التفسير العلمي واللون الحقيقي للفستان الذي حيّر العالم
إن الاختلاف في الألوان التي رآها المستخدمون للفستان الذي حير العالم مرتبط بالمخاريط الصغيرة التي تقع في مؤخرة العين البشرية، والتي تتلقى الألوان بشكل مختلف قليلاً وفقاً للجينات في أجسادنا.
تقول مديرة قسم طب العيون في مستشفى ويلز للعيون بمدينة فيلادلفيا الأميركية، جوليا هالر: "لماذا يحب البعض نبتة الكزبرة، بينما يرى آخرون بأن طعمها يشبه الصابون؟ لمذا يملك البعض حاسة سمع مرهفة بينما يعاني آخرون لدرجة الشعور بالصمم؟ الأمر ذاته ينطبق على البصر، نظامنا الحسي مصقول بعناية."
إن المخاريط التي توجد في شبكية العين (وهي المساحة العصبية في مؤخرة العين)، تلتقط الألوان الحمراء والخضراء والزرقاء وتدمجها سوياً لتكوين صورة.
وتقول هالر إن: "البشر يمكنهم رؤية الألوان بشكل يتفقون عليه في 99 في المائة من الحالات"، مضيفة: "إلا أنه يبدو وأن صورة الفستان هذا قد ضربت النقطة الحساسة التي أحدثت الارتباك لدى العديدين".
وأشارت هالر إلى أن السبب من وراء هذا الجدل هو "سهولة الخلط الحسي بين اللونين الأزرق والأصفر، مرجحة بأن السبب يعود إلى وجود قليل من كل لون في جزء من الفستان، أي قليل من الزرقة وقليل من الصفار.
كذلك نقل موقع "روسيا اليوم" عم علماء أن الضوء يدخل إلى العين من خلال العدسات، وتختلف طول موجات الضوء التي تقع على عدسة العين باختلاف الألوان نفسها، بعدها يضرب الضوء الشبكية في الجزء الخلفي من العين، فتثير أصباغ الألوان الوصلات العصبية الممتدة إلى القشرة الدماغية، التي تعالج هذه الإشارات وتحولها إلى صور وألوان.
أما في حالة هذا الفستان فيقول "جاي نيتز" ، عالم الأعصاب في جامعة واشنطن: "لقد درست الفروق الفردية في رؤية الألوان لمدة 30 عاما، وهذا هو واحد من أكبر الفروق الفردية التي رأيتها طوال حياتي، فقد تسبب هذا الفستان في جدل واختلاف على نطاق واسع جدا".
ويقول "بيفل كونواي" عالم الأعصاب الذي يدرس الألوان والرؤية في كلية وليسلي: "ما يحدث هنا هو النظام البصري الخاص بكل شخص يبحث في الشيء الماثل أمامه في محاولة لاستخلاص اللون الذي يتحيز له عقله، وهكذا يهمل بعض الناس الجانب الأزرق، وفي هذه الحالة فإنهم يرون الأبيض والذهبي أو يهملون الجانب الذهبي وفي هذه الحالة فإنهم يرون الأزرق والأسود، وتؤثر في ذلك عوامل عديدة منها اختلاف الإضاءة وخلفية الصورة".
ومع اختلاف خلفية صورة الفستان ستختلف درجات اللون بين شخص وآخر، "فمعظم الناس ستشاهد اللون على أنه أزرق مع الخلفية البيضاء، ومع الخلفية السوداء قد يرى البعض الفستان على أنه أبيض".
من جهتها قالت مديرة قسم المبيعات في متجر "Roman" للأزياء، ميشيل باستوك، في مقابلة مع CNN إن لون الفستان هو بالفعل أسود وأزرق، مشيرة بأن المحل، الذي يقع في بريطانيا، يفكر بصنع نسخة باللونين الذهبي والأبيض، ويمكن أن يكون جاهزاً في الأسواق خلال ستة أشهر.
وأشارت باستوك إلى أن الضجة التي حدثت بين المغردين انعكست على حجم المشترين، وأن الطلبات تنهمر على المحل وعبر الإنترنت لشراء هذا الفستان، مضيفة بأن الصورة انتشرت من مستخدمة تويتر في اسكتلندا، نشرت الصورة بعد شراء الفستان من أحد محال الشركة من أجل حفل للزفاف، وأرسلتها لصديقتها لتبدأ الاثنتان في جدال حول لون الفستان.
المصدر: "CNN عربية" + "روسيا اليوم"