المعارضة السورية المسلحة تسيطر عمليا على الحدود مع الاردن

Read this story in English W460

سيطرت مجموعات من المعارضة السورية بدعم من الجناح السوري لتنظيم القاعدة، الاربعاء على اخر معبر بري مع الاردن كان لا يزال بين ايدي قوات النظام السوري لتسيطر عمليا على الحدود، حسب ما اعلن المرصد السوري.

كما دخل مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" الاربعاء للمرة الاولى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق وسيطروا على قسم كبير منه.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "الطيران المروحي السوري قصف بالبراميل المتفجرة اماكن قرب منطقة معبر نصيب عقب سيطرة الوية مقاتلة وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) على المعبر الحدودي بين الاراضي السورية والاردنية".

واضاف "بذلك فان قوات النظام خسرت اخر تواجد لها في معبر رسمي مع الاردن".

واوضح ان "المثلث الواصل بين معبر نصيب الحدودي وصولا للحدود مع الجولان السوري المحتل والحدود الاردنية، لم يعد به تواجد لقوات النظام" مشيرا الى ان هذه القوات "لا تزال تتواجد في اربعة مراكز عسكرية شرق معبر نصيب وصولا الى الحدود الادارية مع محافظة السويداء".

وكان مقاتلو المعارضة بدأوا الثلاثاء هجومهم على معبر نصيب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في حينه "في حال توصلوا الى السيطرة على المعبر يكونوا قد انهوا وجود النظام على طول الحدود مع الاردن".

وكانت السلطات الاردنية قد اعلنت خلال النهار انها اغلقت "بشكل موقت" هذا المعبر مع سوريا بسبب المعارك بين المعارضة والجيش في الجانب السوري.

ويعرف معبر نصيب لدى الاردن باسم جابر. ومن خلال هذا المعبر تمر كل السلع من سوريا الى الاردن ومنه الى الخليج.

وكانت اندلعت اشتباكات عنيفة صباح الاربعاء بين فصائل مقاتلة وقوات النظام في محيط معبر نصيب الحدودي مع الاردن في محافظة درعا.

ويعد معبر نصيب المعبر الرسمي الوحيد المتبقي للنظام مع الاردن بعد سيطرة جبهة النصرة وكتائب اسلامية اخرى على معبر الجمرك القديم في تشرين الاول/اكتوبر 2013.

وقال مدير المرصد لفرانس برس ان "الكتائب المقاتلة بدات هجومها منذ امس في محاولة للسيطرة على المعبر" لافتا الى ان تمكنها من السيطرة عليه "ينهي وجود قوات النظام بشكل كامل على الحدود الاردنية".

وجاءت الاشتباكات في منطقة نصيب بعد سيطرة كتائب اسلامية قبل اسبوع على مدينة بصرى الشام بالكامل اثر طردها قوات النظام ومقاتلين موالين لها من احيائها، ما اعطى دفعا للفصائل المقاتلة بعدما بات ميزان القوى لصالحها، وفق عبد الرحمن.

وشهدت المنطقة الحدودية من محافظة درعا جولات معارك عدة خلال السنتين الماضيتين تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على شريط حدودي طويل مع الاردن باستثناء المعبر.

من جانب آخر دخل مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" الاربعاء للمرة الاولى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق وسيطروا على قسم كبير منه، فيما شنت فصائل مقاتلة هجوما جنوب البلاد استهدف اخر المعابر الخاضعة لسيطرة النظام على الحدود الاردنية.

وبات تنظيم "الدولة الاسلامية" للمرة الاولى قريبا من دمشق بهذا الشكل.

وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا انور عبد الهادي لوكالة فرانس برس "اقتحم مقاتلو داعش صباح اليوم مخيم اليرموك واستولوا على غالبيته" مشيرا الى ان "القتال لا يزال مستمرا بين عناصر التنظيم والمسلحين داخله".

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم ومقاتلي كتائب اكناف بيت المقدس في الشوارع الواقعة عند اطراف المخيم" لافتا الى "معلومات مؤكدة عن تقدم للتنظيم".

وفي رسالة لاحقة مساء، قال المرصد ان مقاتلي "اكناف بيت المقدس" تمكنوا من استعادة السيطرة على بعض النقاط والاحياء التي سيطر عليها التنظيم المتطرف، مشيرا الى مقتل شخصين داخل المخيم.

وقال المرصد ان الاشتباكات صباحا تزامنت مع قصف لقوات النظام على مناطق في المخيم والحجر الاسود.

واشار ناشط فلسطيني داخل المخيم لفرانس برس رافضا الكشف عن هويته الى ان "مقاتلي التنظيم تقدموا من حي الحجر الاسود المجاور".

ولا يتمتع تنظيم "الدولة الاسلامية" بنفوذ داخل المخيم الذي تحاصره القوات النظامية منذ اكثر من عام وفق ما قاله مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس، لكنه اشار الى "وجود خلايا نائمة اتهمت باغتيال مسؤول في حماس قبل ايام".

وقال الناشط الفلسطيني من جهته ان الاشتباكات مرتبطة باقدام كتائب "اكناف بيت المقدس" وهي فصيل فلسطيني قريب من حركة حماس على "اعتقال عدد من عناصر التنظيم داخل المخيم بعد يومين على اغتيال القيادي (في حماس) يحيى حوراني على يد ملثمين في المخيم".

واعلنت حركة حماس مقتل الحوراني الناشط في المجال الطبي والاغاثي في المخيم الاثنين الماضي بعد تعرضه لاطلاق نار.

وتوترت العلاقات بين حركة حماس التي كانت قيادتها تتخذ من دمشق مقرا، والقيادة السورية، بعد اندلاع النزاع. ونقل رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل مقر اقامته الى العاصمة القطرية في 2012.

واعرب المتحدث باسم وكالة الاونروا كريس غينيس الاربعاء عن قلقه حول "سلامة وحماية المدنيين الفلسطينيين والسوريين في المخيم". وقال ان "القتال الشرس" داخل المخيم يضع "18 الف مدني بينهم 3500 طفلا امام خطر الموت المحدق والاصابات الخطيرة والصدمات النفسية والنزوح".

ويعاني مخيم اليرموك نتيجة حصار النظام من نقص فادح في المواد الغذائية والادوية ما تسبب بوفاة نحو مئتي شخصا. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 الفا قبل اندلاع النزاع الى حوالى 18 الفا.

وفي حزيران/يونيو 2014، تم التوصل الى هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة داخل المخيم، ما سمح بتراجع وتيرة المعارك في محيط المخيم، وتخفيف اجراءات الحصار.

وفي ريف دمشق، تواصل قوات النظام مدعومة من مقاتلي حزب الله تقدمها في منطقة الزبداني بعد شنها هجوما بريا قبل نحو اسبوع.

وقال عبد الرحمن ان قوات النظام وحلفاءها حققوا "انتصارا استراتيجيا في المنطقة بعد محاصرتهم لمقاتلي المعارضة داخل مدينة الزبداني ومنع تحركهم باتجاه منطقة القلمون على الحدود السورية اللبنانية".

التعليقات 0