نقل نعش مانديلا في موكب في شوارع بريتوريا
Read this story in Englishانطلق الموكب الذي يحمل نعش نلسون مانديلا من المستشفى العسكري ليجوب شوارع بريتوريا في تكريم اخير من الجماهير لبطل الكفاح ضد الفصل العنصري في جنوب افريقيا ليسجى لاحقا في مقر الحكومة.
وتتقدم مواكبة من دراجات نارية النعش الذي لف بعلم جنوب افريقيا وسيجوب الموكب على مدى ساعة شوارع بريتوريا وصولا الى مقر الحكومة حيث سيكون بوسع الشخصيات القاء تحية اخيرة على جثمان مانديلا، تتبعهم الحشود.
وعند الانطلاق من المستشفى العسكري، تجمع الموظفون لاداء اغنيات تمجد مانديلا وكان مئات الاشخاص ينتظرون على ارصفة الطرقات مرور الموكب.
ووقف موظفو احد المتاجر ينشدون الاغاني ايضا فيما تصدح في الشوارع اصوات ابواق الفوفوزيلا التي عادة ما تسمع في مباريات كرة القدم.
وقال فايقيا هارتلي الموظف الرسمي البالغ من العمر 37 عاما "لدينا انطباع بانها نهاية عصر".
والموكب الذي سيسلك خصوصا "شارع ماديبا" يتجه نحو مقر الحكومة حيث سيسجى جثمان مانديلا، الرمز العالمي للسلام والمصالحة.
واعتبارا من الساعة الثامنة ت.غ. ستتمكن الشخصيات البارزة والمندوبون الاجانب من القاء النظرة الاخيرة على مانديلا وبعدهم الحشود اعتبارا من الساعة العاشرة توقيت غرينيتش.
وهذه الفرصة الاخيرة للجنوب افريقيين لوداع نلسون مانديلا قبل دفنه الاحد في الكاب الشرقي حيث مسقط رأسه.
وبعد حفل التكريم الرسمي الذي نظم الثلاثاء في سويتو بحضور حوالى مئة رئيس دولة وحكومة والعائلة وشخصيات اجنبية، وحتى يوم الجمعة ستتمكن كل جنوب افريقيا من وداع مانديلا.
وستطغى مشاعر الحزن والتاثر الشديد في الايام الثلاثة المقبلة في هذا الوداع الطويل لبطل كل الشعب.
وفي الكاب قررت البلدية تنظيم برنامجها الخاص الاربعاء في الملعب الرياضي في المدينة مع حفلات يحييها جوني كليغ ولايدي سميث بلاك مامبازو كما يلقي فرنسوا بيينار الكابتن السابق لفريق جنوب افريقيا للركبي بطل العالم في 1995، كلمة وكذلك زعيمة المعارضة هيلين زيل.
والثلاثاء لم يلق الحفل الكبير في سويتو الاقبال الشعبي الهائل الذي كان مرتقبا.
وبدون شك لان الطقس كان ماطرا ولان وسائل الاعلام توقعت صعوبات كثيرة في الوصول الى هناك. ولم يشغل الناس سوى ثلاثة ارباع المقاعد في استاد سوكر سيتي فيما كانت السلطات جهزت ثلاث قاعات اخرى تحسبا لتدفق اعداد من المشاركين.
وخطف الاضواء الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال هذا الحفل بعدما كرر التعبير عن اعجابه بنلسون مانديلا ولم يتردد في انتقاد بعض الحكومات في العالم التي وجهت عدة رسائل تضامن مع نضال مانديلا منذ رحيله الخميس الماضي لكنها لا تتسامح مع شعوبها.
وقال "هناك الكثير من القادة الذين عبروا عن تضامنهم مع نضال مانديلا من اجل الحرية لكنهم لا يتسامحون مع شعوبهم".
واضاف اوباما الذي صفق له الحشد طويلا "يصعب الاشادة برجل (...) والاصعب عندما يكون احد عمالقة التاريخ وقاد الامة الى العدالة".
وبعد اربع ساعات من خطابات الاشادة بمانديلا، اطلق الاسقف ديزموند توتو الحائز جائزة نوبل للسلام ورفيق مانديلا، خلال المناسبة بادرة توحيدية حيث تلا مقاطع من خطابه بلغة الافريكانز وهي لغة الحكام البيض الذين اضطهدوا السود في السابق.
وختم كلمته بقوله "اسال الله ان يبارك بلادنا .. لقد وهبنا الله هدية رائعة تتمثل في ايقونة المصالحة هذه" في اشارة الى مانديلا الذي يعرف بابي الامة الجنوب افريقية.