الامم المتحدة تجيز تدخلا فرنسيا في أفريقيا الوسطى وهولاند يعلن أن العمل العسكري سيكون "سريعا"
Read this story in Englishوافق مجلس الامن الدولي الخميس على تفويض القوات الفرنسية للتدخل في جمهورية افريقيا الوسطى بهدف فرض الامن دعما لقوة افريقية منتشرة في البلاد.
ويأتي هذا التصويت بينما اندلعت اعمال عنف دامية في بانغي حيث يفرض حظر للتجول وانتشر 250 جنديا فرنسيا في العاصمة.
ولاحقا اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء الخميس عن عمل عسكري "فوري" تقوم به فرنسا في افريقيا الوسطى.
وفي تصريح تلفزيوني مقتضب اكد هولاند ان "التدخل الفرنسي سيكون سريعا" و"لن يستمر فترة طويلة". واضاف ان الحكومة "ستقدم كل الشروحات في البرلمان ابتداء من الاسبوع المقبل".
ونص قرار مجلس الامن الذي تبنته الدول الخمس عشرة الاعضاء بناء على اقتراح فرنسا --القوة المستعمرة السابقة-- يسمح للجنود الفرنسيين في جمهورية افريقيا الوسطى "باتخاذ كل الاجراءات الضرورية لدعم القوة الافريقية لاتمام مهمتها".
وذكرت وكالة "فرانس برس" ان حوالى 80 جثة كانت مصفوفة الخميس في احد مساجد بانغي ومرمية في شوارع المدينة بعد اعمال العنف التي وقعت في الصباح.
ففي مسجد حي "بي كا 5" في وسط العاصمة، كانت 54 جثة مصفوفة في قاعة الصلاة والباحة الداخلية، وتحمل اثار جروح بالسلاح الابيض والرصاص. وفي الشوارع المجاورة، احصى الصحافيون 25 جثة مرمية على الارصفة.
وفي تصريح لوكالة "فرانس برس" قال مسؤول في المسجد طلب التكتم على هويته ان "اشخاصا من الحي نقلوا الجثث في الصباح". وقد غص المسجد بالرجال والنساء الذين توافدوا بحثا عن ذويهم المفقودين.
واكتظ محيط المسجد برجال يحملون السواطير، فيما كانت الشوارع المجاورة التي تتناثر فيها جثث اخرى، مقفرة.
وقد انتشر 250 عسكريا فرنسيا اليوم الخميس في بانغي بعد اطلاق نار ادى الى سقوط ثمانية قتلى و65 جريحا على الاقل في عدد من احياء العاصمة، وذلك قبل ساعات من قرار للامم المتحدة يسمح بتدخل فرنسي واسع يهدف الى وضع حد للفوضى في افريقيا الوسطى.
وفجر اليوم الخميس سمع اطلاق نار من اسلحة رشاشة ودوي اسلحة ثقيلة في احياء عدة من بانغي عاصمة افريقيا الوسطى على ما افادت وكالة فرانس برس، وذلك غداة مجزرة جديدة بالسواطير خلفت 12 قتيلا وجرحى من افراد اتنية البول.
واعلنت بعثة منظمة اطباء بلا حدود في جمهورية افريقيا الوسطى انه سجل ثمانية قتلى و65 جريحا في احد مستشفيات بانغي بعد اعمال العنف هذه. وقالت رسالة قصيرة بثتها المنظمة "المستشفى المشترك: 65 جريحا وثمانية قتلى".
والارقام لا تشمل سوى هذا المستشفى ويرجح ان تكون حصيلة الضحايا اكبر.
وكان رئيس البعثة سيلفان غرو صرح لوكالة فرانس برس ان "هناك جرحى بالرصاص وبالسلاح الابيض" واشخاصا مصابين "بصدمات عدة"، سقطوا بقوة على الارض عند محاولتهم الفرار على الارجح.
وبدأ اطلاق النار في المنطقة بي كي-12 شمال المدينة ثم امتد الى احياء اخرى غير بعيدة عن وسط العاصمة في قطاع النهر.
وتحدث سكان اتصلت بهم "فرانس برس" عن نهب منازل من قبل مسلحين، بدون ان يتمكنوا من ذكر اي تفاصيل لانهم اضطروا للبقاء في منازلهم.
