عون يرى أن التحضيرات السرية للرئاسة بدأت: ليس التوازن اللبناني من صنع سليمان رئيساً للجمهورية

أعلن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أن "مرحلة الانتخابات الرئاسية بدأت، "والبعض بدأ يعمل بالسر"، مردفاً أن" ليس التوازن اللبناني الذي صنع رئيس الجمهورية ميشال سليمان"، ومعرباً عن "عدم نيته بالتخلي عن رئاسة "التيار الوطني الحر" في الوقت الحالي".

وأشار عون في حديث لصحيفة "الأخبار" نشر الخميس، الى أننا "دخلنا اليوم في مرحلة جديدة، هي جزء من الحياة البرلمانية الأساسية، وليست مرحلة إضافية ودورة استثنائية توجب أن نفصل التشريع والإنماء عن السياسة؛ لأن التشريع يخص الجميع وهو ضروري، وهنا لا يوجد ملحق للمعارضة والموالاة، هذه مصلحة عامة"، مردفاً أن " البند الوحيد الميثاقي كان التمديد لقائد الجيش. كان يجب اتباع التقليد المعمول به لأننا نحن نمثل الطوائف المسيحية التي يأتي منها قائد الجيش ولنا الرأي الأول".

وأضاف "هناك مرحلة جديدة، ويجب وضع جدول أعمال جديد"، مردفاً أن "الحوار مستأنف مع (رئيس مجلس النواب) نبيه بري، وسنحاور الجميع في هذا الموضوع، كي لا يكون القرار من طرف واحد، وحتى نشرح وجهة نظرنا؛ لأن التشريع ليس لفريق ضد آخر".

وبالنسبة لموضوع تشكيل الحكومة والصيغ المطروحة، أعرب عون عن "عدم اعتقاده أن تقسيم 9-9-6 أو 8-8-8 هو المهم حالياً؛ لأن عمر الحكومة قصير، إلا إذا كان لدى أي طرف النية لتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية. وهذا لا يجوز أن يحصل إطلاقاً؛ إذ يكفي ما حصل من مؤامرات على حياتنا الديموقراطية، وبيع السيادة، لا أعرف لأي طرف"، مشدداً على أنه "يجب انتخاب رئيس للجمهورية في شكل واضح وصريح، ويبدو أننا ننتخب رئيساً للمنطقة وليس للبنان، بل ينفذ سياسات المنطقة، ونحن نتأرجح بين بعضنا البعض".

وتساءل عون "هل مسموح أي يبقى الرئيس المكلف (تمام سلام) ستة أشهر من دون مهلة محدة للتأليف"، مردفاً أنه "يجب تعديل نظام العمل الوزاري والمهل الدستورية لإنجاز بعض الأعمال. مثلاً، يجب تحديد مهلة 45 يوماً لتأليف الحكومة، وإلا فليعتذر الرئيس المكلف".

وعند سؤاله عمّن يعرقل التأليف، يجيب أن "الشروط والشروط المضادة. هم يريدون عدم احترام قوتنا ووجودنا. الرئيس المكلف يقول إنه يشكل الحكومة كما يريد. لكن هناك قوانين وأعراف. الاستشارات التي جرت هي نوع من التوجيهات للرئيس المكلف كي يؤلف حكومة. والوزراء يمثلون الكتل النيابية، ويمكن أن يختار وزيراً لم ترتئي الكتلة النيابية أن يمثلها. حين توضع القواعد المتوازنة، لا تسقط الحكومة، بل تأخذ الأكثرية".

ورأى أنه "يجب على سلام أن يدعو النواب ويعين لهم مواعيد لجولة جديدة من النقاشات. يجب ألّا يقطع الحوارات ويظل فقط على ارتباطه برئيس الجمهورية".

يُذكر أنه وبعد استقالة حكومة نجيب ميقاتي في آذار الفائت، تم تكليف سلام تشكيل حكومة جديدة الا أن جهوده لم تنجح في ذلك، في ظل تمسك كل فريق بمطلبه، وكان سلام قد أعلن أن "الشهية السياسية" تؤخر عملية تأليف الحكومة. ونفى الرئيس المكلف تمام سلام، أن يكون اي فريق من الافرقاء قد فاتحه بصيغة 9-9-6 لتشكيل الحكومة العتيدة، معلناً أن التأليف لا يزال مكانه.

وفي موضوع رئاسة الجمهورية، أشار عون لـ"الأخبار" إلى أنه "إذا تعذر تأليف الحكومة فالمهم إجراء الانتخابات الرئاسية"، موضحاً أننا "نستطيع أن ننتخب رئيساً من دون حكومة. الأمر الموجب والملحّ هو رئاسة الجمهورية، ولا يمكن تعطيلها، والفريق الذي يعطل الانتخابات يجب مجازاته، كأن يحرم الترشّح لدورة واحدة".

