فيلتمان ينبّه الاسد: المهم هي الأفعال لا الأقوال وحدها
Read this story in Englishرفض مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان، نظرية خصوم المحكمة، والتي تقول ان التمسك بالعدالة يقضي على الإستقرار ويعطي تالياً وضمناً الذريعة لاستخدام العنف والسلاح في التعامل مع المحكمة ومع القرار الظني المتوقع صدوره قريباً.
ونبّه فيلتمان في مقابلة مع صحيفة "النهار"، الرئيس السوري بشار الاسد الى أن تصرفات حلفائه وممارساتهم يجب أن تتفق وتنسجم مع تأكيد هذا النظام حرصه على الأمن والإستقرار في الساحة اللبنانية، مشيراً الى أن المهم هي الأفعال لا الأقوال وحدها.
وحمّل النظام السوري مسؤولية أي إضطرابات أو أعمال عنف يقوم بها حلفاؤه على خلفية المحكمة والقرار الظني، واشار الى ان المسؤولين السوريين يؤكدون لهم على الإستقرار في لبنان وإنهم يعملون لتهدئة الأوضاع في هذا البلد لأن هذه مصلحتهم، فيما متابعتهم للموضوع تشير الى ان ما يقوم به حلفاء دمشق في الساحة اللبنانية من نشاطات وأعمال وتهديدات يبين العكس.
وشدّد فيلتمان على ان الولايات المتحدة تثق بالدور القيادي الذي يقوم به الرئيسان ميشال سليمان وسعد الحريري، وتثق بالدور الوطني للجيش والقوى الأمنية من أجل الحفاظ على السلم الأهلي وحماية المواطنين من أي هجمات مسلحة ومنع حصول إنهيار أمني واسع في البلد على خلفية المحكمة.
واكّد فيلتمان وجود قلق أميركي - فرنسي - عربي - دولي من الوضع المتوتر في لبنان، موضحاً ان المحكمة ليست مسؤولة عن هذا التوتر. واشار الى ان الجهود مبذولة حالياً على مستويات عدة لمنع إندلاع أعمال عنف في لبنان.
واوضح ان محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين تناولت مناقشة ما يمكن وما يجب أن تقوم به الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى من أجل منع إنفجار الوضع في لبنان والحفاظ على التهدئة فيه وعلى الأمن والإستقرار وتأمين تحقيق العدالة.
وابدى ثقته بالدولة اللبنانية ومؤسساتها وتمنى من دول أخرى تقديم كل الدعم لها.
وذكر ان الرسالة التي وجهّها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى سليمان بواسطته، أكدت التزام الولايات المتحدة القوي دعم إستقلال لبنان وسيادته ومساندة عمل المحكمة الخاصة وصولاً الى محاسبة المتورطين في جريمة إغتيال الحريري ورفاقه وفي جرائم سياسية أخرى، كما أكدت ثقة الولايات المتحدة بقيادة الرئيس سليمان وبقدرة الجيش والقوى الأمنية على حفظ الإستقرار والسلام في هذا البلد.
ووصف فيلتمان الجيش اللبناني بأنه مؤسسة وطنية جامعة، يؤدي واجباته على هذا الأساس بقطع النظر عن أنه يعكس، على صعيد أفراده، الإنقسامات والتباينات في المجتمع اللبناني. واوضح ان الجيش يتمسك بدوره كمؤسسة وطنية ويعمل أساساً من أجل المصلحة الوطنية وقد أثبت ذلك حين رفض في 14 آذار 2005 قمع الإنتفاضة السلمية الشعبية الضخمة رداً على إغتيال الحريري وسمح لمئات الآلاف من اللبنانيين بالتظاهر وأمن لهم الحماية، مشيراً الى ان ذلك أحدث التحول الكبير في لبنان وأدى الى إنسحاب القوات السورية وانهيار النظام اللبناني - السوري المشترك.
ودافع عن انفتاح اوباما على سوريا وردّه الى تحقيق سلام شامل وتشجيع نظام الأسد على الإضطلاع بدور إيجابي وبنّاء في المنطقة ولأنه يريد حماية إستقلال لبنان وسيادته.
وراى فيلتمان ان التقارب السعودي ــ السوري هو قرار سيادي إتخذته الدولتان وليس من حق الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى التدخل في هذا الموضوع.
