الامم المتحدة تحذر من كارثة بسبب القتال العنيف في جنوب السودان

Read this story in English W460

صدت دبابات قوات حكومة جنوب السودان تدعمها المروحيات المقاتلة المتمردين من بلدة نفطية رئيسية، بحسب ما اظهرت صور التلفزيون الجمعة، فيما دانت الامم المتحدة "كارثة صنعها الانسان". 

وعرض التلفزيون صور الدبابات تطلق النار فيما تحوم مروحية عسكرية يعتقد انها تعود للجيش الاوغندي الذي يقاتل الى جانب القوات الحكومية، فوق بلدة ميلوت المحترقة في ولاية النيل الاعلى النفطية الشمالية. 

وفي بيان نشر مساء الجمعة، قالت رئاسة حنوب السودان ان ولاية اعالي النيل "تم تحريرها بمواطنيها وحقولها النفطية من المتمردين ومن حليفهم المحلي جونسون اولوني".

وقال رئيس مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة زيد بن رعد الجمعة ان الناس "يعانون بسبب كارثة صنعها الانسان بالكامل". 

وحذرت منظمة اطباء بلا حدود الجمعة من "تصاعد واستمرار استخدام العنف ضد المدنيين" في ثلاث ساحات معارك في ولايات الوحدة واعالي النيل وجونقلي في الشمال والشرق.

واندلع القتال في كانون الاول 2013 عندما اتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب عليه، ما ادى الى دائرة من عمليات القتل والانتقام في انحاء البلاد. 

وتظهر صور من معركة وقعت مؤخرا وصورت في وقت سابق من هذا الاسبوع، رجالا يحملون قذائف صاروخية على متن شاجنات بيك اب يهتفون ويطلقون نيران رشاشاتهم المثبتة على تلك الشاحنات. 

وتقع موليت على بعد نحو 35 كلم غرب قاعدة انتاج النفط الرئيسة في مدينة بالوش التي يحاول المتمردون السيطرة عليها. ومن شأن السيطرة على بالوش توجيه ضربة قوية لاقتصاد جنوب افريقيا المتعثر. 

وشوهدت النار تندلع في ثلاث سفن مجهزة بالسلاح ومضادات الطائرات والتي تستخدم في نقل الجنود في نهر النيل، فيما شوهد جنود على ضفة النهر يطلقون عليها النار والصواريخ. 

ويعتبر الهجوم الذي بدأته الحكومة في اواخر نيسان/ابريل اعنف هجوم في الحرب الاهلية المستمرة منذ 17 شهرا. وادى الهجوم الى منع وصول المساعدات الى اكثر من 650 الف شخص. 

وشهدت الحرب الاهلية قيام المسلحين بعمليات اغتصاب واحراق بلدات ونهب امدادات المساعدة، بحسب الامم المتحدة ووكالات الاغاثة. 

واطلق المسلحون الاسبوع الماضي هجوما مضادا واسعا شمل مالاكال عاصمة ولاية اعالي النيل والبوابة الى ما تبقى من حقول النفط في البلاد. 

واضطرت منظمة اطباء بلا حدود الى الخروج من مستشفاها في بلدة لير في ولاية الوحدة الجنوبية والانسحاب من قواعد الامم المتحدة في مالاكال وميلوت. 

وفي جونقلي اكتشف فريق منظمة اطباء بلا حدود ان بلدة نيو فانغاك "دمرت تماما واحرقت الاشجار والمنازل بشكل تام كما دمرت المدارس تدميرا تاما"، بحسب رئيس بعثة المنظمة في تلك المنطقة بول كريتشلي. 

واضاف كريتشلي ان "المستشفى التي تعتبر واحدة من المنشات الصحية الرئيسية في الجزء الشمالي من الولاية، دمرت تماما". 

وقالت منظمة العفو الدولية الجمعة ان باحثيها سجلوا ووثقوا وقوع عنف شديد. 

واضافت المنظمة ان "الاشخاص الذين جرت مقابلتهم قدموا افادات مرعبة عن قيام القوات الحكومية باشعال النار في قرى باكملها وضرب وقتل السكان ونهب الماشية وغيرها من الممتلكات وارتكاب اعمال عنف جنسي وخطف نساء واطفال". 

كما ان المدنيين الذين فروا من وجه الخطر المباشر تعرضوا لمخاطر كبيرة وشردوا من منازلهم دون ان يحملوا ايا من ممتلكاتهم. 

ولم يتمكن السكان كذلك من زرع المحاصيل ما يعني ان الجوع يتهددهم مجددا. 

ومع عدم تراجع اي من الطرفين المتحاربين، فان فرص توقف المعارك تعتمد على الطقس حيث ان الامطار المتوقع هطولها قريبا تجعل الطرق القليلة المتوفرة في البلاد غير قابلة للاستخدام ما ينهي القتال حتى حلول موسم الجفاف المقبل. 

غير ان كريتشلي قال ان هذا الامل الضئيل "لا يوفر الطمأنينة" للمدنيين المرعوبين والجائعين. 

وقال "لا يمكنك ان تاكل المطر". 

التعليقات 0