السنيورة: تزويد الأجهزة الأمنية بـ"الداتا" خطوة هامة والمهم أن تستمر من دون عوائق

رأى رئيس "كتلة المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، أن الحكومة "أقدمت على خطوة هامة عندما بدأت صباح اليوم السبت بتزويد الاجهزة الامنية بداتا المعلومات"، مشددا على ضرورة أن "يستمر هذا الامر بشكل متواصل وتلقائي ومن دون أي عوائق"، مؤكدا في الوقت عينه أن موقف أهالي مدينة صيدا موحد حول اعتصام الشيخ أحمد الأسير "مضر بعلاقة المدينة مع محيطها وباللبنانيين".

وقال السنيورة خلال ندوة صحافية في مكتبه في الهلالية في صيدا اليوم السبت: " لقد قلنا مرات عدة أن هناك عددا من الاشخاص أصبحوا مستهدفين، اكان ذلك من محاولات تمت لاغتيالهم، او تهديدات للعديد من الاشخاص والذين ينتمون الى فريق الرابع عشر من آذار"، معتبرا أن "التمنع عن تزويد الاجهزة الامنية بحركة الاتصالات هو بمثابة مشاركة أو تسهيل لمن يحاول القيام بعملية الاغتيال".

وأوضح أن ، "الاجهزة الامنية تبقى في حالة عمى وفي حالة عدم قدرة على أن تتبين ما يجري، وما يعد أن لم تتم مساعدتها من خلال هذه المعلومات"، مضيفا: "ولقد تبين في حالات سابقة كيف ان الحصول على هذه المعلومات أسهم بشكل اساسي في تمكين الاجهزة الامنية من كشف عمليات ارهابية وعمليات اغتيال تمت، واذكر من ذلك جريمة عين علق".

وأردف: "نحن لا نتكلم هنا عن عملية تنصت، بل عن حركة الاتصالات من دون المضمون، لا رسالة نصية ولا مكالمة هاتفية، نحن لا نريد تزويد المضمون، فقط حركة الاتصالات، من اتصل بمن ومتى ومن اين، بالتالي هذه المعلومات، كامل المعلومات على كامل الاراضي اللبنانية، هي عملية ضرورية".

وشدد على أن تزويد الحكومة للأجهزة الأمنية بالداتا "خطوة هامة على صعيد ما يسمى العمل المسؤول من قبل الحكومة بعدما تدخل رئيس الجمهورية وجرى البدء بتزويد هذه المعلومات"، مؤكدا أهمية أن "يستمر هذا الامر وبشكل متواصل وتلقائي ومن دون اي عوائق من اي احد".

وحول موضوع الحوار قال السنيورة "لطالما قلنا ونادينا أنه ليس هناك من طريقة لحل الاشكال بين اللبنانيين الا من خلال انفتاحهم على بعضهم البعض والتواصل في ما بينهم، من اجل ان يصار الى بحث الامور التي يعانون منها"، لافتا الى أن "هذا الامر يتطلب أولا توقف فريق عن اتهام الآخر بالخيانة".

وتابع: "عندما يكون هناك حوار ان نعطي صدقية لهذا الحوار، وجدية، وان يصار الى تطبيق ما تم التوافق عليه، هم لم يتوقفوا عن عمليات التخوين، وكأنها تعطي الحق بالقتل".

وذكر أنه "السلاح الذي أنجز عملا كبيرا في وقت مضى، هو التحرير من الاحتلال الاسرائيلي، أصبح مادة للتخاصم بين اللبنانيين ولبث الفرقة والنزاعات في ما بينهم"، معتبرا أنه "يؤدي الى تآكل الدولة وتلاشي الدولة والى عدم قدرتها على بسط سلطتها ونفوذها على الجميع وأن تكون لديها الهيبة والصدقية".

وحول الإعتصام والإشكالات التي تشهدها مدينة صيدا قال السنيورة أن "الاحداث التي جرت مؤخرا وما وصل اليه الوضع يؤدي الى تداعيات سلبية، ولا يجوز تحت اي عنوان اغلاق الطريق"، معتبرا ان ما يقوم به الشيخ احمد الاسير "يؤدي الى مزيد من التصادم بين ابناء المدينة".

وعليه، اكد أن "أبناء صيدا وطنيون وموقفهم واحد، وهم الآن توحدوا باطيافهم السياسية كافة على موقف، مفاده ان هذا العمل الذي يتصرف به الشيخ احمد الاسير، ومن دون استشارة اهل المدينة وموافقتهم، انما يضر باهلها وباللبنانيين وبعلاقة مدينة صيدا مع محيطها، ويؤدي الى صدامات لا تحمد عقباها واضرار خطيرة على المستوى الاقتصادي والمعيشي".

وسأل "فهل يرتاح أحدهم عندما يشعر ان عمله يؤدي الى ضرر يلحق بناس قوتهم على قدر عملهم اليومي، وهذا امر غير مقبول"، متمنيا على الأسير ومناصريه "اجراء نوع من المراجعة وجردة حساب".

وأضاف: "ونتمنى عليه وعلى من يقف الى جنبه ان يراجع نفسه، بصدق وبامانة وبصراحة وبشجاعة، حتى يصل الى الحل الذي لا بديل له، لانه عندما ينظر الانسان الى الامر بعناية وبتبصر يجد ان الحل الصحيح هو في وقف هذا الاعتصام والعودة عنه"، لافتا الى أن "هناك وسائل عديدة يمكن ان يلجأ اليها احمد الاسير ليعبر عن رأيه ويكون اكثر فعالية في تحقيق الهدف الذي يرفعه".