جنبلاط يستنكر دعوات الجهاد: انغماس بندقية المقاومة بسوريا يشوه مسيرتها

رأى رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط ان "الشعب السوري ليس بحاجة لجهاديين من لبنان أو الخارج"، معتبراً ان "انغماس بندقيّة المقاومة في غير محلها من شأنه أن يشوّه مسيرتها النضالية".

وفي تصريح له لجريدة "الانباء" الالكترونية، الاربعاء، اشار جنبلاط الى ان "تفاقم الوضع السلبي في سوريا والانغماس اللبناني في هذا المستنقع، تبرز مجدداً ضرورة إعادة الاعتبار لسياسة النأي بالنفس".

وتمنى على "المقاومة" ان "تعيد تصويب بندقيتها في هذا الاتجاه دون سواه"، معتبراً ان "إنغماس بندقية المقاومة في غير محلها، وفي دعم نظام (النظام السوري) قام بكل ما قام به من مجازر بحق المدنيين والأبرياء".

كما تابع ان هذا "الانغماس" من شأنه تشويه "المسيرة النضالية لهذه المقاومة وأن يبدد كل الرصيد السياسي والشعبي الذي راكمته خلال السنوات المنصرمة وأن يفرّغ كل منجزاتها التاريخيّة من محتواها في سبيل تقديم العون لنظام مصيره الحتمي الزوال عاجلاً أم آجلاً".

يُذكر أن المرصد السوري لحقوق الانسان، كشف عن مشاركة "عناصر من قوات النخبة في حزب الله في القتال الى جانب القوات النظامية في معارك ضارية مستمرة منذ ايام في ريف القصير بمحافظة حمص الحدودية مع لبنان".

والاثنين، قال الرئيس المؤقت للائتلاف الوطني السوري المعارض جورج صبرا ان "ما يجري في حمص هو اعلان حرب على الشعب السوري، ويجب على الجامعة العربية ان تتعامل معه على هذا الاساس"، داعيا الحكومة اللبنانية الى ان "تعي خطورة ذلك على حياة السوريين وعلى العلاقة بين الشعبين والدولتين مستقبلا"، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول.

كما يُشار الى ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اعلن في تشرين الاول الفائت ان بعض اللبنانيين المقيمين في الاراضي السورية الحدودية مع لبنان والمنتمين الى الحزب يقاتلون "المجموعات المسلحة" في سوريا بمبادرة منهم ومن دون قرار حزبي، وذلك "بغرض الدفاع عن النفس".

وتطرق جنبلاط في تصريحه لـ"الانباء" الى الدعوات الجهادية في سوريا، مؤكداً انها "مستنكرة ومرفوضة"، لافتاً الى ان من شأنها "تأجيج الاحتقان الداخلي اللبناني دون إحداث تغيير يُذكر في الداخل السوري".

ولفت الى انها "تصب في خدمة النظام السوري الذي لطالما إمتهن إستخدام ما يسمّى القاعدة لتبرير حربه على شعبه وإنقضاضه عليه كما هو حاصل منذ إنطلاق الثورة".

الى ذلك، قال جنبلاط، أن الشعب السوري "ليس في حاجة لجهاديين من لبنان أو الخارج، بل ما يحتاجه هو خروج المجتمع الدولي من حالة التخاذل وقيامه بتقديم الدعم المطلوب للمعارضة لتغيير الواقع الميداني على الأرض بدل الاكتفاء بالبيانات والخطابات والاجتماعات غير المنتجة، وبدل التلطي خلف مساعدات "غير قاتلة" من هنا أو هناك".

والاثنين اعلن امام مسجد بلال بن الرباح الشيخ احمد الأسير، عن تشكيل "كتائب المقاومة الحرة" انطلاقا من صيدا داعيا كل من يستطيع للتوجه الى سوريا لمساعدة "المظلومين" في القصير وحمص.

من جانبه، اعلن الشيخ سالم الرافعي من طرابلس، الاثنين عن إرسال "الدعم من رجال وسلاح لاخوتنا اهل السنّة في القصير"، طالباً "من جميع شباب السنّة الجهوزية التامة لارسال اول دفعة للواجب الجهادي في القصير".

وكان قد اعلن انه تلقى اتصالاً من وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، لافتاً الى انه ابلغ الاخير "استعدادنا لسحب الدعوة الى الجهاد في سوريا عند توقف حزب الله عن ارسال المقاتلين اليها".