مصريون يطلقون العنان لغضبهم من الاخوان وسط ركام تفجير المنصورة

Read this story in English W460

وسط ركام من قطع الزجاج المهشم وكتل الاسمنت المبعثرة والسيارات المحترقة امام مديرية امن المنصورة جراء التفجير الذي استهدفها الثلاثاء، تجمع عشرات من اهالي المدينة واطلقوا العنان لغضبهم من الاخوان المسلمين وبعضهم يهتفون "الشعب يريد اعدام الاخوان".

واسفر التفجير الذي قال مسؤولون امنيون انه تم بسيارة مفخخة بعشرات الكيلوغرامات من المتفجرات عن سقوط 14 قتيلا واكثر من 105 جرحى معظمهم من رجال الشرطة العاملين في مديرية امن مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية (دلتا النيل) على بعد مئة كلم شمال القاهرة، بحسب مصادر طبية.

وقال صحافي من وكالة فرانس برس في موقع الانفجار خلف ركاما من قطع الزجاج المهشم وكتل الاسمنت امام مقر مديرية الامن ولكنه ادى كذلك الى تهشم واجهات ومحتويات محلات وبنايات في المنطقة المحيطة بها.

ومنذ مطلع تموز باتت مصر منقسمة بين انصار الرئيس محمد مرسي المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين والذي عزله الجيش اثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله، ومؤيدي السلطات الجديدة التي يقودها عمليا الجيش والتي شنت خلال الشهور الاخيرة حملة واسعة ضد الجماعة اسفرت عن مقتل قرابة الف شخص وتوقيف عدة الاف اخرين.

ووسط ركام من قطع الزجاج وكتل الاسمنت التي غطت الشوارع المحيطة بمبني مديرية امن الدقهلية في مدينة المنصورة، وجه وائل حمدي (50 عاما) الاتهام الى جماعة الاخوان قائلا لفرانس برس "الاخوان هم المسؤولون عن هذا، انهم يريدون العودة للحكم ولو بالدم والقوة والدمار".

وظهرت اثار التفجير الذي شعر به السكان في دائرة محيطها 20 كيلومترا، على مبنى مديرية الامن الذي انهارت واجهته وعلى عدد من المباني المجاورة التي تصدعت اجزاء منها ومن بينها مجلس مدينة المنصورة والمسرح القومي والمصرف المتحد.

ومثل حمدي توافد عشرات الاشخاص الى موقع التفجير وظلوا يتابعون طوال الليل ما يجري خلف سياج امني اقامته الشرطة حول مقر مديرية الامن.

وكان بعض الاهالي يرفعون صورا يظهر فيها الرئيس المعزول بملابس الاعدام الحمراء ويرددون هتافات "لا اله الله، الشهيد حبيب الله" في اشارة الى الضحايا الذين سقطوا بينما كان البعض الاخر يهتفون "الشعب والجيش والشرطة ايد واحدة".

ورغم ان جماعة الاخوان "دانت بأشد العبارات" تفجير المنصورة الذي لا يملك احد بعد معلومات عمن يقف وراءه، فان اهالي المدينة الذين اهتزت منازلهم ليلا يعتقدون ان الامر لا يحتاج الى تحقق وان الفاعل معروف بل انهم يتوعدون الاخوان بالانتقام ويهتفون بالعامية المصرية "حنعلمهم الادب، حنوريهم الغضب".

وقالت ميرفت سعيد وهي محامية في الخامسة والاربعين من عمرها "لا احد له مصلحة في مثل هذه الاعمال الا الاخوان المسلمين".

واضافت "انهم ينتقمون من الشعب ومن الشرطة".

وبانفعال صاحت سيدة اخرى تدعى هانم حسن "كل واحد يعرف حد اخواني لابد ان يبلغ السلطات عنه. ما يقومون به هو ارهاب".

اما حمادة عرفات وهو مدرس في الخامسة والثلاثين من عمره اصيب ابن شقيقته الشرطي في التفجير فقال بغضب "الاخوان تنظيم ارهابي دولي مسؤول عما حدث في المنصورة وكل البلاد لانه لا يهمه الحق او البشر وبدأنا الان نرى ان الاخوان يتبعون نفس تكتيكات القاعدة".

اصحاب المحال الواقعة في محيط مديرية الامن بدوا من جانبهم في حالة وجوم ووقفوا ينظرون بحسرة الى متاجرهم التي هشمت واجهاتها بينما تحكمت محتوياتها وتناثرت على الارض.

ورأى رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي ان التفجير يستهدف عرقلة خارطة الطريق.

وجاء هذا الانفجار وهو واحد من اكثر الاعتداءات دموية منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز الماضي، قبل ثلاثة اسابيع من الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد في 14 و15 كانون الثاني المقبلين.

ويعد هذا الاستفتاء الخطوة الاولى نحو تطبيق خارطة الطريق التي وضعها الجيش المصري والتي تستهدف تأسيس شرعية جديدة قائمة على صناديق الاقتراع من خلال تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية خلال الاشهر الستة المقبلة.

وكانت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية نقلت عن المتحدث باسم رئاسة الوزراء شريف شوقي ان رئيس الوزراء "اعلن جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية".

الا ان الوكالة عادت في وقت لاحق وبثت تصريحا آخر للببلاوي لا يتضمن اي اتهام مباشر لجماعة الاخوان المسلمين بالوقوف وراء هذا الاعتداء.

التعليقات 0