دول الخليج تخشى من تعاظم دور ايران في المنطقة بعد الاتفاق النووي
Read this story in Englishدول الخليج التي تشعر بالخذلان ازاء واشنطن، تخشى من تعاظم دور ايران في المنطقة بعد توصلها الى اتفاق حول ملفها النووي مع القوى الكبرى، ولو انها من حيث المبدأ تؤيد وجود علاقات حسن جوار مع طهران.
ولم تعلق دول الخليج الغنية حتى الآن على الاتفاق الذي توصل اليه الجانب الايراني مع ممثلي دول مجموعة الست في جنيف ليل السبت الاحد حول البرنامج النووي بعد عقد من المواجهة المحتدمة.
لكن دول الخليج لم تخف قط في الماضي ريبتها ازاء الطموحات الايرانية في المنطقة، وليس فقط النووية.
وقال المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي "اعتقد ان دول الخليج من ناحية المبدا تريد علاقات حيدة مع ايران".
وبحسب خاشقجي، فان "الاتفاق (في جنيف) يزيل القلق حول الملف النووي لكنه لا يشمل القضايا الاخرى، اي انه اختصر المسائل الخلافية في النووي".
وشدد خاشقجي على ان "المشكلة الاساسية بالنسبة لدول الخليج هي تدخل ايران في شؤون المنطقة".
ولطالما شجبت دول الخليج تدخل ايران في عدة دول في المنطقة، لاسيما سوريا حيث تدعم طهران نظام الرئيس بشار الاسد، فضلا عن لبنان والبحرين والعراق وغيرها.
وبحسب المحلل السعودي، فان دول الخليج "تخشى ان تفسر ايران الاتفاق على انه يترك لها اليد الطولى في المنطقة".
واضاف خاشقجي "ايران تخلت عن المشروع النووي وكسبت الهيمنة".
وسارع الرئيس الاميركي باراك اوباما الى محاولة طمأنة حلفائه الخليجيين.
وقال اوباما ان التزام الولايات المتحدة "يبقى قويا مع اسرائيل ومع دول الخليج التي تملك اسبابا صالحة للشعور بالقلق ازاء ايران".
اما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو فقد اعتبر ان الاتفاق بين الدول الكبرى وايران "خطأ تاريخي" مؤكدا على احتفاظ بلاده بحق "الدفاع عن النفس".
وياتي هذا الاتفاق ليضاف الى سلسلة من الانتكاسات في العلاقات الخليجية الاميركية، على خلفية الربيع العربي والنفوذ الايراني والوضع في العراق وغيرها من الملفات.
وقال خاشقجي "ان الاميركيين لم يعودوا يهتمون بقضايا (في المنطقة) يعتبرونها محلية".
واشار الى عدم وجود تقاطع برايه بين موقف الخليجيين واسرائيل.
وقال ان "موقف اسرائيل مختلف، فبالنسبة لها المشكلة هي النووي".
من جانبه، قال المحلل السعودي انور عشقي انه "بالنسبة لدول الخليج، الاتفاق ليس سلبيا لكنه غير كاف".
وبدوره اعتبر ايضا ان المشكلة مع ايران بالنسبة لدول الخليج تتخطى باشواط المشروع النووي.
وقال في هذا السياق "المشكلة مع ايران اكبر، فهي تشمل اثارة النعرات الطائفية، ودعم الازمات في المنطقة فضلا عن المناطق المتنازع عليها" في اشارة الى الجزر الثلاث التي تؤكد الامارات سيادتها عليها في الخليج.
وقال عشقي ان رفع العقوبات سيؤمن لايران عائدات مالية كبيرة.
واعتبر في هذا السياق "رفع العقوبات يطرح تساؤلا: اين ستضع ايران هذه الاموال؟ في خدمة شعبها او تمويل الازمات الاقليمية".
لكن المحلل الامارات عبدالخالق عبدالله ابدى تفاؤلا ازاء الاتفاق معتبرا ان دول الخليج قد تستفيد كثيرا في النهاية من الاتفاق.
وقال عبدالله "الصفقة جيدة، ودول الخليج ليس لها ثقة بالولايات المتحدة لكن الاتفاق هو بين المجتمع الدولي وايران وليس بين الولايات المتحدة وايران، وبالتالي يمكن ان تثق دول الخليج بهذا الاتفاق".
واقر عبدالله بوجود "تخوف خليجي من ادارة اوباما التي تعتبر مندفعة اكثر مما ينبغي تجاه ايران".
لكن الاستقرار الذي قد ينجم عن الاتفاق قد يجعل دول الخليج "المستفيدة الاكبر من الاتفاق".
وتوصلت القوى الكبرى وطهران الى اول اتفاق تاريخي لاحتواء البرنامج النووي الايراني ليل السبت الاحد في جنيف يحمل املا بالخروج من ازمة مستمرة منذ اكثر من عشر سنوات مع التاكيد بانه "خطوة اولى".
وبعد ايام من المفاوضات الصعبة، اعلنت القوى الكبرى وايران التوصل الى اتفاق تقبل بموجبه الجمهورية الاسلامية بالحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها ما يمهد الطريق امام فترة جديدة من المفاوضات المعمقة لمدة ستة اشهر.