب الله"، فإن رئيس الحكومة السابق يقدّر "بأن الفريق عانى من خسائر مادية تصل نسبتها إلى 25% وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا يزال يحتفظ بالكثير من احتياطه، وهو مستعد للتوصل إلى حل للنزاع".

ويدعم "ميقاتي مقاتلي "حزب الله" في النزاع الحالي"، لكنه في المقابل "يرغب في رؤية الحزب منزوع السلاح، ويأمل في أن يضعف موقفه السياسي بعد وقف اطلاق النار، لكنه يعتقد أنه سيحتفظ بكمية كبيرة من سلاحه حتى لو حصل انتشار للقوى الأمنية اللبنانية في الجنوب".

ونقلت الوثيقة عن ميقاتي انه "سيقومون بعملية تسليم رمزية من 500 إلى 1000 من سلاح الكاتيوشا إلى القوى الأمنية اللبنانية، ويعيدون بعضها إلى سوريا، على أن يخبئوا البقية في مخازن تحت الأرض".

واشار الى ان بمقدوره الضمان "أن "حزب الله" لن يطلق أي صاروخ خلال الأشهر الستة التي ستلي وقف اطلاق النار، لإعطاء الفرصة للتوصل إلى اتفاق سياسي دائم."

واكّد ميقاتي أنه "مهما كانت النتائج، فإنّ "حزب الله" سيصوّر نفسه على أنه المنتصر".

وذكر انه "في المشهد السياسي اللبناني، من الأفضل التعامل مع "حزب الله" على أنه منتصر وليس خاسراً، في الحقيقة، سيخرج "حزب الله" من النزاع ضعيفاً، على المستويين العسكري والسياسي".

ورأى ميقاتي أن "فؤاد السنيورة لا يصدق نفسه على أنه قائد حقيقي، لا بل يشعر بأنه وكيل عن سعد الحريري، عملياً، فإن الاتفاق القاضي بانتشار القوى الأمنية في الجنوب، قد حصل بين بري والحريري، فيما السنيورة كان مجرد متحدث باسم الحكومة".

وعن الحريري، نقلت الوثيقة عن ميقاتي قوله، هو أصلاً "ساذج ويسهل خداعه ولهذا لا يمانع "حزب الله" من التعامل معه".

أما بالنسبة لانتشار القوى الأمنية في الجنوب، فيعتقد ميقاتي أنه "على الرغم من أن الجيش لا يزال ضعيفاً ومجزّءاً، فإنه قادر على تلبية الحد الأدنى من الحاجات التشغيلية، وسيلقى استقبالاً جيداً في الجنوب. ولذا لا بدّ من حصول على دعم دولي للجيش".

وويصف ميقاتي قائد الجيش ميشال سليمان الذي لعب دوراً دقيقاً في تجنّب احتكاك في الشارع مع التظاهرة المناهضة لسوريا في آذار 2005، بأنه صادق وجيد". ولفت إلى إن إيران قد تعيد إعمار الجنوب.

التعليقات 0