وبعد ساعات، اعلن الناطق باسم هيئة اركان الجيوش الفرنسية الكولونيل جيل جارون الخميس ان "حوالى 250 جنديا فرنسيا انتشروا" في بانغي. وقال الناطق "حوالى الساعة الثالثة وقعت اشتباكات بين متمردين سابقين في حركة سيليكا وعناصر مسلحين لم تحدد هوياتهم حتى الآن".
واضاف ان "القوات الفرنسية اضطرت للتحرك"، موضحا ان "حوالى 250 جنديا فرنسيا انتشروا في بانغي" لانجاز مهمتين هما "ضمان امن النقاط الحساسة (السفارة...) ونقاط تجمع لضمان امن المواطنين".
واشار الكولونيل جارون الى ان "حوالى 650 عسكريا فرنسيا موجودون حاليا في افريقيا الوسطى".
وفي كلمة بثها التلفزيون والاذاعة، اعلن الرئيس الانتقالي لافريقيا الوسطى ميشال جوتوديا تمديد منع التجول الذي كان مفروضا اربع ساعات، ليصبح من الساعة 18,00 الى الساعة السادسة.
ودعا السكان المصابين بحالة هلع "الى الاحتفاظ بهدوئهم"، مؤكدا ان "الجيش الفرنسي صديق لشعب افريقيا الوسطى".
من جهته، دعا رئيس حكومة افريقيا الوسطى نيكولاس تيانغاي الى نشر جنود فرنسيين "فورا" بعد التصويت اليوم الخميس على قرار الامم المتحدة الذي يسمح بتدخل فرنسي لاعادة النظام الى افريقيا الوسطى دعما للقوة الافريقية الموجودة فيها.
وقال تيانغاي الموجود في باريس لحضور قمة في الاليزيه حول السلام والامن في افريقيا، لوكالة فرانس برس "لان الامر ملح، اتمنى ان يحدث التدخل في اسرع وقت، بعد القرار فورا".
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس صرح صباح اليوم ان حوالى 1200 جندي فرنسي اكثر من نصفهم موجودون هناك اصلا، سيتدخلون في الفترة "بين تصويت الامم المتحدة مساء اليوم والموعد الذي سيختاره الرئيس" فرنسوا هولاند.
واضاف: "ما ان يصدر رئيس الجمهورية توجيهه حتى تجري الامور بسرعة كبيرة"، مشيرا الى "الايام" القادمة.
وقال تيانغاي ان "ضمان امن بانغي سيجري بسرعة كبيرة لكن يجب التوجه الى الارياف" حيث تحدث مجازر. ورأى ان عديد القوات الاجنبية "ليس كافيا بالمقارنة مع احتياجاتنا لاحلال الامن".
وذكر بان "الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بنفسه دعا الى ارسال ستة آلاف رجل على الاقل"، في اطار عملية مقبلة لحفظ السلام.
وجاءت هذه التطورات قبل ساعات على تبني مجلس الامن الدولي الذي تتراسه باريس خلال شهر كانون الاول، باجماع اعضائه الخمسة عشر مشروع قرار اقترحته فرنسا بحسب دبلوماسيين.
ويعطي هذا القرار تفويضا لقوة الاتحاد الافريقي المنتشرة في افريقيا الوسطى"لفترة 12 شهرا" قابلة للمراجعة كل ستة اشهر، على ان تكون مهمتها "حماية المدنيين واعادة النظام والامن والاستقرار في البلاد" وكذلك تسهيل نقل المساعدات التي يحتاج اليها الشعب بشكل ملح في افريقيا الوسطى.
كما يجيز مشروع القرار للقوات الفرنسية في جمهورية افريقيا الوسطى "اتخاذ كافة التدابير الضرورية لدعم القوة الافريقية في ممارسة مهمتها".
ومن المفترض ان تضم القوة الافريقية حتى 3600 عنصر لكنها لم تستطع في الوقت الحاضر جمع سوى 2500 وهم غير مجهزين وغير مدربين بشكل كاف واتوا من تشاد والغابون والكاميرون. وبحسب القرار فان تعزيز القوة سيمول من صندوق تديره الامم المتحدة ويغذى بالمساهمات الطوعية للدول المدعوة الى اظهار سخائها.
اما القوة الفرنسية فسيرتفع عديدها من 450 الى 1200 عنصر مكلفين خصوصا بتأمين مطار بانغي والمحاور الرئيسية التي ستمر بها القوافل الانسانية.