ولفت إلى أن "مرحلة الانتخابات الرئاسية بدأت، "والبعض بدأ يعمل بالسر"، موضحاً أنه "حتى الآن لا يزال متفرجاً".

ورداً على سؤال من يرشح لرئاسة الجمهورية، يجيب عون أنه "لم نعرف بعد من هم المرشحون، لنرَ من سيترشح. اسمي يتكرر، لكن لا أستطيع القول إنني مرشح".

وأوضح في السياق نفسه أن "رئيس الجمهورية الحالي (ميشال سليمان) قد عيّن في الدوحة، والمبادرة أتت من الجامعة العربية وأمينها العام. ليس التوازن اللبناني الذي صنع رئيس الجمهورية".

وتنتهي ولاية رئيس الجمهورية الحالي ميشال سليمان في أيار 2014، وسط تأكيد هذا الأخير على عدم إرادته للتجديد لولايته.

وبالنسبة للعلاقة مع بري وحزب الله، يقول عون في حديثه إن "هناك قضايا استراتيجية وقواعد أساسية لا تتغير، إنما أيضاً لا أستطيع أن أرى قانوناً ضرورياً موضوعاً منذ ثلاث سنوات في المجلس. هناك أيضاً خلافات أخرى، تستوجب إعادة النظر في بعض العلاقات الداخلية على مستوى التشريع وإدارة الدولة ومفهومها. برنامجنا تغييري وإصلاحي، ولا نرتضي الأسلوب الحالي في إدارة الدولة".

وأشار الى أننا "لسنا مختلفين مع حزب الله، يمكن أن يدعمونا في قوانين أو مراسيم، ويمكن أن لا يدعمونا".

وعن اللقاء مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، أردف عون أننا "في التكتل لسنا حزباً واحداً، ولا نعاتب على أي موقف. سابقاً حدثت مواقف مختلفة لم نعترض عليها، والوزير فرنجية عزيز علينا ونعتبره من العائلة وهناك تبنٍّ معنوي له".

وبالنسبة للقاءات مع الحزب التقدمي الاشتراكي، يقول إننا "نعمل تراكمياً لإعادة الثقة بيننا، المهم أن نبني القواعد على أسس ثابتة من دون خلل، حتى لا يهزّ أي خلاف سياسي القاعدتين، وكي لا تتحول الخلافات السياسية خصومة أو عداوة بين القواعد".

يشار الى أن صحيفة "الأخبار" قد اشارت في عددها الصادر الإثنين، الى أن " المصالحة تمت بين عون و فرنجية في لقاء جمعهما في منزل صهر عون، رئيس لواء المغاوير العميد الركن شامل روكز. وحضر اللقاء مع عون وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، فيما رافق فرنجية نجله طوني والوزير السابق يوسف سعادة".

وقد ترددت في الآونة الأخيرة معلومات صحافية أن "العلاقة بين عون و"حزب الله" ليست كسابق عهدها".

وفي سياق منفصل، أعرب عون عن "خشيته من انعكاس التطورات السورية والضغط على لبنان وعلى الوضع الحدودي"، مردفاً أن "القضية استثنائية، ومن هم في السلطة يجب أن يتحركوا ويكونوا مستعدين ولا يتحججوا بالحكومة المستقيلة".

وتساءل عون " المواضيع الحدودية استثنائية، لماذا لا يحلونها؟ ولماذا لا تتدخل القوات الأمنية والجيش؟ هل هم مظلة لأيام الصحو فقط، وحين تمطر نطويها؟"

وشدد عون في ما أثير عن نيته التخلي عن رئاسة التيار على أن "هناك إرادة جماعية كي يبثوا شائعات داخل التيار"، لافتاً الإنتباه الى أنه "عندما يحين الوقت، سيعين الخلف ممن سيكون عندهم دعم العناصر الأساسية من التيار يحددون في ما بعد أو وفق أسلوب انتخابي لم نحدده بعد".

وأضاف "نحن نحفظ تضامن الحزب، ومن يجمع عليه نؤيده، وهم يتحملون مسؤولية عملهم. أنا لم أعمل حزب وراثة، لكن أقربائي لم يخسروا حقوقهم المدنية، وليس لي أصهرة نزلوا على الحزب، بل هم من المؤسسين الأساسيين، وتخرجوا من السجون كغيرهم. إذا كان هذا الأمر يليق بهم، فلن أقف في طريقهم، والبرهان على ذلك أنهم تسلموا مسؤوليات كما غيرهم وأدوها جيداً جداً".