مقتل 16 شخصا واصابة 40 آخرين في هجوم انتحاري في محطة قطارات بروسيا
Read this story in Englishقتل 16 شخصا على الاقل وجرح أربعون آخرون الاحد في روسيا عندما فجرت انتحارية نفسها في محطة سكة حديد في مدينة فولغوغراد القريبة من منطقة القوقاز الروسي المضطربة ما اثار مخاوف من مشاكل امنية خلال دورة الالعاب الاولمبية في سوتسي.
وقالت اللجنة المكلفة بالتحقيق في الهجوم في بيان ان "قنبلة انفجرت عند الساعة 13,00 بالتوقيت المحلي (09,00 تغ) عند مدخل محطة فولغوغراد، وبحسب المؤشرات الاولية فان الهجوم نفذته امرأة انتحارية" معلنة فتح تحقيق في "اعتداء ارهابي".
واوضح البيان ان الانفجار، الذي ياتي قبل ستة اسابيع من دورة سوتشي للالعاب الاولمبية الشتوية، وقع بالقرب من اجهزة كشف المعادن الموضوعة عند مدخل المحطة الرئيسية للمدينة.
واضاف ان "ما لا يقل عن 16 شخصا قتلوا واصيب عدد كبير اخر بجروح بينهم طفل" وقدر قوة الانفجار بنحو عشرة كلغ من مادة التي.ان.تي.
واكد مسؤول في وزارة الصحة للتلفزيون اصابة اكثر من 34 شخصا في هذا الهجوم.
واظهرت لقطات بثها تلفزيون الدولة الرسمي نوافذ متطايرة من الطابقين الاوليين للمحطة والعديد من سيارات الاسعاف تقف خارج المدخل الرئيسي للمحطة وسط الحطام والثلج.
وقالت فالنتينان بيتروشينكو التي تعمل بائعة في محل في المحطة ان "الانفجار كان قويا جدا".
واضافت "كان هناك الكثير من الناس بدأوا يركضون كان الامر مخيفا".
وقالت لجنة مكافحة الارهاب الوطنية الروسية في بيان ان "المؤشرات الاولية تظهر بان الانفجار نفذته امرأة انتحارية".
وامر الرئيس الروسي فللاديمير بوتين ب"اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لمعرفة اسباب وظروف الاعتداء والعثور على مرتكبيه واحالتهم للقضاء" كما قال المتحدث باسمه ديمتري بيكوف لوكالة انترفاكس.
وجرى تشديد الاجراءات الامنية في كل محطات ومطارات روسيا الرئيسية.
وادان حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي هذا الاعتداء "الذي لا يمكن تبريره" كما قال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن.
واعرب رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي عن "تعازيه الصادقة" لاسر ضحايا هذا الهجوم "المشين".
كما ادان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "الاعتداء الرهيب الذي اوقع العديد من الضحايا في روسيا".
وقال في مؤتمر صحافي في الرياض "اتوجه في هذه اللحظة الى الرئيس بوتين والشعب الروسي مؤكدا تضامننا".
من جانبه ذكر موقع لايفنيوز الالكتروني ان الانتحارية هي "ارملة سوداء" تدعى اوكسانا اصلانوفا عثر على راسها في مكان الاعتداء.
واضاف هذا الموقع الشعبي ان "اصلانوفا تزوجت مرتين من اثنين من المتمردين اللذين قتلا على يد القوات الروسية".
واصلانوفا، التي كانت الشرطة تبحث عنها منذ حزيران 2012، صديقة لانتحارية اخرى قتلت ستة اشخاص في فولفوغراد، جنوب روسيا، في تشرين الاول الماضي في تفجير حافلة تقل عددا كبيرا من الطلبة حسب الموقع نفسه.
ومنذ عام 1999 تتعرض روسيا لسلسلة من الهجمات الدامية، تنفذ الكثير منها الانتحاريات اللواتي يطلق عليهن اسم "الأرامل السود".
كما قامت انتحارية بتفجير نفسها على شبكات المترو في موسكو في العام 2010 ما اسفر عن 40 قتيلا.
وتشهد داغستان الواقعة على ضفاف بحر قزوين بشكل شبه يومي تفجيرات او اعتداءات تستهدف في الدرجة الاولى قوات الامن وكذلك ايضا مسؤولين اداريين وسياسيين ودينيين.
ويتبنى المتمردون الاسلاميون اغلبية هذه الهجمات التي عبرت حدود الشيشان بعد الحرب الاولى بين القوات الروسية الفدرالية والانفصاليين في هذه الجمهورية الصغيرة (1994-1996) وتحولت الى حركة مسلحة ناشطة في كل منطقة القوقاز الشمالي.
ودعا زعيم الاسلاميين في القوقاز الروسي دوكو عمروف، العدو اللدود للكرملين، في الثالث من تموز الماضي الى شن هجمات تستهدف الالعاب الاولمبية الشتوية للعام 2014 التي تستضيفها مدينة سوتشي.
وهي المرة الاولى التي يتوعد فيها الزعيم الاسلامي بمهاجمة الالعاب الاولمبية الشتوية. وسبق ان تبنى عمروف هجمات دامية عدة ارتكبت في الاعوام الاخيرة في روسيا، بينها اعتداء على مطار موسكو-دوموديدوفو اسفر عن 37 قتيلا واعتداءات مترو الانفاق في موسكو في 2010.
ويتزعم عمروف "امارة القوقاز" وهي حركة اسلامية سرية مدرجة على قائمة المنظمات الارهابية لدى الولايات المتحدة.
واعلنت السلطات الروسية العام الفائت تفكيك مجموعة مرتبطة بعمروف كانت تعد لتنفيذ هجمات في سوتشي قبل الالعاب الاولمبية وخلالها.
والالعاب الاولمبية في سوتشي حدث يحرص عليه كثيرا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي استخدم كل نفوذه من اجل تنظيمه.
وهذه المدينة الواقعة بين الجبال والبحر الاسود قريبة من القوقاز الروسي وهي منطقة غير مستقرة في جنوب روسيا حيث هجمات المتمردين الاسلاميين شبه يومية تقريبا.
وكان عمروف اعلن في شباط 2012 انه امر انصاره بالكف عن مهاجمة المدنيين.
وشهدت الشيشان، الجمهورية الصغيرة في القوقاز الروسي، نزاعين متتاليين منذ 1994 مع القوات الروسية.
وتحول التمرد الانفصالي تدريجيا الى تمرد اسلامي امتد الى جمهوريات مجاورة مثل داغستان.