أشتون التقت الرؤساء الثلاثة: البعض يسعى الى تحييد الأنظار عن الوضع في المنطقة من خلال افتعال مشكلات في لبنان
Read this story in Englishأعربت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون عن قلقها على استقرار لبنان بعد التفجير الذي استهدف العميد وسام الحسن، لافتة الى أن "البعض يسعى الى تحييد الأنظار عن الوضع في المنطقة من خلال افتعال مشكلات في لبنان".
وقالت أشتون التي أنهت زيارتها اليوم الثلاثاء الى لبنان من مطار رفيق الحريري الدولي: "الاتحاد الاوروبي يقف الى جانب لبنان وشعبه".
ورأت أن "اعمالا ارهابية من هذا القبيل تهدف الى احداث ردة فعل واضطراب"، مرحبة"بالجهود المبذولة للمحافظة على الاستقرار من خلال الحوار الوطني".
وشجعت أشتون "جميع القادة السياسيين على العمل في اتجاه حلول بناءة للتحديات الرئيسية التي يواجهها لبنان اليوم".
وكانت أعلنت بعد لقائها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أن التفجير الذي حصل أمر رهيب، ونحن متخوفون على استقرار لبنان".
وإذ أكدت أن "البعض يسعى الى تحييد الانظار عن الوضع في المنطقة بافتعال مشكلات في لبنان"، ثمنت أشتون التي قدمت التعازي باغتيال الحسن مواقف ميقاتي "من اجل الحفاظ على تماسك لبنان ووحدته في هذا الظرف الصعب".
وبعد اللقاء لم تدل آشتون بأي تصريح واكتفت بوصف اجتماعها مع الرئيس ميقاتي بـ"الجيد جدا".
ورأت مصادر مطلعة أن "زيارة الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن الاستراتيجي في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون بيروت اليوم، تأتي في إطار جهة التخوف الدولي من احتمال حصول فراغ في لبنان"، مضيفة أن أشتون ستلتقي الرؤوساء الثلاثة.
وشددت آشتون اليوم الثلاثاء على دعم الاتحاد لاستقرار لبنان وتجنب الفراغ فيه، معتبرة خلال زيارة قصيرة لبيروت ان البعض يسعى الى افتعال المشاكل فيه "لتحييد الانظار" عن الوضع الاقليمي.
ونقلت اشتون الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان "دعم الاتحاد الاوروبي للبنان وسيادته واستقلاله واستقراره وتجنب الفراغ"، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية.
واكدت على "الوحدة الوطنية ودعم جهود الرئيس سليمان على صعيد الحوار".
وتأتي زيارة وزيرة الخارجية الاوروبية غداة تأكيد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان دعمهم للاستقرار واستمرار العمل الحكومي، وذلك على اثر لقائهم الاثنين رئيس الجمهورية.
وتأتي هذه المواقف مع مطالبة المعارضة اللبنانية باستقالة الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي، بعد اتهامها ب "تغطية" اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد وسام الحسن بتفجير استهدف سيارته في الاشرفية في شرق بيروت الجمعة. كما اتهمت المعارضة المناهضة لدمشق، نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف خلف الاغتيال.
كذلك التقت آشتون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية. ونقلت الوكالة الرسمية عن وزيرة الخارجية الاوروبية قولها "نحن متخوفون على استقرار لبنان. حتما البعض يسعى الى تحييد الانظار عن الوضع في المنطقة بافتعال مشكلات في لبنان".
وثمنت اشتون مواقف ميقاتي "من اجل الحفاظ على تماسك لبنان ووحدته في هذا الظرف الصعب". واكتفت بعد اللقاء بالقول ان الاجتماع كان "جيدا جدا". ومن المقرر ان يكون لها مؤتمر صحافي الساعة الرابعة عصر اليوم في مطار بيروت.
وكان ميقاتي اعلن السبت انه ليس متمسكا بمنصب رئاسة الحكومة، مشيرا الى انه علق اي قرار حول استقالته في انتظار مشاورات يجريها رئيس الجمهورية مع الاطراف السياسيين، مؤكدا انه "لن يداوم في السراي الحكومي". وهو اللقاء الاول يجريه في السرايا منذ اعلانه هذا الموقف.
وشهدت مناطق لبنانية مختلفة منذ الجمعة احتجاجات على مقتل الحسن، شملت اشتباكات بين الجيش ومسلحين في منطقة سنية في غرب بيروت، وبين السنة والعلويين في مدينة طرابلس (شمال) ادت الى مقتل سبعة اشخاص.
وكان الحسن من ابرز الضباط الامنيين السنة، ومقربا من سعد الحريري، رئيس الوزراء السابق المعارض لسوريا. وتحول تشييعه الاحد في وسط بيروت، تظاهرة شعبية طالبت بسقوط الحكومة التي تضم اكثرية من حزب الله وحلفائه المقربين من دمشق. وانتهت التظاهرة بمحاولة متظاهرين اقتحام السرايا الحكومية. وعلى الاثر وجه عدد من اركان المعارضة نداء الى انصارهم للانسحاب من الشوارع.
الا ان اعتصاما لشبان من كل احزاب قوى 14 آذار (المعارضة) لا يزال قائما قرب السرايا منذ السبت. وقد تم نصب خيم في المكان. كما نصبت خيمتا اعتصام على مقربة من منزل ميقاتي في طرابلس للمطالبة باستقالته.
وفي سياق منفصل، أكد مصدر وزاري أن "ما جرى أمام السراي الحكومي أمس الأول، الأحد، جعل الرئيس ميقاتي أكثر تمسكاً ببقاء الحكومة"، لافتاً إلى "أن سفراء الدول الكبرى أكدوا دعمهم لرئيس الحكومة ولاستمرار الاستقرار".
وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ايريك بلامبلي قد أكد أمس الإثنين عقب اجتماعه وسفراء الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في الأمم المتحدة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن "الأمم المتحدة تدعم الحكومة اللبنانية وتدعو الى وقف التفلت الأمني"، مشدداً على "ضرورة تسليم المسؤولين عن الاغتيالات في لبنان الى القضاء"، و داعياً الأطراف السياسية اللبنانية الى "الحفاظ على الوحدة الوطنية".
واغتيل العميد الحسن الذي كان يتولى رئاسة فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، في انفجار استهدف سيارته بعد ظهر الجمعة الفائت في الاشرفية والذي ادى الى مقتل الحسن ومرافقه وامرأة واصابة اكثر من مئة شخص. ورقي الحسن بعد مقتله الى رتبة لواء.
وادى الحسن ادوارا امنية بارزة، منها التحقيق في سلسلة جرائم بين العامين 2005 و2008 طالت شخصيات سياسية معارضة لسوريا.
ويعزى الى فرع المعلومات الذي كان يراسه الحسن الفضل في كشف معطيات مهمة في التحقيق في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، وكشف شبكات تعامل مع اسرائيل واخرى قريبة من تنظيم القاعدة، واخيرا مخطط تفجيرات في لبنان تورط فيه الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة والمسؤول الامني السوري علي مملوك.