تجدد المواجهات بين قوات الامن والمتظاهرين في سليانة التونسية

Read this story in English W460

تجددت الجمعة في ولاية سليانة "شمال غرب" ولليوم الرابع على التوالي المواجهات بين قوات الامن ومتظاهرين يطالبون بعزل الوالي المحسوب على حركة النهضة الاسلامية، والتنمية الاقتصادية وإطلاق سراح معتقلين.

وقالت صحافية "فرانس برس" أن الشرطة استخدمت وبشكل مكثف قنابل الغاز المسيل للدموع وأطلقت الرصاص في الهواء لتفريق مئات من المتظاهرين اغلبهم من الشبان، رشقوا مقر مديرية الامن في مركز الولاية بالحجارة، ورموا زجاجات حارقة على عناصر الامن.

وقال عنصر أمن طلب عدم نشر اسمه لـ"فرانس برس": "لن نتردد في استعمال الرصاص الحي إن تلقينا تعليمات بذلك".

ونقل مراسل "فرانس برس" عن مصدر طبي في مستشفى سليانة، أن متظاهرين اصيبا بجراح في الرأس بعد أن سقطت عليهما عبوتا قنبلتين مسيلتين للدموع.

ودعا نقابي بالمكتب الجهوي للاتحاد العام التونسي للشغل (اكبر نقابة عمال في تونس) عبر مكبر صوت المتظاهرين الى التفرق. وقال "عودوا الى منازلكم، الامر خطير سيطلقون الرصاص الحي" لكن المتظاهرين تجاهلوا تحذيراته.

وأسفرت المواجهات التي بدأت منذ الثلاثاء بين الشرطة والاف من المتظاهرين في ولاية سليانة عن اصابة حوالي 300 شخص وفق مصادر طبية.

ويطالب المحتجون بعزل الوالي وبالتنمية الاقتصادية وبالافراج عن 14 شابا اعتقلوا في نيسان 2011 خلال اعمال عنف بسليانة ومازالوا دون محاكمات حتى الان، بحسب عائلاتهم.

ودانت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان،الجمعة، "الاستخدام المفرط للقوة" ضد المتظاهرين في ولاية سليانة (شمال غرب) وحثت السلطات على "الوقف الفوي لاستخدام الخرطوش ضد المحتجين".

وقالت المفوضة في بيان انها "تدين الاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة من قبل افراد في قوات الامن ضد المحتجين في مظاهرة تم الاعلام عنها مسبقا، وتحث السلطات بشكل محدد، على الوقف الفوري لاستخدام الخرطوش ضد المحتجين".

ولفتت الى أن "الحق في حرية التعبير والرأي والتجمع السلمي هي من حقوق الانسان الاساسية التي يجب أن تصان وتحترم".

وتابعت: "قام موظفونا بزيارة الضحايا الذيت تم نقلهم الى مستشفيات تونس العاصمة، وتم توثيق حالات اصابات من جراء استعمال طلقات الخرطوش في الرأس والظهر والوجه فضلا عن اصابات في الاعين قد تؤدي في بعض الحالات الى فقدان البصر، ومعاناة بعض المصابين من كسور في العظام".

ولفتت الى أن "بعض المتظاهرين يعانون من اصابات خطيرة ناجمة عن استخدام ذخيرة البارود (الرش) دون سابق انذار".

وشددت المفوضة في المقابل على "وجوب تجنب المتظاهرين اللجوء الى العنف في جميع الاوقات".

وقالت "علمنا أيضا بإصابة عدد من افراد الشرطة وسيقوم موظفونا بعيادتهم في تونس اليوم".

وأوردت أن مكتب المفوضية في تونس "قام بإرسال فريق الى مدينة سليانة صبيحة هذا اليوم".

وكانت فرنساأعربت عن "الاسف للعدد المرتفع" للجرحى بعد تظاهرات سليانة (شمال غرب) حيث جرت مواجهات بين قوات الشرطة والمتظاهرين الجمعة لليوم الرابع على التوالي، كما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ردا على سؤال خلال لقاء مع الصحافيين، "انه امر مثير للقلق بالنسبة لنا. وناسف للعدد المرتفع للضحايا" مذكرا بان "عمليات الحفاظ على النظام العام يجب ان تندرج في اطار دولة القانون واحترام الحقوق المدنية والسياسية".

التعليقات 0