مقتل شرطي اسرائيلي في هجوم بسيارة في القدس واشتباكات عنيفة في الاقصى

Read this story in English W460

قتل شرطي اسرائيلي من حرس الحدود الاربعاء بعد ان صدمت سيارة يقودها فلسطيني عددا من المارة الاسرائيليين في القدس، بينما اندلعت  صدامات صباح الاربعاء في باحة المسجد الاقصى حيث دخل شرطيون اسرائيليون لتفريق متظاهرين ملثمين.

وقتل الشرطي واصيب عشرات عندما قام فلسطيني يقود مركبة تجارية بصدم مجموعة من حرس الحدود كانوا يقطعون الشارع قبل ان يواصل دهس المارة المتوقفين في محطة قريبة للقطار الخفيف، بحسب الشرطة.

ووقع الهجوم بعد ظهر الاربعاء في شارع رقم واحد الذي يفصل بين القدس الشرقية المحتلة والقدس الغربية.

وهذا ثاني هجوم بسيارة في القدس في اسبوعين.

وقام عبد الرحمن الشلودي (21 عاما) من حي سلوان في 22 من تشرين الاول الماضي بصدم مجموعة من الاسرائيليين في محطة للقطار الخفيف في القدس ما ادى الى مقتل طفلة اسرائيلية-اميركية وامرأة من الاكوادور، وقتلته الشرطة الاسرائيلية في الموقع.

وقالت الشرطة ان السائق الذي نفذ هجوم الاربعاء فلسطيني  يبلغ من العمر 38 عاما من مخيم شعفاط للاجئين في القدس الشرقية.

واكدت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري انه بعد توقف السيارة قام السائق المصاب "بالخروج منها وبدأ بضرب المارة بعصا حديدية" موضحة ان الشرطة الموجودة في المكان قتلته.

واشادت حركتا حماس والجهاد الاسلامي بالهجوم حيث قالت حماس في بيان ""تزف حماس شهيدها البطل ابراهيم العكاري الذي روت دماؤه ارض مدينة القدس المحتلة الذي اثر الا الثأر لابناء شعبه وقدسية المسجد الاقصى ومدينة القدس".

واكد سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة لوكالة فرانس برس ان عملية القدس "رد طبيعي على جرائم الاحتلال بحق المسجد الاقصى والقدس المحتلة".

وتشهد القدس الشرقية المحتلة منذ بضعة اشهر وخصوصا منذ اسبوع، اعمال عنف تثير مخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي. ويمثل ملف المسجد الاقصى احدى ابرز نقاط التوتر بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.

وقالت الناطقة باسم الشرطة لوبا سمري ان "عشرات المتظاهرين رشقوا بالحجارة والمفرقعات قوات الامن التي دخلت بعد ذلك جبل الهيكل (الاسم الذي يطلقه اليهود على باحة الاقصى) وصدوا المتظاهرين الى داخل المسجد".

وبحسب رواية الشرطة الاسرائيلية فان المتظاهرين الفلسطينيين قضوا الليلة داخل المسجد بنية منع زيارة المتطرفين اليهود، وبدأوا بالقاء المفرقعات والحجارة عند فتح باب المغاربة المؤدي الى المسجد والمخصص لادخال الزوار غير المسلمين.

وفي خطوة نادرة، دخلت الشرطة الاسرائيلية "بضعة امتار" داخل المسجد بحسب السمري لازالة بعض الحواجز التي وضعها الشبان الفلسطينيون واغلقت عليهم باب المسجد لفتح المجال امام الزوار.

واشارت سمري في بيان الى انه" في ضوء الاشتباكات العنيفة وتصاعد اعمال الشغب وبهدف منع مواصلة الحاق الاذى بافراد الشرطة وازالة الحواجز التي تم تثبيتها على الابواب والارضية، دخلت القوات عدة امتار داخل جدران المسجد ليتمكنوا من اغلاق الابواب" على الشبان الفلسطينيين.

واكد محافظ القدس عدنان الحسيني لوكالة فرانس برس "هذه اول مرة يقومون فيها بالتغلغل وصولا الى المنبر".

واضاف "الوضع صعب، منعونا من الدخول بينما يتمكن اليهود والسياح من التجول بالراحة. هذا وضع القدس اليوم وهذه هي الديمقراطية الاسرائيلية".

واوضح الحسيني انه خلال الاشتباكات فان قنبلة صوت ضربت نقاط الكهرباء داخل المسجد،مما ادى الى اندلاع حريق صغير تمكن الموجودون داخل المسجد من اطفائه.

وعاد الهدوء الى الاقصى ظهر الاربعاء.

وكان متطرفون يهود دعوا الى التوجه بكثافة صباح الاربعاء الى باحة الاقصى للتعبير عن دعمهم ليهودا غليك احد قادة اليمين المتطرف الذي تعرض لمحاولة اغتيال في 29 تشرين الاول في القدس.

واصيب غليك (48 عاما) باطلاق النار من راكب دراجة نارية في القدس الغربية وحالته خطرة لكن مستقرة.

واستدعى الاردن، الذي يشرف على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس، الاربعاء سفيره من تل أبيب احتجاجا على "الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة" في القدس.

وقالت وكالة الانباء الاردنية الرسمية ان "رئيس الوزراء عبد الله النسور أوعز الى وزير الخارجية ناصر جودة، استدعاء السفير الاردني في تل ابيب للتشاور، احتجاجا على التصعيد الاسرائيلي المتزايد وغير المسبوق في الحرم القدسي الشريف، والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة للقدس".

واضافت "كما اوعز رئيس الوزراء الى وزير الخارجية، بتقديم شكوى فورية الى مجلس الأمن الدولي، ازاء الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسي الشريف".

وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة اعلن في وقت سابق الاربعاء ان القيادة الفلسطينية قررت "التوجه إلى مجلس الأمن فورا" لطرح مسالة التصعيد الاسرائيلي في المسجد الاقصى.

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.

وتسمح السلطات الاسرائيلية لليهود بزيارة الباحة في اوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها.

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى المسجد الاقصى لممارسة شعائر دينية والاجهار بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.

والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

ويعتبر اليهود حائط المبكى الذي يقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم.

 

 

 

 

التعليقات 0