سليمان خلال اجتماع "مجموعة الدعم الدولية للبنان": نسبة أعداد اللاجئين السوريين هي ربع سكان لبنان، ما يشكل أزمة وجودية فعلية

Read this story in English W460

أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن "أعداد اللاجئين السوريين في لبنان هي بنسبة خمسة وعشرين في المئة من مجمل عدد سكانه، وهذا ما يفوق قدرته وقدرة أي دولة على الاستيعاب"، مردفاً أن " هذا العبء المتفاقم بات يشكل أزمة وجودية فعلية، نتيجة التداعيات الامنية والاقتصادية والاجتماعية".

وعقد ليل الأربعاء-الخميس في نيويورك اجتماع "مجموعة الدعم الدولية للبنان" الذي بحث، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والبنك الدولي، في سبل دعم لبنان، وخصوصاً على صعيد معالجة قضية النازحين السوريين، علماً أن المتابعين لهذا الملف توقعوا ألا يتجاوز الدعم في المدى المنظور حدود السيولة السياسية والمعنوية.

وأشار سليمان في كلمة له خلال الإجتماع، الى"أهمية تشجيع الاطراف الداخليين والدول الاقليمية المؤثرة على وعي أهمية اعلان بعبدا وضرورة التزامه قولا وفعلا"، معتبرا أن "الاستقرار يمر من طريق استمرار العمل على تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، وضبط الاوضاع على طول الحدود، ومحاربة الارهاب، وتطوير النظام السياسي ومواصلة البحث للتوافق على استراتيجية وطنية للدفاع حصرا عن لبنان".

ولفت الى أن "أعداد اللاجئين الوافدين من سوريا إلى لبنان بلغت ارقاما غير مسبوقة – أكثر من 800 الف لاجئ مسجل يضاف اليهم من وفد من عائلات الـ300 الف عامل موسمي سوري، فضلا عن مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في لبنان – اي بنسبة خمسة وعشرين في المئة من مجمل عدد سكانه، وهذا ما يفوق قدرته وقدرة أي دولة على الاستيعاب".

وأضاف أن "لبنان بقي على رغم ذلك وفيا لالتزامه القانوني والانساني لعدم اغلاق حدوده في وجه أي لاجئ أتى اليه نتيجة العنف او الخوف. إلا أن هذا العبء المتفاقم بات يشكل أزمة وجودية فعلية، نتيجة التداعيات الامنية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة على هذا الاكتظاظ السكاني الطارئ، ولا سيما في مجالات الصحة والتربية والكهرباء، والمياه والبنى التحتية والخدمات العامة والأمن".

وجمع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء في نيويورك ممثلي القوى الكبرى في محاولة للخروج من المأزق في الملف السوري.

واقام بان كي مون مأدبة غداء في مقر الامم المتحدة مع وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين) المنقسمين بعمق حول الملف السوري.

ويختلف الغربيون مع الروس حول وسائل ارغام سوريا على تطبيق برنامج القضاء على اسلحتها الكيميائية الذي اعلن في 14 ايلول في جنيف.

ولم تثمر حتى الان المداولات حول استصدار قرار من الامم المتحدة لوضع اطار لنزع الاسلحة الكيميائية السورية كان يامل الغربيون بانجازه قبل بدء الجمعية العامة.

والثلاثاء دعا بان كي مون من على منبر الجمعية العامة "كل الدول" الى وقف تغذية "اراقة الدماء" في سوريا وطالب بتبن سريع لقرار في مجلس الامن حول تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية.

وقال المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي بعد الاجتماع ان المجتمعين "تبادلوا الاراء حول الجدول الزمني وحول اوجه اخرى من مؤتمر السلام الذي سيعقد في جنيف". ولم يتحدد حتى الان اي موعد لعقد مؤتمر السلام هذا.

واضاف "اشار الامين العام والوزراء الى اهمية مضاعفة الجهود من اجل حل الازمة الانسانية في سوريا وفي الدول المجاورة ايضا".

