الايرانيون يشكرون مفاوضيهم اثر التوصل الى اتفاق حول النووي

Read this story in English W460

قال احمد وهو طالب في طهران "شكرا لمفاوضينا"، معربا عن "سعادته" بعد ابرام ايران اتفاق مع الدول الكبرى من شانه ان يؤدي الى رفع بعض العقوبات الغربية المفروضة على اقتصاد بلاده.

وتوصل وزراء خارجية الدول الكبرى وايران فجر الاحد الى اتفاق حول نص مشترك بعد خمسة ايام من مباحثات حثيثة حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.

ورحب وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي يقود الوفد الايراني "بنجاح كبير" عقب اخر يوم من مفاوضات شديدة الصعوبة.

ويهدف الاتفاق المرحلي لمدة ستة اشهر الى احتواء النشاطات النووية الايرانية مقابل رفع بعض العقوبات المفروضة على ايران خصوصا في القطاعين النفطي والمصرفي.

وتعيش البلاد على وقع العقوبات منذ 2006 لكن تشديدها السنة الماضية جعل ايران تتخبط في ازمة عميقة.

وبلغ التضخم رسميا 36% نهاية تشرين الاول والبطالة 11% وتراجع الانتاج الصناعي وما انفكت اسعار مواد الاستهلاك ترتفع بينما طال الحصار على المصارف وعدم التواصل مع شبكات تحويل "سويفت" الدولية، ايضا مجال الصحة وارتفعت كثيرا اسعار الادوية واصبح استيرادها معقدا لا سيما للعلاجات الصعبة.

ويعرب حامد محمدي (30 سنة) الموظف في القطاع الخاص عن الامل خصوصا في انخفاض سعر صرف العملات الاجنبية. وقال "سيدل ذلك على ان الاسعار ستنخفض شيئا فشيئا" بالعملة الايرانية، الريال.

واكد صرافو العملات الاجنبية ان نجاح المفاوضات سينعكس مباشرة على سعر الدولار مقابل الريال.

وسرتفع منسوب التفاؤل منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في حزيران الماضي وهو المعروف باعتداله، اذ بادر بسياسة انفتاح على الغرب وانخفض سعر الدولار الذي كان يعادل 38 الف ريال في شباط، بنسبة عشرين في المئة.

واوضح محمد اميني صاحب متجر للالبسة في حي راق بطهران، انه اضطر الى اعادة ابنه الذي كان يدرس في اوروبا.

وقال: "اصبحت غير قادر على تمويل دراسته. والان آمل ان ينخفض الدولار وان يتمكن ابني من العودة الى دراسته".

وفي سوق طهران الكبير يعلق محي الدين بائع السجاد ايضا آمالا كثيرة على هذا النجاح الدبلوماسي الذي يبشر باتفاق شامل بعد سنة.

واوضح لـ"فرانس برس أن "الامور سيئة ويجب ان ينتعش النشاط، لكن ذلك لن يتم بدون رفع كل العقوبات".

ورغم انه لم تظهر في الشوارع مظاهر ابتهاج، فقد اصبح النقاش حادا في المترو بين رجل مسن قال لاحد الطلاب "عايشت الحرب (بين ايران والعراق 1980-1988) وعشت المعاناة والدمار، لكننا قاومنا غير ان ذلك لا يمكن ان يستمر، ان حياتنا على المحك".

ودعا الطالب الى موقف وطني. وقال ان "الحق في النووي رمز مقاومتنا وقناعتنا".

كذلك تدور مناقشات حامية على مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر الممنوعين في ايران، لكن الشباب الايراني يستخدمهما وحتى بعض المسؤولين في الحكومة.

وينشر محمد جواد ظريف منذ الاربعاء بانتظام رسائل على صفحته من الفيسبوك حول مجرى المفاوضات، وعلق عليها او انتقدها مستخدمو الانترنت بكثافة.

وعلق احدهم على صحفة الوزير بالقول: "كنت دائما اتوقع ان وجهك المبتسم سيجلب يوما ما ابتسامة الى سبعين مليون ايراني".

بينما قالت المرأة صغر معربة عن شكوك "انا لست ضد الحق في التخصيب، لكن لدي حقوق اخرى، الحق في العمل وفي ان ارى بلادي تتطور ويكون لها اقتصاد نشط".

واعلن مهدي ميرمادي رئيس غرفة التجارة الفرنسية الايرانية لفرانس برس ان الاتفاق المرحلي "سيكون له انعكاس نفسي ايجابي جدا وسيبعث الامل في نفوس الايرانيين وسيفيد الاقتصاد لبعضة اشهر"، لكنه اضاف ان "ذلك لن يحل شيئا على المدى الطويل طالما لم نتوصل الى تحويل الاموال من والى ايران، سيكون ذلك صعبا جدا".

وقال رضا مراشي المحلل في المجلس الوطني الايراني الاميركي الموجود في جنيف لمتابعة المباحات لفرانس برس ان "الشعور بالارتياح سيكون كبيرا (...) عندما نتوصل الى تفاق اوسع"، مؤكدا ان "الدبلوماسية طريق ماراتوني وليس سباقا في السرعة".

التعليقات 0