"ويكيليكس" عن المر: حزب الله يريد اغتيالي والحريري لا يملك الخبرة وسيفشل

Read this story in English W460

نقلت صحيفة الاخبار عن برقية اميركية تعود لـ"ويكيليكس" وتحمل الرقم 08BEIRUT687 ويعود تاريخها الى 14 أيار 2008 ومصنّف من القائمة بالأعمال ميشيل سيسون، حيث ذكرت ان "قائد المنطقة الوسطى بالوكالة الجنرال مارتن دمبسي ومدير السياسات والتخطيط في المنطقة الوسطى الجنرال ألارديس والقائمة بالأعمال، زاروا وزيرَ الدفاع الياس المر يوم 14 أيار، وأصرّ المر بتحدٍّ على افتتاح الاجتماع بالتقاط صور للإعلام، شارحاً لديمبسي أن الصور ستكون جوابه على اتهامات قناة المنار له بأنه لعبة في يد الولايات المتحدة، وشكر المر ديمبسي على تكبّده المخاطر لزيارته".

وذكرت البرقية ان "المر بدأ حديثه بأنه لا يوجد جيش في العالم باستطاعته إنجاز انقلاب خلال 12 ساعة من دون تحضيرات ذات شأن"، مضيفاً ان "كاميرات المراقبة التي ثبتها "حزب الله" في المطار، والمستخدمة بموازاة أجهزة اتصال لاسلكي، كانت جزءاً من خطة أوسع لـ"حزب الله" تهدف للإخلال بالتوازن في الحكومة".

وشرح المر "أنه في الاغتيالات السياسية السابقة، عادة ما أمضى "حزب الله" شهرين إلى ثلاثة أشهر يراقب الهدف، ثم، خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، يزيد من التدقيق قبل الهجوم".

وذكر المر بحسب الوثيقة "أن كاميرات المطار، التي سرقت في أيلول 2007 من مكتب شركة الطيران الخاصة بوزير النقل الصفدي، والتي ثُبتت يوم 23 نيسان 2008، كانت موجهة لمراقبة حركة مرور الطائرات الخاصة. كانت توفر عملاً استخبارياً لمحاولة اغتيال وشيكة".

ويعتقد المرّ "أن زعيم 14 آذار السني سعد الحريري الذي يذكر غالباً اسمه كرئيس مقبل للوزراء ورئيس الوزراء الحالي فؤاد السنيورة كانا الهدفين الأولين، وأنه هو كان المقبل على لائحة "حزب الله". لفت إلى أنه كان من المرجح لثلاثتهم أن يسافروا خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

واضافت الوثيقة ان المر قال انه "يظهر الانقلاب أن "حزب الله" كان يريد القيام بشيء ما لإسقاط السنّة"، موضحاً انه "إذا قتل سعد، فستنتهي سلالة الحريري، وسينزل المقاتلون السنة إلى الشارع".

واشار المر الى انه "سيكون لـ"حزب الله" عذر لاستخدام السلاح في الدفاع عن نفسه لأنه سوف يشير إلى القاعدة بصفتها الرأس المدبر للاغتيال"،داعماً "فرضيته هذه من خلال الكشف عن تقارير تسلمها تفيد بأن تنظيم القاعدة يحضّر للهجوم على طائرة فوق مطار بيروت الدولي". و ولفت المر، بحسب الوثيقة، إلى أن "مصدر تلك التقارير الاستخبارية هو مكتب استخبارات الجيش في الضاحية الجنوبية لبيروت، الشيعية في الغالب". وخلص إلى أن أحدهم كان يغذي استخبارات الجيش بمعلومات مغلوطة لتهيئة الأجواء.

وافترض المر انه "برز عذر إضافي حين أعلن الزعيم الثاني في القاعدة، المزعوم أنه يموَّل من إيران، أيمن الظواهري، خلال الشهر الماضي، أن لبنان سيؤدّي دوراً محورياً في النضال الإسلامي".

وذكرت الوثيقة انه "ثم حين ردّ مجلس الوزراء على قضية الكاميرات يوم 5 أيار من خلال نقل رئيس جهاز أمن المطار، استغل "حزب الله" الفرصة ليطلق انقلابه".

وعن الجيش اللبناني، ذكر المر انه "لم يقم الجيش اللبناني بالعمل كما كان يجدر به أن يفعل"، وإن الجيش "ليس بوسعه الدخول في حرب أهلية لأنه سوف ينقسم".

ونقطة الضعف الأخرى، هي أن "قائد الجيش اللبناني الحالي، العماد ميشال سليمان، هو أيضاً المرشح الرئاسي الوحيد".

واضاف المر انه "حالما يضع جنرالٌ ما عينه على منصب الرئيس، لا يعود بمقدوره اتخاذ موقف ضد أي فريق، "سوف يؤدّي دور البطل حتى النهاية".

واكّد المر ان "سليمان كان يؤدّي دورين، حاول في البدء الموازنة بين الشيعة المنتصرين والسنّة المهزومين، في الوقت الذي يؤدي فيه خدمته كقائد للجيش يخاف من "حزب الله" ومن انقسام الجيش".

واوضح المر في الوثيقة انه "لا أستطيع القول إنني مصاب بالخيبة حيال أداء الجيش اللبناني لأنني لطالما كنت أعرف ماذا يمكنني توقعه. بالإضافة إلى ذلك، فإن كل جيش يمرّ بمرحلة اضطراب"، مشيراً الى انه "أستطيع الأخذ بإحدى مقاربتين الآن. باستطاعتي انتقاد الجيش اللبناني وشرح أخطائه للعالم، أو باستطاعتي الاعتراف بأن الجيش اللبناني مرّ بلحظة صعبة، والآن حان وقت تجهيز وتدريب وتطوير برنامج يتطلع إلى الأمام".