ومن المقرر ان يعقد اجتماع حول لبنان بعد ظهر الاربعاء بدعوة من فرنسا بهدف مساعدة هذا البلد لمواجهة تدفق اللاجئين السوريين اليه. وسوف يشارك في الاجتماع وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

يشار الى انه اول اجتماع للمجموعة الدولية لدعم لبنان والتي تضم خصوصا الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي.

وحسب الامم المتحدة، فان اكثر من مليوني سوري فروا الى الدول المجاورة كما انتقل حوالى ستة ملايين سوري الى مناطق اخرى في سوريا.

ويستقبل لبنان القسم الاكبر منهم وتحدث مسؤولون لبنانيون عن وجود اكثر من 1,2 مليون سوري في لبنان.

وقال ديريك بلامبلي المنسق الخاص للامم المتحدة من اجل لبنان ان "لبنان هو على الارجح الاكثر تضررا والاكثر تأثرا بالازمة في سوريا لناحية الامن (...) وبالتأكيد لناحية وجود اللاجئين".

واعلنت بريطانيا الاربعاء انها ستدفع 160 مليون دولار كمساعدات اضافية للاجئين السوريين. وجاء هذا الاعلان على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة من قبل نائب رئيس الحكومة البريطانية نيك كليغ ما يرفع المساعدة البريطانية الى اكثر من 800 مليون دولار.

وفي هذا السياق، اشار وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الى أن " لبنان يحتاج بل ويستحق المساعدة على ثلاثة محاور"، مردفاً أن "المحور الأول، يجب على المجتمع الدولي أن يساعد السلطات اللبنانية في مواجهة الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين، والذي يُعد الآن أكبر تدفق للاجئين في العالم. لقد كان كرم الضيافة الذي أبداه لبنان - وكذلك الأردن وتركيا والعراق.

وأكد "لهذا السبب بعينه، ازداد إجمالي مساعداتنا من بريطانيا استجابة للأزمة في لبنان إلى 69 مليون جنيه استرليني، هذا بالإضافة إلى مساهمتنا من خلال الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية. ولا تقتصر هذه الاستجابة على المساعدات الأساسية للاجئين، سواء كانوا سوريين أو فلسطينيين، بل أيضا لمعالجة آثار تواجد مئات الآلاف من اللاجئين في المجتمعات المضيفة".

وأضاف هيغ أن "المحور الثاني، يجب على المجتمع الدولي أن يدعم قوات الأمن اللبنانية في جهودها الجسورة للمحافظة على أمن لبنان، وإننا نرحب بالخطة الخمسية لتطوير القوات المسلحة. وللتصدي للتحديات المتنامية، ضاعفت بريطانيا هذا العام تمويلها لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية إلى ثلاثة أضعاف، ويشمل ذلك مساندة التدريب المتقدم ومبلغ 10 ملايين جنيه استرليني للمعدات الخاصة بحماية وضبط حدود لبنان الشرقية".

ولفت الى أن "المحور الثالث، بالإضافة إلى المساندة المالية، يتعين على المجتمع الدولي أن يرسل رسالة واضحة موحدة إلى الشعب اللبناني وأحزابه وجيرانه. وفحوى هذه الرسالة أننا نؤيد سيادة الدولة وسلامة أراضيها، وأننا سنقاوم أي جهود لزج لبنان في صراع طائفي، وأننا لن نسمح أن يتحول لبنان إلى ساحة لحروب شعوب أخرى".

التعليقات 2
Missing george710 12:37 ,2013 أيلول 26

Take it easy Nostradamus. Things are going to be okay. The world is already overpopulated its a shame that this has to happen at all but its for the best.

Default-user-icon UNICEF (ضيف) 14:51 ,2013 أيلول 26

Please Follow us on our Facebook UNICEF Lebanon and get updates related to Syrian crisis and children of Syria.
UNICEF Communication Team.