جعجع يؤكد أن حادثة الإعتداء على الشيخين تشبه حادثة سماحة: هناك مشروع إنتخابي واحد بين بري والمستقبل وبيننا

أكد رئيس جزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن " المشاريع الإنتخابية لرئيس مجلس النواب نبيه بري والقوات وتيار المستقبل قريبة جداً جداً من بعضها البعض"، مردفاً أنه " اصبح هناك مشروع واحد بيننا نحن الثلاثة".

كذلك، اعتبر في سياق منفصل أن "حادثة الإعتداء على الشيخين تشبه حادثة الوزير السابق ميشال سماحة"، متسائلاً "هل أصبح الجيش اللبناني قوات حفظ سلام"؟

وأشار جعجع في حديث لصحيفة "الأخبار" نشر الأربعاء الى أن "التنسيق كان كبيراً و رئيس مجلس النواب نبيه بري في موضوع قانون الانتخاب،"، مردفاً أنه "في مكان ما، تعطى العملية حجماً كبيراً، مع العلم ان الود كان دوماً موجوداً ولم يكن هناك تشنج".

وأكد جعجع خلال رده على سؤال حول موقفه من التصويت لبري مجدداً كرئيس للمجلس النيابي، فأردف ممازحاً أننا "نحن نسعى، قبل الوصول الى الاستحقاق، الى ان نقلب الرئيس بري الى 14 آذار حتى نستطيع ان نصوّت له"، مضيفاً أن "بري في الاصطفافات الوطنية، بري في مكان آخر، لكن أتصور انه، بخلاف الاخرين، لا علاقة له بالاغتيالات ولا بالاعمال والاضطرابات الامنية، لذا تبقى الخطوط مفتوحة معه".

ورأى جعجع أن "المشاريع الإنتخابية لبري والقوات وتيار المستقبل قريبة جداً جداً من بعضها البعض، والفارق بينهما يكاد يكون ضئيلاً جداً، وتالياً استطيع ان اقول ان هناك قانون انتخاب أصبح جاهزا للتوافق عليه"، مردفاً أنه "يشعر وكأن ثمة اطرافاً لا تريد اجراء الانتخابات".

وأعلن أنه "اذا كانت القصة قصة قانون انتخاب، فقد اصبح لدينا اكثر من قاعدة مشتركة للتوافق على قانون، لأن الفروقات بين المشاريع الثلاثة تكاد تكون 1 او 2 في المئة".

وبالنسبة للفروقات بين المشاريع الإنتخابية، أعلن جعجع أن "مشكلة الدوائر تخص الحزب الاشتراكي ولا علاقة لنا بها مطلقاً"، معتبراً أن "الفروقات التي أتحدث عنها تتعلق، مثلاً، بتوزّع المقاعد على اساس النسبية في دائرتين او ثلاث. تقريباً اصبح هناك مشروع واحد بيننا نحن الثلاثة، ونحن الاكثر تواصلاً مع الفريقين، ونعمل مع الكتائب "الكتف على الكتف".

وأردف جعجع في حديثه لـ"الأخبار" أن علاقته برئيس الحكومة السابق سعد الحريري "ممتازة وعلى تواصل مستمر"، وعلاقته مع عون "مثل العماد عون"، مشيراً الى أن "لا علاقة مع جنبلاط حالياً".

ولدى سؤاله عن رفض البعض القوانين المختلطة كرئيس تكتل "الإصلاح والتغيير" النائب ميشال عون الذي يقول انه لا يؤمّن حصة المسيحيين الكاملة، أعرب جعجع عن "افتراضه ان بري يتواصل مع عون وحزب الله، ونحن والمستقبل والكتائب على تواصل، و(رئيس "جبهة النضال الوطني") النائب وليد جنبلاط في موقع وسطي كما يقول ويفترض ان يتواصل مع الجميع. اما بالنسبة الى عون فهل يعرف على أي نسبة مختلط اتفقنا حتى يرفضه؟ ما نتحدث عنه يؤمّن حصة المسيحيين"، جازماً أن "القانون التوافقي يؤمّن ما كنا نطمح اليه من حسن التمثيل، وما يجب ان يؤمّنه".

وشدد رئيس "القوات" على أن "قانون الستين انتهى الى غير رجعة ونحن أزلناه من حساباتنا، وكذلك الامر لبنان دائرة واحدة لانه يؤمّن لنا النسبة نفسها التي يؤمّنها قانون الستين"، مؤكداً أن "قانون الانتخاب لم يعد يؤثر على اهمية اجراء الانتخابات، بل اصبح يؤثر على وضع البلد ككل، على مستوى الاحتقانات والتشنّج والشلل وسلسلة الرتب والرواتب والحدود ورؤساء الاجهزة الامنية. التوصل الى قانون انتخابي جديد سيفتح الباب امام حلول لكل هذه المشاكل".

وإذ أكد أنه يجب "الإبتعاد عن الفراغ وبذل كل الجهود لاجراء الانتخابات، ولو مع تأجيل تقني اذا لم تتمكن وزارة الداخلية من اجرائها في الوقت اللازم، لمدة اسابيع قليلة او شهر او شهرين"، أردف أن" التمديد للمجلس النيابي غير مطروح، وليس على شاشة رادارنا لأنه كارثة".