وايضا، أن هذا التقارب يمكن أن يساهم في دفع سوريا الى الإضطلاع بدور أكثر إيجابية على صعيد لبنان والمنطقة عموماً.
وسألته الصحيفة عن العلاقة بين الاسد والحريري ووصولهما الى حدّ القطيعة على خلفية المحكمة ومذكرات التوقيف السورية بحق 33 شخصية، فدافع فيلتمان عن الحريري، مشيراً الى ان الولايات المتحدة تؤيد قيام علاقات بين لبنان وسوريا على أساس الإحترام المتبادل والإمتناع عن تدخل إحدى الدولتين في شؤون الدولة الأخرى.
وذكر ان الحريري أصبح رئيساً للحكومة نتيجة قرار لبناني داخلي وليس نتيجة قرار خارجي و الولايات المتحدة تكن كل التقدير لسعد الحريري ولديها الثقة الكاملة به وبقيادته.
اما العلاقات الأميركية - السورية ومستقبلها وتصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم لصحيفة "وول ستريت جورنال" الذي اوضح فيه فيه ان الإنفتاح الأميركي على سوريا لم يحقق شيئاً، اكّد، انه ثمة أزمة ثقة عميقة بين الولايات المتحدة وسوريا وان خلافات كبيرة على قضايا عدة تباعد بيننا، ولكن يمكن القول أيضاً ان إدارة أوباما تريد مواصلة الحوار مع النظام السوري من أجل تأمين الأهداف التي حددتها وترغب في حصول تقدم ملموس في هذا الحوار مما يتطلب أن تضطلع سوريا بدور بنّاء وإيجابي يساهم في تعزيز الأمن والإستقرار في لبنان وفي المنطقة عموماً، مضيفاً ان التقارب بين الولايات المتحدة وسوريا عملية طويلة إذ إن إزالة الخلافات الكبيرة والعميقة القائمة بين سوريا والولايات المتحدّة لن تتم بسرعة.
وعن إدارة أوباما اذا كانت تؤيد إقتراحاً للرئيس نيكولا ساركوزي الذي ناقشه مع عدد من المسؤولين العرب والفلسطينيين والأوروبيين، ولم يعلن عنه رسمياً، يقضي بتشكيل مجموعة دولية جديدة تضم دولاً بارزة منها أميركا وفرنسا وروسيا وإسبانيا والمانيا ومصر والأردن وغيرها وذلك من أجل تأمين إشراف دولي - إقليمي على مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية ومواكبة عملها وتقديم إقتراحات وأفكار محددة الى الطرفين المعنيين لمساعدتهما على تسوية المشاكل والخلافات العالقة بينهما تمهيداً لاحراز تقدم ملموس وتوقيع إتفاق سلام فلسطيني - إسرائيلي.
امتنع فيلتمان عن إعلان تأييده لإقتراح ساركوزي أو عن الترحيب به.
ورأى ان دور فرنسا مهم وأساسي لتأمين نجاح عملية السلام، مشيراً الى ان الولايات المتحدة تحتاج مع سائر الأطراف المعنيين بالأمر الى دعم فرنسا لجهود السلام ومساهمتها فيها مما يجعلهم يتشاورون باستمرار مع المسؤولين الفرنسيين، مضيفاً ان الولايات المتحدة تعمل مع دول ومجموعات عدة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ضمن سياق السعي الى حل شامل للنزاع العربي - الإسرائيلي، ومن هذه المجموعات الجامعة العربية التي أطلقت مبادرة السلام العربية المتضمنة رؤية مهمة لإنجاز السلام، واللجنة الرباعية الدولية والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي إضافة الى دول بارزة عدة معنية بالأمر.
وعن صحة ما يردده بعض المراقبين والمحللين العرب عن عقد الادارة الاميركية صفقة سرية مع القيادة الإيرانية حول العراق، وتشمل دعم ترشيح رئيس الوزراء نوري المالكي المنتهية ولايته لتشكيل الحكومة الجديدة، فنفى المسؤول الأميركي وجود أي صفقة أو إتفاق سري بين واشنطن وطهران حول العراق تتناول دعم المالكي أو أي مسألة أخرى، وشدد على أن الحديث عن الصفقة يتناقض كلياً مع حقائق الأمور ووقائعها إذ ان الولايات المتحدة وإيران في حال مواجهة وصراع.