نتانياهو يواصل حملته ضد الاتفاق مع ايران في روسيا
Read this story in Englishيتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء الى العاصمة الروسية موسكو ليواصل حملته ضد الاتفاق الدولي مع ايران حول برنامجها النووي وسط خلافات مع واشنطن حول الاتفاق.
وقال مسؤول اسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "نريد منهم ان يفهموا مخاوفنا بشكل افضل والحاجة الى منع ايران من حيازة قدرة على تحقيق الاختراق".
واضاف "وجود قدرة على تحقيق الاختراق يعني ان لديهم القدرة على تطوير سلاح نووي في المكان والزمان الذي يحددونه في المستقبل".
وروسيا عضو في مجموعة 5+1 مع الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا التي ستجتمع الاربعاء في جنيف في محادثات مع ايران حول برنامجها النووي.
وتشتبه الدولة العبرية التي تعتبر القوة النووية الوحيدة ولكن غير المعلنة في المنطقة، ودول الغرب بان ايران تخفي شقا عسكريا وراء برنامجها المدني وهذا ما تنفيه طهران.
وترى اسرائيل في البرنامج النووي لايران تهديدا لوجودها بينما لا تعترف الجمهورية الاسلامية بالدولة العبرية.
وحذر نتانياهو مرارا ان اسرائيل ستقوم بكل ما بوسعها لمنع ايران من ان تصبح قوة نووية بما في ذلك توجيه ضربة عسكرية.
وعقدت الجولة الاخيرة من المفاوضات في جنيف في العاشر من تشرين الثاني دون التوصل الى اتفاق انتقالي.
واعربت موسكو عن املها بتسوية الخلافات حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الايراني حسن روحاني في مكالمة هاتفية الاثنين ان روسيا ترى "فرصة حقيقية ظهرت للتوصل الى حل لهذه المشكلة القديمة".
كما واعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن امله في احراز بعض التقدم في هذه الجولة في اتجاه اتفاق مؤقت.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مقتضب مع نظيره التركي احمد داود اوغلو في واشنطن"ليست لدي توقعات محددة في شان مفاوضات جنيف، باستثناء اننا سنفاوض بنية حسنة وسنحاول الحصول على هذا الاتفاق الاول وامل ان تفهم ايران اهمية القدوم الى هناك وهي جاهزة لتحضير وثيقة تستطيع ان تثبت للعالم ان هذا برنامج سلمي".
ويعارض نتانياهو بشدة الاتفاق الذي يقول بانه سيقوم بتخفيف العقوبات عن الجمهورية الاسلامية في وقت مبكر دون ان تلتزم طهران بوقف تخصيب اليورانيوم او وقف العمل في مفاعل اراك للمياه الثقيلة.
وقال نتانياهو لصحيفة بيلد الالمانية الثلاثاء "انتم لا تقومون حقا بتفكيك اي قدرة على صنع المواد الانشطارية للاسلحة النووية".
واضاف ان "ايران ستتمكن من الابقاء على كافة اجهزة الطرد المركزي.الالاف منها.انها تقوم بتنازل بسيط تستطيع التراجع عنه في غضون اسابيع.وما الذي ستقدمه مجموعة 5+1 لايران؟ عقوبات مخففة قد تؤدي بسرعة كبيرة الى انهيار كافة نظام العقوبات".
واشار نتانياهو الى ان "مجموعة 5+1 تمنح ايران اتفاقا رائعا بينما لن تقدم ايران اي شيء تقريبا.هذا اتفاق سيء".
واثار نتانياهو هذه القضية مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يزور اسرائيل بينما اكد هولاند ان فرنسا "لن تسمح بالانتشار النووي".
وقبل وصول نتانياهو اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين لصحيفة روسيسكايا غازيتا انه يجب عدم الاستخفاف ب"القدرات الفكرية" للمفاوضين.
وقال وزير الخارجية الروسي "ان التشكيك بروسيا والولايات المتحدة والمشاركين الاخرين في المفاوضات في صياغة وثائق غير مهنية وتضمينها ثغرات في نظام حظر الانتشار هو اشارة الى عدم احترام قدراتنا الفكرية ومبادئنا السياسية".
واكد نتانياهو انه سيقوم بنفس الامر خلال محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الاسبوع.
واشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى الفراغ الدبلوماسي الموجود بسبب رفض الولايات المتحدة الدخول في مواجهة في الشرق الاوسط عقب فشلها الذريع في العراق وافغانستان.
وتبدو روسيا حريصة على ان تملأ هذا الفراغ -- وهو ما ظهر جليا الاسبوع الماضي عندما زار لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو القاهرة في زيارة مكرسة للعلاقات العسكرية والدبلوماسية.
واثارت معارضة نتانياهو الصاخبة لاي اتفاق في جنيف لا يشمل التخلي عن البرنامج النووي الايراني بشكل كامل وخلافه الظاهر للغاية مع كيري حول المسألة تحذيرات من المحللين ان الامر قد ينقلب على اسرائيل.
وراى البعض ان نتانياهو قد يسعى لقلب الكرملين ضد البيت الابيض حيث اشار امنون سيلع استاذ العلاقات الدولية في الجامعة العبرية في القدس ان القيام بذلك خطأ.
وقال سيلع لوكالة فرانس برس "امل جدا ان لا يحاول ذلك (...) انا اعتقد بالفعل انه قام باخذ بعض الخطوات الضارة للغاية باسرائيل عبر معارضته للرئيس اوباما ومحاولة تحريض الراي العام (الاميركي)والكونغرس ضد الرئيس خاصة المجتمع الاميركي اليهودي الامر الذي يثير على الفور مسألة الولاء المزدوج".
واكد ان روسيا لن تتمكن من ملء الفجوة حتى لو اردات بسبب نقص الموارد.
واضاف "انها غير قادرة على لعب اي دور غير ذلك التي تلعبه حاليا في ايران وسوريا وحزب الله" مؤكدا "ليس لديها امكانية اقتصادية او دبلوماسية (...) يمكنها فقط التصرف مع الولايات المتحدة".