الراعي من دمشق: الإصلاح ينبع من الداخل ولا يفرض من الخارج ويكون بالحوار

رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن "الإصلاحات لا تفرض من الخارج بل تنبع من الدخل"، مشددا على انها تكون بالحوار والتعاون، آملا في الوقت عينه بإنتهاء العنف في سوريا.

وقال الراعي حلالعظته في القداس الالهي الذي ترأسه في كنيسة مار أنطونيوس في باب توما في دمشق مساء اليوم السبت: "بدأنا هذه الزيارة الليلة في عيد مار مارون، حتى نحتفل مع جاليتنا واعضاء الابرشية بعيد مار مارون" شفيع الطائفة المارونية، وهو الذي "عاش في سوريا التي فيها ولدت كنيستنا".

واضاف: "جئنا لنقول اننا متضامنون مع كل المتألمين في سوريا، صلاتنا ليست اليوم بل كل يوم (...) لتنتهي الحرب وينتهي العنف، وحتى بالوفاق والتعاون يتحقق السلام".

وأكد الراعي أن زيارته الى سوريا "مناسبة لكي نصلي مع كل الذين يصلون من أجل السلام ومن اجل الطمأنينة ومن اجل عودة النازحين، ومن اجل الحلول الدبلوماسية لكل الامور العالقة".

كما دعا الراعي في عظته الجميع من كل الاطراف الى التوقف عن العنف والقتل والدمار، قائلا: "كفى اذكاء الحرب والدمار والقتل من اي جهة اتى".

وأردف: "يقولون من اجل الاصلاحات. الاصلاحات لازمة في كل مكان، في كل دولة، في كل وطن"، موضحا "الاصلاحات لا تفرض فرضا من الخارج، بل تنبع من الداخل حسب حاجات كل بلد، ولا احد ادرى بشؤون البيت مثل اهله".

وشدد الراعي الذي وصل دمشق اليوم السبت عبر نقطة المصنع الحدودية على أن "الاصلاحات تتم بالحوار بالتفاهم، بالتعاون"، لافتا الى أن "هذا ما ندعو اليه مع كل محبي السلام العادل والشامل والدائم، حيث يعطى الجميع حقوقهم ويلتزم الجميع بواجباتهم".

وأشار الى أن "إذا كان من دور للاسرة الدولية فليكن في هذا الاتجاه".

و كان في استقبال الراعي فور دخوله الكنيسة جمع من المؤمنين والمطران سمير نصار، لاقامة قداس احتفالي حضره وزير الدولة جوزف سويد ممثلا الرئيس السوري بشار الاسد، بحسب ما افادت وكالة "فرانس برس".

واقبل المؤمنون على البطريرك لاخذ البركة منه وتقبيل الصليب الذي يحمله، في حين عمد آخرون الى التقاط صور له بهواتفهم الخليوية.

وكان الراعي أكد خلال تلقيه اتصالا هاتفيا من رئيس الجمهورية ميشال سليمان للتهنئة بعيد مار مارون أن زيارته الى دمشق "تندرج في إطار كنسي وروحي".

وقال" الزيارة تندرج في إطار كنسي وروحي، يتمثل بالاحتفال بعيد القديس مارون مساء اليوم في كاتدرائية الموارنة، والمشاركة غدا في تنصيب البطريرك الجديد في كنيسة الروم الارثوذكس".

وقال النائب العام الاسقفي ورئيس المحكمة المارونية بدمشق المونسنيور ميشال فريفر، حول وصول الراعي إلى دمشق، "ان زيارة غبطة البطريرك الراعي الى دمشق هي تاريخية بامتياز لان سوريا هي أولى اوطان المسيحية في العالم، ودمشق هي أول مدينة في التاريخ".

ولقد لفتت صحيفة "النهار" اليوم السبت الى أن "السؤال الذي شغل الاوساط المواكبة لهذا التطور تركز على احتمال حصول لقاء لرؤساء الكنائس المسيحية وممثليها والرئيس السوري بشار الاسد بعد التنصيب".

وأوضحت أن معلومات "كانت ترددت عن هذا الاحتمال، غير انه تعذر تأكيدها من اي مصدر او جهة معنيين"، مضيفة: "ومن شأن هذا اللقاء في حال حصوله، ان يثير جدلا ومضاعفات ولو ادرج في اطار بروتوكولي".

وأشارت الصحيفة أيضا الى أنه "أدرج مطلعون على احتفال تنصيب البطريرك يوحنا العاشر الذي سيقام في كنيسة الصليب المقدس بدمشق مشاركة البطريرك الراعي كما بطاركة آخرين من الطوائف غير الارثوذكسية في اطار اظهار مشهد تضامني بين الكنائس المسيحية وقت تمرّ سوريا وكذلك مسيحيوها في اخطر محنة".

يشار الى أن الزيارة هي الاولى يقوم بها الراعي الى سوريا منذ الزيارة التي قام بها البطريرك الراحل انطون بطرس عريضة خلال فترة الانتداب، قبل استقلال لبنان عن فرنسا في العام 1943.

وكان الراعي قد رأس الجمعة قداساً احتفالياً بمناسبة عيد القديس مارون من كنيسة مار مارون في طرابلس، حيث شدد على "ضرورة استمرار العيش المشترك في طرابلس وعلى الحفاظ على هذه المدينة بالرغم من الأوضاع الأمنية التي تتعرض لها".

وانتخب مجمع الاساقفة الانطاكي الارثوذكسي اسقف ابرشية اوروبا للروم الارثوذكس يوحنا اليازجي بطريركا، خلفا للبطريرك يوحنا هزيم الذي توفي في الخامس من كانون الاول في احد مستشفيات بيروت الذي نقل اليه بعد اصابته بجلطة دماغية.