يُشار الى ان نواب "التقدمي الاشتراكي"، رفضوا الى جانب النواب المسيحيين في 14 آذار، ونواب كتلة "المستقبل" مشروع اللقاء الاورثوذكسي الذي اقرّته "اللجان النيابية المشتركة". ويُنتظر ان يحيل بري المشروع الى الهيئة العامة لاقراره.

وعن التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء أشرف ريفي وقائد الجيش العماد جان قهوجي، أكد جعجع أن "البعض يرفض التمديد لريفي لأنه لا يريد التمديد لقهوجي"، مردفاً "نحن نعدّ اقتراح قانون للتمديد لجميع رؤساء الاجهزة الامنية، وفي صلب الآلية القانونية التي سنعتمدها لا مفر من التمديد لريفي، والاكثرية هي مع التمديد".

وكان المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي اكد في أحاديث صحافية ان "مسألة تمديد ولايته، التي تنتهي في نيسان، هو شأن يخص "السلطة السياسية"، مردفاً أن "مسألة التمديد "سيّان لديه"، سواء حصلت ام لا، كونه باقيا في مضمار الخدمة الوطنية".

يُذكر أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد اقترح رفع سن تقاعد قائد الجيش وعدد كبير من أركان القيادة الى 62 عاماً بدل 58، اذ انه "العمر المعقول لتطوير السلسلة العسكرية".

ووفق الاقتراح، يكون سن التقاعد لقائد الجيش هو 63 عاما، للضباط برتبة لواء بدل 62.

وفي سياق منفصل، يتحدث جعجع لـ"الأخبار" عن أولويتين هما "استقالة الحكومة وقانون الانتخاب"، مردفاً أنه "لم يعد يجوز بقاء هذه الحكومة. مجرد استقالتها هو إنجاز للبلد".

ورأى أن "الحكومة لم تجتمع بعد كل ما حصل من أحداث أمنية. حتى في سلسلة الرتب والرواتب، وبغض النظر عن موقفنا منها، فهي ألّبت الناس ضدها. فإما أن تقول من اللحظة الاولى إنها ستقرّها أو تقول إنها لا تريد إقرارها".

وعن الوضع الامني المتدهور، يقول جعجع إن "البلد بكامله كان يمكن أن يصير في خبر كان، خاصة في الايام الاخيرة بعد حادثة الاعتداء على مشايخ دار الفتوى"، مضيفاً إن الإعتداء هو "أخبث عمل حصل في لبنان منذ عشرة أعوام لخلق فتنة سنيّة ـ شيعية. ومن قام بذلك مستعد لأن يكرره بهذا الخبث وهذه اللاأخلاقية، ولا يمكن الوزراء أن يبكوا على الأطلال من دون أن يفعلوا أي شيء".

ولفت الى أن الحادثة الأخيرة (الإعتداء على الشيخين) "تشبه حادثة (الوزير السابق) ميشال سماحة الذي كان يهدف الى وضع متفجرات في مناطق سنيّة في رمضان لخلق فتنة مذهبية"، معتبراً أن "ما تبقّى من نظام الاسد يريد إحداث فتنة في لبنان. لذا المهم أن تستكمل التحقيقات حتى النهاية لمعرفة من يقف وراء هؤلاء المتهمين".

وشهدت بعض احياء بيروت توترا وقطع طرق في وقت متأخر ليل الاحد، بعد الاعتداء في حادثين منفصلين على اربعة رجال دين في الخندق الغميق والشياح ما اثار غضبا عارما في مناطق عدة.

في حين شدد وزير الداخلية مروان شربل، عبر "السفير"، على انه "ليس المهم أن نوقف أشخاصا فقط، بل ان نعرف من هو رأس الحية ومن يوظف هؤلاء الأشخاص في أمر خطير كالذي حصل".

واعلن الجيش اللبناني ليل الاحد انه و"على أثر الاعتداء الذي تعرض له عدد من المشايخ في منطقتي الخندق الغميق والشياح، قامت دورية من الجيش بدهم منازل المعتدين حيث تمكنت من توقيف خمسة منهم".

كما انه تمكن من القاء القبض على شخص سادس، عصر الاثنين، في حين يواصل ملاحقة بقية المتورطين.

ورأى في السياق نفسه لـ"الأخبار" أن "واحدة من الخطوات التي يجب أن تتخذها الحكومة هي جمع السلاح من جبل محسن وباب التبانة"، مردفاً أن "الشعب مع الإنذار التام لجمع السلاح"، ومتسائلاً "هل يمكن الحكومة أن تعمل على وقف النار فقط من دون جمع السلاح؟ وهل أصبح الجيش اللبناني قوات حفظ سلام"؟

ورأى جعجع أن "الحكومة لا تريد نشر الجيش على الحدود كي يبقى حزب الله يساعد السوريين، مع العلم بأنها إذا اتخذت قراراً بنشر الجيش على كامل الحدود وطلب الى مجلس الأمن المساعدة، ففي شهرين أو ثلاثة سنحصل على كافة المساعدات اللازمة".

وقصف الطيران السوري للمرة الأولى الإثنين بلدات لبنانية في البقاع قريبة جدا من الحدود السورية وذلك بعد أيام من تهديد دمشق رسميا "برمي المسلحين" داخل لبنان.

وغالبا ما تدور المواجهات بين الجيش السوري ومجموعات مؤيدة لمقاتلي المعارضة السورية. كما دارت اشتباكات بين مجموعات مسلحة والجيش اللبناني الذي يحاول منع تسلل مقاتلين.