"ويكيليكس" عن عون: لست واقعا في غرام "حزب الله" ولكن اذا عزلناهم ستكون ردّة فعلهم عدائية

Read this story in English W460

نقلت صحيفة "الجمهورية" عن وثيقة نشرها موقع "ويكيليكس" صادرة عن السفارة الاميركية في بيروت بتاريخ 3 تشرين الثاني 2006، اعلن فيها رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون "ان ليس لديه مستشارون يزورون سوريا، وان اتهامه بعكس ذلك هو مجرد معلومات مضللة".

وذكرت الوثيقة ان عون اوضح ان "لا احد من حزبه يملك الصلاحية لزيارة دمشق"، مشددا على عدم وجود التزام بين سوريا و"التيار الوطني الحر".

واقرّ عون باحتمال قيام بعض التعاملات مع سوريا من دون علمه قائلا: انه يتحاشى في حذر كبير ان يرتبط بعلاقات وثيقة مع سوريا وايران.

واضاف عون في الوثيقة انه "خلال زيارة قام بها وفد برلماني ايراني لمنزله في الرابية، ابلغ الى 3 نواب ايرانيين انه يستطيع ان يقيم علاقة صداقة معهم، ولكنه لا يستطيع ان يشكل محورا سياسيا مع ايران".

وذكر عون ان "النائب الشيعي حليف "التيار الوطني الحر" عباس هاشم ونائب التيار ابراهيم كنعان، كانا حاضرين في هذا الاجتماع وان هاشم المقرب في شكل خاص من "حزب الله"، خاب ظنّه لأن الجنرال رفض التوصل الى تسوية رسمية اكثر من الايرانيين".

واكّد عون، بحسب الوثيقة دائماً، ان "حزب الله" لن يتحوّل يوما الى دمية في يد السوريين، وان "حزب الله" سيكون على علاقة طيبة بدمشق، لكنه يكتسب استقلالية اكثر شيئا فشيئا".

وشدّد على ان "التيار الوطني الحر" يستطيع ان يتعاون مع "حزب الله"، طالما انه يحتفظ بثقة "حزب الله" وطالما ان الاخير يبقي تركيزه منصبا على هدفه الأساسي".

ونقلت الوثيقة عن عون "لست واقعا في غرام "حزب الله"، ولكن ان عزلناهم ستكون ردّة فعلهم عدائية والبلد لا يحتمل اشتباكات"، شارحاً ان الطريقة التي تتبعها قوات الأمن للتعامل مع حزب الله تعطي نتائج عكسية.

عندما قال السفير الاميركي له ان "حزب الله يستغلك"، قال عون ان الحريري قام بما هو أسوا من ذلك بكثير، لأنه حاول ان يدمر عون في لبنان وفي باقي الدول العربية والولايات المتحدة الاميركية كذلك.

واضاف ان "الحريري حاول تشكيل مجموعة ضاغطة لعرقلة الزيارة التي كان عون يأمل في القيام بها الى السعودية، وانه وظّف شركة مختصة في مجال تشكيل مجموعات الضغط ليشوّه سمعة عون في واشنطن".

وفي مذكرة سريّة صادرة في 18 أيلول 2006، في ختام اجتماعه مع ميشال عون وفي حضور مستشاره جبران باسيل، طلب السفير جيفري فيلتمان الانفراد بالجنرال للاستفهام عن رحلة 48 ساعة الغامضة الى بلجيكا، والتي كان اختتمها عون في اليوم السابق.

و"كشف عون انه اضافة الى اجتماعه ببعض المسؤولين البلجكيين ومن الاتحاد الاوروبي فقد امل في التفاوض على تبادل الجنود الاسرائيليين المخطوفين من "حزب الله" بسمير القنطار وآخرين مسجونين في اسرائيل".

وقال عون انه "بسبب الثقة التي يتمتع بها لدى "حزب الله"، فان الكثير من الناس تقربوا منه طلبا للمساعدة في الافراج عن الاسرى الاسرائيليين في مقابل اللبنانيين الموجودين في اسرائيل".

واضاف: ان "جيسي جاكسون ضغط عليه كثيرا كما فعل بعض اعضاء البرلمان الألماني، وان اميركيين من اصل لبناني ذوي صلات وثيقة باسرائيل قد توسلوا اليه لاستخدام نفوذه مع "حزب الله".

وعندما ابلغ المونسنيور جان ابراهيم عبود ذو الاوصول اللبنانية والمقيم في بلجيكا الى الجنرال طلب البلجكيين المساعدة ايضا، اخذ عون الموضوع على محمل الجد عندما تبين ان عبود يستطيع تأمين خط نقل عسكري بلجيكي بين بروكسل وبيروت.

وسرعان ما اكتشف عون، خلال وجوده في بروكسل، ان بلجيكا لا تملك اي تفويض اسرائيلي لمناقشة اي صفقة. وعلى رغم مزاعم عن تطمينات تلقاها الوسطاء من مسؤولين اسرائيليين، قال عون ان من البديهي ان اسرائيل لا تستعمل بلجيكا كقناة لها. ولذلك ركز عون خلال اجتماعاته في بروكسل على مواضيع اخرى بما ان البلجكيين لا يملكون شيئا يتعلق بالسجناء.

وسأل السفير: هل لدى عون اي سلطة للتفاوض بالنيابة عن "حزب الله"؟ فردّ عون بالنفي، مؤكدا بانه "لو كانت بلجيكا من خلال عبود او آخرين اكثر استعدادا للعروض الاسرائيلية، لكن في استطاعته تأمين الافراج عن الجنديين الاسرائيليين".

وردّاً على استفسار السفير، شدد عون على الطبيعة الانسانية السياسية للوساطة التي سعى الى تحقيقها، ولكن الآن في وجود رحلة بلجيكا خلفه، فهو ليس الآن ضمن اي قناة حالية لتبادل الاسرى.

التعليقات 0