مشار يعلن تقدم المتمردين الى جوبا ويستبعد لقاء رئيس جنوب السودان
Read this story in English
استبعد رئيس جنوب السودان سلفا كير اي تقاسم للسلطة مع المتمردين من اجل وضع حد ل"الحرب العبثية" الدائرة في بلاده مؤكدا مع ذلك رغبته في حل النزاع ب"الطرق السلمية".
بدوره اعلن النائب السابق لرئيس جنوب السودان رياك مشار انه ارسل وفدا للتفاوض باسمه في اديس ابابا مستبعدا لقاء مباشرا مع كير.
كما استبعد وقف اطلاق النار على الفور مؤكدا على العكس ان المتمردين يتقدمون "نحو جوبا" عاصمة جنوب السودان.
ويغرق جنوب السودان في حالة من الفوضى منذ 15 كانون الاول، بعدما اتهم سلفا كير نائبه السابق رياك مشار بتدبير انقلاب عسكري. ومنذ ذلك الحين ادت اعمال دامية الى سقوط الاف القتلى في هذه الدولة الفتية.
وقال كير في حديث بثته البي بي سي اليوم الثلاثاء "اي تقاسم للسلطة؟ هذا ليس خيارا" مؤكدا " لا يجب مكافأة مشار على تمرده ... اذا اردت السلطة لا يجب عليك ان تتمرد لكي تحصل عليها. يجب ان تتبع الطريقة السلمية".
واكد انه لم يأت الى الحكم "عن طريق الانقلاب العسكري ولكن عن طريق الانتخابات".
وكان سلفا كير قائدا متمردا سابقا في الحرب الاهلية الطويلة بين الخرطوم وجوبا قبل توقيع اتفاق سلام في 2005، وقد انتخب رئيسا قبيل اعلان استقلال جنوب السودان في تموز 2011.
وتابع كير ان انتخابات ستجري في 2015 "لماذا لم ينتظر ليمر بالعملية نفسها؟" مؤكدا "ان فاز في الانتخابات فسيتسلم عندئذ مقاليد الحكم".
وتأتي تصريحات كير في حين امهل قادة دول السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) المنظمة التي تضم بلدان القرن الافريقي وشرق افريقيا الجمعة كير ومشار حتى اليوم الثلاثاء لوقف القتال وبدء الحوار.
لكن الاحتمال كبير بان هذه المهلة لن تحترم.
فصباح اليوم اعلن جيش جنوب السودان عن تجدد المعارك بين الجيش والمتمردين في مدينة بور الاستراتيجية عاصمة ولاية جونقلي شرق جنوب السودان.
وقال كير اليوم الثلاثاء "لا يمكن ان يكون هناك حلول عسكرية (فقط) لاي نزاع، تحاولون في آن الحلول العسكرية والسياسية. قلت منذ اليوم الاول انني اريد حله (النزاع) بالطرق السلمية".
وفي هذه المقابلة للبي بي سي اعرب الرئيس الجنوب سوداني عن قلقه على مستقبل شعب الدولة الفتية التي تنهض من عقود من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب.
وقال "عندما تقاتلون تخسرون ارواحا".
واضاف "قاتلنا لزمن طويل جدا، وما يقلقني اليوم هو الطريقة لوضع حد لهذه الحرب العبثية من اجل ازدهار الشعب وعودته الى دياره".
ولوقف المعارك وبدء المحادثات يطالب المتمردون خصوصا بان تفرج الحكومة عن جميع حلفاء رياك مشار المعتقلين منذ 15 كانون الاول. لكن الرئيس كير اكد انه لا يمكن الافراج عنهم الا باتباع المسار القضائي العادي.
واضاف "ان هؤلاء الاشخاص سيفرج عنهم بدون اي شروط بعد اجراءات قانونية -- انكم لا تعتقلون اناسا وتقولون لهم غداة ذلك +اخرجوا، انكم احرار+".
وهدد مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي بفرض "عقوبات محددة الهدف" على جميع من "يحرضون على العنف" في جنوب السودان، وذلك في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه صباح الثلاثاء.
وكان متمردون موالون لنائب الرئيس السابق رياك مشار استولوا على بور الواقعة على بعد نحو 200 كلم الى شمال جوبا عاصمة جنوب السودان في 19 كانون الاول، بعد اربعة ايام من بدء مواجهات دامية في هذه الدولة الفتية بين الجيش والمتمردين.
وفي 24 كانون الاول استعاد الجيش السيطرة على المدينة لكنه حذر مجددا منذ السبت من تقدم شباب من عناصر ميليشيا "الجيش الابيض" المعروفة بوحشيتها. ومجرد ذكر اسم "الجيش الابيض" الذي يطلق على هذه المجموعات المسلحة، يعيد الى الاذهان سنوات الرعب والمجازر التي وقعت في جنوب السودان.
وتخوفا من تجدد المعارك هرب الاف السكان من بور في الايام الاخيرة.
ومن الصعب في الوقت الحاضر معرفة من الذين يواجهه الجيش صباح الثلاثاء في بور: أهم عناصر ميليشيا "الجيش الابيض" الموالون لمشار ام المتمردون الذين سبق ان استولوا على المدينة في 19 كانون الاول.
ويشهد جنوب السودان منذ 15 كانون الاول معارك كثيفة تغذيها الخصومة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي اقاله في تموز.
ويتهم الاول الثاني بمحاولة القيام بانقلاب عسكري، لكن رياك مشار ينفي ويأخذ على كير السعي الى تصفية خصومه.
ويتخذ النزاع الاخير ايضا بعدا قبليا، اذ ان الخصومة بين كير ومشار تستغل وتزيد من العداء بين قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي اليها مشار.
وقد امهل قادة دول السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) المنظمة التي تضم بلدان القرن الافريقي وشرق افريقيا الجمعة كير ومشار حتى اليوم الثلاثاء لوقف القتال وبدء الحوار.
لكن يبدو ان جهود السلام وصلت الى طريق مسدود ومع تجدد المعارك في المدينة الاستراتيجية بور عاصمة ولاية جونقلي يبدو احترام المهلة امرا بعيد الاحتمال.