الحريري يدعو لتشكيل حكومة قادرة على إجراء انتخابات نزيهة: الدولة المسلوبة الإرادة خطرة على اللبنانيين

رأى رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري، ان "الدولة المسلوبة الإرادة خطرة على اللبنانيين"، مشدداً على تمسكه بإسقاط الحكومة الحالية التي "قصّرت" في مختلف المجالات، وتشكيل حكومة "قادرة على إجراء انتخابات نزيهة"، وفق "قانون سيتم في النهاية التوصل اليه".

شدد الحريري في حديث الى صحيفة "الحياة"، قبيل مغادرته الرياض الى روما الاربعاء، نُشِر الخميس، على ان "لا خيار أمام اللبنانيين غير اللقاء تحت سقف الدولة ومؤسساتها"، لافتاً الى ان "الدولة المسلوبة الإرادة خطرة على اللبنانيين".

واكد انه "لا يحق للبناني الاستقواء على لبناني آخر، لا بالقوة العسكرية ولا بالتحالفات الإقليمية. هذه ثوابت وطنية تمسكنا بها في كل الظروف، ونلتزم بها، ولا نراهن على أي استقواء أو تبدل في الظروف".

واعلن الحريري تمسكه باسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، "نظراً لما تمثل، وللأضرار التي ألحقتها بالبلد في السياسة والاقتصاد والاستقرار"، متابعاً "نسمع من يقول إن الاستقرار رهن ببقاء هذه الحكومة. هل يعني ذلك أن قرار الاستقرار هو ورقة في يد "حزب الله"، وأنه سيفجر الاستقرار إذا سقطت الحكومة التي يهيمن عليها؟".

كما اشار الى ان الحكومة "قصّرت" في مختلف المجالات، بدءاً من "فضيحة الأدوية وتزوير المستندات، وصولاً الى "الكهرباء والطرق والموازنة وخسارة ثقة المجتمع العربي والدولي وقصة الأجنحة العسكرية". ولفت الى ان المجتمعين الدولي والعربي يهمها الحفاظ على امن واتقرار لبنان في ظل الاحداث في المنطقة.

ويجري سليمان مشاورات مع الاقطاب السياسية لتحديد موقف تجاه الحوار، والاوضاع السياسية السائدة في البلاد خصوصاً اثر اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن في 19 تشرين الاول عبر انفجار سيارة مفخخة في الاشرفية. وفي حين تتمسك قوى 14 آذار باسقاط الحكومة التي تتهمها بتغطية الاغتيال وتقوم هذه القوى بمقاطعة كل الاعمال السياسية المتصلة بالحكومة.

في حديثه لـ"الحياة"، طالب الحريري بحكومة "قادرة على إجراء انتخابات نزيهة، ونقبل في 14 آذار بنتائجها". وسئل وفق اي قانون ستجري هذه الانتخابات، فرد "سيتم في النهاية التوصل إلى قانون"، مستغرباً أن "بعض من كانوا يعتبرون قانون الستين إنجازاً وإعادة للحقوق، لا يقبلون به اليوم. يبدو أن الفريق الآخر كان يعتقد أنه سيفوز بموجب هذا القانون، ولأن ذلك لم يحصل يحاول الآن تمرير قانون يناسبه".

"نحن نريد إجراء الانتخابات في موعدها وتمكين اللبنانيين من قول كلمتهم"، واشار الحريري الى انه يتخوف على "الانتخابات ممن يعتقدون أن نتائجها لن تأتي لصالحهم".

واعتبر ان "لا خيار" امام 14 آذار سوى خوض الانتخابات متحالفة. وعن انضمام رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط الى هذا التحالف، فضّل الحريري عدم "استباق الامور" او "أن أجيب نيابة عن وليد بك".

يُذكر ان مجلس الوزراء، أقر مطلع آب الفائت، قانونا للإنتخاب يعتمد النسبية في 13 دائرة إنتخابية.(بيروت: دائرتان، الجنوب: دائرتان، البقاع: 3 دوائر، الشمال: 3 دوائر، وجبل لبنان: 3 دوائر). الا ان كل فريق من الافرقاء السياسيين يتمسك بمشروعه الانتخابات، في حين وصلت "اللجان النيابية" المخصصة بحث قانون الانتخاب والتوصل الى حل يرضي الجميع، الى طريق مسدود.

كما تطرق الحريري الى علاقته مع "حزب الله"، حيث لفت الى ان "الحزب هو من اختار القطيعة" بينهما، موضحاً ان "السياسة التي يعتمدها (الحزب) لا يمكن أن تبني بلداً". كما اضاف " أنا أقول وبصراحة إن الأسلوب الذي اعتمده "حزب الله" أضر بالعيش المشترك، ولم يسمح بقيام علاقات حقيقية حتى بين الأحزاب. لا يمكن أن تستدعي الآخرين إلى الحوار حين يناسبك ذلك ثم تضرب نتائج الحوار حين يناسبك ضربها".

ولفت، في حديثه لـ"الحياة"، الى ان "البلد دفع غالياً ثمن الخروج على منطق الشراكة الوطنية ومنطق الدولة والمؤسسات. نحن أبناء وطن واحد ومحكومون بالعيش معاً، لكن على قاعدة اللقاء تحت سقف الدولة والدستور والمؤسسات".

وعن كلام الامين لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بأن هناك فريقاً مسيحياً في 14 آذار يحرض على الفتنة السنية-الشيعية، وأن بعض تيار المستقبل يماشيه في ذلك، قال الحريري ان "هذا الكلام "بلا طعمة"، لا بل إنه التحريض بعينه على الفتنة".

وكان قد أعلن نصرالله، في كلمة القاها في "يوم الشهيد" أن بعض مسيحيي قوى الرابع عشر من آذار تريد "انفجاراً سنياً شيعياً" في لبنان.

اما عن علاقته برئيس الجمهورية ميشال سليمان، فقال الحريري لـ"الحياة"، "أكنّ تقديراً كبيراً لفخامة الرئيس، وأعتقد أن مواقفه كانت دائماً شجاعة وترمي إلى جمع اللبنانيين".

وسئل الحريري، عن موقفه ازاء الازمة السورية، لو كان رئيساً للحكومة الحالية، فأجاب ان موقفه سيكون نفسه وهو دعم الشعب السوري وانتفاضته، موضحاً ان "هذا الموقف هو لمصلحة لبنان وسوريا معاً".

كما انتقد موقف "حزب الله" من هذه الازمة، قائلاً "يفترض أن يكون الحزب واعياً لخطورة ما يفعله النظام، كما لخطورة انحيازه الى نظام محكوم بالسقوط بسبب ما يفعله بشعبه".

واندلعت الازمة السورية في آذار 2011، مطالبة باسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد وادت الى مقتل حوالى 39 الف شخص وفق المرصد السوري لحقوق الانسان وتهجير عدد من الاشخاص وانشقاق ضباط وعسكريين.

ويُشار الى ان انقسام اللبنانيين بين مؤيد للشعب السوري وآخر للنظام السوري ما ادى الى اشتباكات متفرقة في بعض المناطق اللبنانية.