عزوف بارود بعد ضغط سياسي متواصل... وقهوجي يقترح اسم الضابط مطر
Read this story in Englishاكّدت مصادر سياسية مواكبة لتأليف الحكومة إن "المسألة ليست ان يسمي الرئيس ميشال سليمان أو غيره من سيتقلد وزارة الداخلية، بل ان تبقى هذه الحقيبة حيادية سواء أكانت مع الوزير الحالي ام مع غيره، خصوصاً عشية انتخابات نيابية".
واشار المصدر لصحيفة "النهار" انه "من هنا، يجب ألا تكون هذه الوزارة مع فريق بل يجب ان تبقى مرجعيتها حيادية". وتساءل عن انه "هل سيحلّ تنحّي بارود مشكلة التأليف؟ وهل كانت حقيبة الداخلية العقدة الوحيدة؟ وأين المشاكل حول سائر الحقائب ولاسيما منها الطاقة والاتصالات والاعلام وسواها؟"
من جهة اخرى، شدّد المصدر على انه "هناك تقدماً في الاتصالات بشأن التأليف وإن يكن لم يتبلور بعد حتى الآن".
وذكرت الصحيفة عينها ان "الخلفيات التي أدّت بوزير الداخلية والبلديات زياد بارود الى اعلان ما اعلنه، تبين انه بسبب الضغط السياسي المتواصل منذ اسبوعين أظهر وكأن الاختلاف على من يتولى حقيبة الداخلية في الحكومة الجديدة هو السبب الأساسي لعرقلة تأليفها".
واضافت انه "لما كان الرئيس سليمان ليس في وارد التخلي عن بارود نظراً الى العلاقات الشخصية المتينة التي تربط ما بينهما، قرر الأخير تحرير رئيس الجمهورية من أي عبء قد يتحمله بسبب هذا الكباش حول الداخلية وسحب ورقة حياديته او عدم حياديته من التداول وكشف آفاق المرحلة التالية، علماً ان ما بدا انه موقف مفاجئ من بارود لم يكن كذلك انطلاقاً من ابلاغ الوزير رئيس الجمهورية إياه قبل ثلاثة أشهر، على ما صرّح أمس السبت".
يذكر ان بارود قال إنه "أبلغ رئيس الجمهورية منذ ثلاثة أشهر أنه لا يرغب في تحمّل أي مسؤولية وزارية، وتمنّى أن تشكل الحكومة خلال 24 ساعة"، مشيراً الى أنه لا يسمح لنفسه بأن يكون "عقبة في وجه تشكيلها كما يصوّر في الاعلام في الفترة الاخيرة، وكأن كل الامور متوقفة على هذا الامر".
وكلمة بارود جاءت امس السبت خلال مشاركته في لقاء حواري في إطار معرض "بيزنس 2011" في البيال، واوضح انه "منذ تحوّل الحكومة الى حكومة مستقيلة منذ ثلاثة أشهر، تمنيت على رئيس الجمهورية اعفائي من أي مهمات وزارية في الداخلية أو سواها، وهذا لم يكن ناتجاً من تهرب من المسؤولية، خصوصاً انني تحملت كل مسؤولياتي على رغم الصعوبات، لاسيما اجراء الانتخابات النيابية في ظل اصطفاف سياسي حاد، وكذلك الانتخابات البلدية، لكن في البلد كفايات كثيرة يجب أن تُعطى الفرصة، وثمة ناس أوادم يحق لهم أن يأخذوا مواقعهم وأن يعملوا كما عملنا".
وشدّد بارود على قوله بانه "أنا لست جزءاً من أي عقبات ترتبط بهذه الحكومة، وهذا الكلام ليس للمزايدة أو لإلقاء اللوم على أحد، وأتحمّل كامل مسؤولياتي، وأنا مسؤول عن كلامي وعن الموقف الذي أتخذه، وأقول هذا الكلام من هنا، من هذا المكان الذي فيه أناس ينظرون الى البلد كبلد وليس كمزرعة".
واشارت ردود فعل دولية الى أنه "ثمة ارتياحاً في دوائر عدة إلى ان معطيات جديدة طرأت في ساحة التاليف، إلا أن ذلك مرهون بما سيظهر من مواقف الأطراف المعنيين".
وذكرت صحيفة "النهار" انه "علم ان الرئيس سليمان كلف قائد الجيش العماد جان قهوجي اقتراح اربعة أسماء ضباط كبار ليعرضهم لاحقاً على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ليقترح أحدهم لتولي الداخلية، ولا يكون عرضة لـ"فيتو" من سائر الاطراف المعنيين".
واوضحت مصادر معنية بجهود تذليل العقبات لصحيفة "الحياة" أن" قائد الجيش العماد جان قهوجي اقترح اسم الضابط بول مطر الذي يشغل منصب نائب رئيس الأركان للتخطيط في الجيش لتولي حقيبة الداخلية وأن المعاون السياسي للأمين العام لـ "حزب الله" حسين الخليل والمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل نقلا الفكرة الى الرئيس المكلف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي، ومن ثم الى العماد عون، عبر وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل".
واكّدت المصادر للصحيفة عينها ان "العميد مطر على علاقة جيدة مع الرئيس سليمان، لكن الأخير يرى أن المشكلة لا تقتصر فقط على حقيبة الداخلية وأنه سيعطي رأيه حين تعرض عليه تركيبة الحكومة برمتها".