وذكر المر انه سمع من سياسيين وضباط في الجيش اللبناني ومواطنين عاديين، أنهم يشعرون بخيبة ممّا يرون أنه قلة دعم من الولايات المتحدة الأميركية، مضيفاً ان "بعضهم يعتقد أنه قد تُرك في سايغون".

وذكر انه "لم يكن يتوقع المزيد، لأنه يتفهم كيف أن أجندة الولايات المتحدة لا تتحرك وفقاً لأجندات سعد ووليد جنبلاط"، مشدداً على انه "رغم ذلك، أنا واقعي وقَدَماي مغروستان في الأرض. لقد آن أوان التحرك قدماً".

ونوّه، بحسب البرقية، بأداء الدروز الصلب في قتالهم مع حزب الله في الشوف، قائلاً إن شباباً مسلحين بالكاد تمكنوا من هزيمة مقاتلين صدّوا إسرائيل عام 2006.

وأضاف أنّ قائد قوات "حزب الله" في الجنوب وهو بالتحديد من قاتل إسرائيل، قد قُتلَ على يد الدروز، وختم المر إن "حزب الله" هو أقل مما يبدو عليه، رغم أنه لا يزال قوياً.

و أوجز المر ثلاثة سيناريوهات إقليمية محتملة قد ينتج عنها ضعف "حزب الله" وبناءً على ذلك، تتاح للجيش اللبناني السيطرة، وذلك ردّاً على اهتمام ديمبسي بما قد يدفع الجيش اللبناني للوقوف في وجه "حزب الله".

أولاً، أن تعلن إيران أنها تمتلك أسلحة نووية ويوجّه المجتمع الدولي ضربات عسكرية تقضي على منشآتها النووية. بالإضافة إلى ذلك، تهدّد الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي سوريا أو تهاجمها. بناءً على ذلك، سيضعف "حزب الله" المجرّد من قوته ومصادر تمويله وستتجرأ الحكومة اللبنانية على مناقشة أسلحة "حزب الله".

وثانياً، برأيي المر، قد تشتعل الحرب مجدداً بين إسرائيل و"حزب الله"، ويهزم "حزب الله"، ويتسلم الجيش اللبناني الجنوب وتصبح الحكومة جاهزة هنا أيضاً لمناقشة نزع سلاح "حزب الله". وعلّق المر بأنه يستبعد أرجحية هذا السيناريو.

السيناريو الثالث يتطلب مقاربة على المدى الطويل تجري خلالها تقوية الجيش اللبناني شيئاً فشيئاً بينما ننتظر أياماً أفضل.

وحذّر المر من أن "حزب الله" يبحث الآن، بدوره، في استراتيجياته، وقد تكون هذه المقاربة الطويلة الأمد بمثابة سباق في تعزيز النفس، مشيراً الى انه "اليوم الأفضل للبنان سيكون حين نحوّل "حزب الله" من حركة مقاومة إلى مجموعة من رجال العصابات".

ورأى ان "هدف هذا السيناريو هو الانتظار حتى تتغيّر الديناميات لمصلحة الحكومة اللبنانية والقوى المسلحة اللبنانية، عندها، تتغلب الحكومة اللبنانية والقوى المسلحة اللبنانية اللتان ازدادتا قوة على "حزب الله". إلا أن هذه الاستراتيجية، حذر المر، ستستغرق الكثير من الوقت.

واوضحت سيسون في البرقية انه "في هذه السيناريوهات الثلاثة، الافتراض هو أن يضعف "حزب الله" بسبب أحداث خارجية بينما تجري تقوية الجيش اللبناني في الوقت ذاته. مع تصميم الحكومة اللبنانية، يستطيع الجيش اللبناني التغلب على "حزب الله".

وعند سؤاله عما إذا كان الجيش اللبناني سيستخدم مروحيات هجومية إذا ما وفرناها، ضد "حزب الله"، أجاب المر انه "كلما كان الجيش اللبناني أقوى كان "حزب الله" أضعف".

واشارت سيسون الى انه "بعد محاججته بأن جيشاً لبنانياً قوياً يستطيع في نهاية المطاف الوقوف في وجه "حزب الله"، استمر المر في عرض استراتيجيته، مركّزاً على دور الحكومة اللبنانية".

وقال المر "إن سعد، الذي من المحتمل أن يكون رئيس الوزراء التالي، لا يملك الخبرة وسيحتاج إلى وزراء أقوياء في مراكز مهمة في الحكومة الجديدة، أو سيفشل".

واضافت انه "أخبرنا المر أن 58% من أفراد الجيش اللبناني كانوا من الشيعة حين تسلم منصبه وزيراً للدفاع. الآن، يمثّل الشيعة 23%، بفضل جهوده".

وشرح كيف أنه، بعد صدور القرار 1701، شرع الجيش بالتوظيف لنشر قوات في الجنوب، وأن الجزء الأكبر ممن وُظّفوا كانوا، عمداً، من السنّة والدروز والمسيحيين. "لا يحتاج "حزب الله" لأن يوجّه سلاحه ضد اللبنانيين إذا كان يسيطر على الجيش اللبناني" وتابع محللاً "اليوم، إذا استقال الشيعة من القوى المسلحة اللبنانية، يظلّ لدي حوالى 80% من الجيش".

التعليقات 0