جنبلاط لن يترشح للانتخابات وفق "الاورثوذكسي": الاسد منفصم شخصياً

اعلن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط انه لن يترشح للانتخابات النيابية المقبلة اذا ما تم اعتماد مشروع "اللقاء الأورثوذكسي" كقانون لاجرائها. كما قال ان خطابات الرئيس السوري بشار الاسد، تشير الى انه "منفصم شخصياً".

وشدد جنبلاط في حديث الى صحيفة "الشرق الاوسط"، الخميس، انه "ليس هناك اجماع ابداً" على "اللقاء الاورثوذكسي"، مذكراً انه يلاقي رفض رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والنواب المسيحيون المستقلون في 14 آذار.

كما اشار الى ان الاصرار على هذا المشروع، من قبل فريق من الافرقاء السياسيين هو "نوع من تفتيت البلاد والغاء الآخر"، محذراً من ان هذا الامر يثير الشك بأن هناك محاولة "للتأجيل السياسي" للانتخابات.

واوضح جنبلاط عبر "الشرق الاوسط" ان التأجيل السياسي، يدخلنا في دوامة المجهول، حيث لا مصلحة للبلد، في حين ان التأجيل التقني لشهرين او ثلاثة اشهر، مقبول. وقال ان "الناخب اللبناني لم يتعود نفسياً حتى الآن على قضية النسبية، فلا بد من شرح بشكل تفصيلي للناخب، كيف يتم المزج بين النسبية والأكثرية".

الى ذلك، شدد على ضرورة واهمية الاتفاق على قانون انتخاب من أجل اجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر في التاسع من حزيران المقبل. اما وعن توقيع سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الاثنين، على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، اكد جنبلاط ان هذا الامر يندرج في اطار صلاحياتهما وواجباتهما.

وتابع جنبلاط، قائلاً ان المرحلة الثانية هي تشكيل هيئة الإشراف على الحملة الانتخابية، و"هذا من صلاحيات الحكومة، وأتوقع أن يلاقي هذا المشروع معارضة كبيرة من فريق 8 آذار داخل الحكومة".

الا انه اشار الى انه و"على الرغم من توقيع الرئيسين سليمان وميقاتي المرسوم فإنهما أعلنا تمسكهما باستمرار الحوار لأجل الوصول إلى توافق حول قانون الانتخاب".

واقرت اللجان النيابية المشتركة مشروع "اللقاء الاورثوذكسي" (حيث كل طائفة تنتخب ممثليها) وسط اعتراض نواب كتلتي "المستقبل" و"جبهة النضال الوطني"، والنواب المسيحيون المستقلون في 14 آذار.

ويتم الآن اجراء المشاورات والاتصالات للتوصل الى صيغة توافقية مشتركة تجمع ما بين النسبي والاكثري.

وينتظر ان يحيل رئيس مجلس النواب نبيه بري المشروع الى "الهيئة العامة" لمناقشته وبته اذا اتفق عليه، الأمر الذي لم يتم بعد، وسط اصرار بري على التوافق على قانون انتخابي من اجل دعوة الهيئة.

من جانب آخر، شدد جنبلاط على اهمية الحوار، قائلاً لـ"الشرق الاوسط" ان "مبدأ رفض الحوار مرفوض"، مردفاً انه "لا بد من العودة إلى أسس الحوار، أي أن يكون السلاح في الوقت المناسب والظرف الإقليمي المناسب بتصرف الدولة اللبنانية، أي بإمرة الدولة اللبنانية".

كما لفت الى ان "هناك خلاف سياسي في لبنان يعالج من خلال الحوار"، مشيراً الى انه على "حزب الله إذا استطاع أن يبلغ القيادة الإيرانية إعادة تصويب البندقية نحو إسرائيل، وليس للدفاع عن النظام السوري".

واعرب جنبلاط عن خشيته من انعكاسات الازمة السورية على الداخل اللبناني، ولا سيما في طرابلس، حيث الغالبية السنية الداعمة للثورة السورية في باب التبانة، والغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري في جبل محسن، حيث وقعت سلسلة اشتباكات ادت الى مقتل وجرح العديد، فضلاً عن الاضرار المادية التي لحقت بالمنطقة.

ومن هنا تطرق جنبلاط، في حديثه الى "الشرق الاوسط"، الى الملف السوري، واصفاً الرئيس السوري بشار الاسد بـ"المنفصم شخصياً". واضاف "من خلال معظم خطاباته أظنه يعيش في عالم آخر، الأمر الذي يعطيك دلالة كيف يتصرف تجاه شعبه عندما يتجاهل أن هناك عشرات الآلاف من القتلى ومن المفقودين ويصف هؤلاء فقط بالإرهابيين".

وشدد على ان الحل للازمة السورية التي بدأت منذ آذار 2011 لا يكون الا "بإسقاط النظام".