كيري مجددا في المنطقة لدفع مفاوضات السلام قدما وسط اجواء من التشاؤم
Read this story in Englishوصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس الى تل ابيب في زيارته العاشرة الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية في اقل من عام، لمحاولة دفع مفاوضات السلام قدما على الرغم من اجواء التشاؤم السائدة.
ووصل كيري في موعده المحدد عند نحو الساعة الثانية بعد الظهر (12,00 تغ) في زيارة تستغرق اربعة ايام، هي العاشرة له الى المنطقة منذ توليه منصبه في اذار الماضي، بحسب مراسل فرانس برس الذي يرافقه.
وسيلتقي كيري رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عند الساعة 17,00 (15,00 ت غ)، كما اعلن بيان لمكتب رئيس الحكومة.
ويصل كيري الى اسرائيل فيما رئيس الوزراء الاسبق ارييل شارون الذي دخل في غيبوبة منذ اصابته بجلطة دماغية قبل ثماني سنوات، يصارع الموت.
وقال مسؤول اميركي قبل ان يغادر كيري الولايات المتحدة، ان وزير الخارجية يبدأ السنة بجهد خاص "لمحاولة دفع المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية قدما".
وذكرت مصادر دبلوماسية ووسائل اعلام انه سيقدم للمرة الاولى الى الطرفين مشروع "اتفاق اطار" يرسم الخطوط العريضة لتسوية نهائية.
واوضح المسؤول الاميركي ان هذه الوثيقة "ستؤمن قاعدة يمكن التفاوض على اساسها بشأن اتفاق سلام نهائي لان ملامح هذا الاتفاق النهائي ستكون قد لقيت موافقة (من قبل الجانبين) وسيبقى العمل بجد لملء التفاصيل".
الا ان امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه استبق الخميس زيارة كيري الى رام الله الجمعة واعتبر ان اتفاق الاطار المقترح الذي قدمته الولايات المتحدة الى طرفي النزاع "يقيد السيادة الفلسطينية" على الاراضي الفلسطينية.
وشارك مئات الفلسطينيين في تظاهرة نظمتها الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين امام مقر الامم المتحدة في مدينة غزة ضد زيارة كيري للاراضي الفلسطينية.
واطلقت اسرائيل فجر الثلاثاء سراح 26 اسيرا فلسطينيا تنفيذا للالتزامات التي قطعها نتانياهو للولايات المتحدة بالافراج عن 104 معتقلين فلسطينيين على اربع دفعات لاتاحة استئناف مفاوضات السلام الذي تم في نهاية تموز.
لكن هذه الخطوة لم تكف لتبديد اجواء التشاؤم حيال فرص تحقيق تقدم في مفاوضات السلام برعاية الولايات المتحدة.
ويتبادل الجانبان الاتهامات بتخريب جهود السلام.
فقد دانت اسرائيل الاحتفالات التي رافقت كالعادة اطلاق سراح الاسرى الذين يعتبرهم الفلسطينيون "مناضلين ابطالا".
وقال نتانياهو منتقدا استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس عددا من هؤلاء الاسرى في رام الله "بعدما اتخذنا قرارا مؤلما جدا لمحاولة التوصل الى نهاية للنزاع، رأيت جيراننا وكبار قادتهم يحتفلون بالقتلة".
واضاف "ان "السلام لا يصنع بهذه الطريقة".
ووصف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية طلب عدم الكشف عن هويته الافراج عن 26 معتقلا فلسطينيا بانه "مؤلم فعلا وصعب على الجانب الاسرائيلي".
ويمكن ان تلقي عدة خلافات بثقلها على محادثات كيري الذي يفترض ان يلتقي نتانياهو الخميس في القدس وعباس الجمعة في رام الله.
لكن المسؤول نفسه اوضح انه لا يتوقع اي اختراق خلال زيارة كيري.
وتتزامن زيارة كيري مع تصعيد للعنف في الضفة الغربية وغزة. فقد توفي فلسطيني ليل الاربعاء الخميس بعد تنشقه الغاز المسيل للدموع الذي استخدمه الجيش الاسرائيلي لتفريق تجمع في شمال اضلفة الغربية، بحسب مصادر امنية فلسطينية.
وفي غزة، اصيب فلسطيني في ال16 من العمر بجروح خطرة برصاص اسرائيلي قرب السياج الامني مع اسرائيل، كما قالت مصادر محلية وعسكرية اسرائيلية.
وظهرت نقطة خلاف جديدة مع تبني اللجنة الوزارية الاسرائيلية للقوانين الاحد مشروع قانون يقضي بضم غور الاردن الى الحدود بين الضفة الغربية والاردن، حتى في حال التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
ودان الفلسطينيون بشدة هذه المبادرة التي اطلقها صقور اليمين بما في ذلك حزب الليكود الذي يقوده نتانياهو ولو ان المعلقين الاسرائيليين قالوا انها ترتدي طابعا رمزيا.
وقال عباس ان غور الاردن "ارض فلسطينية" وضمها يشكل "خطا احمر لا يمكن لاحد تجاوزه". وعقد مجلس الوزراء الفلسطيني اجتماعه الاسبوعي الثلاثاء في غور الاردن الذي يشكل ثلث الضفة الغربية.
وقال وزير الطاقة الاسرائيلي سيلفان شالوم ان مشروع "الاتفاق الاطار" الذي سيعرضه كيري لن يهدف سوى الى "تمديد" المفاوضات التي يفترض ان تنتهي في نيسان المقبل، الى نهاية 2014.
واضاف شالوم آسفا "لنحصل على هذا التمديد اضطررنا لدفع ثمن باهظ مع الافراج عن المعتقلين".
واخيرا يتعلق الخلاف المباشر الثالث بمشاريع البناء في المستوطنات التي قد يعلنها نتانياهو في الايام المقبلة. وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية انها تقضي ببناء 1400 وحدة سكنية.
وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي المستوطنات اليهودية "غير شرعية" وتصف مشاريع البناء فيها "بالسلبية".
واتهمت منظمة التحرير الفلسطينية اسرائيل بانها اعلنت عن بناء حوالى 6200 وحدة سكنية استيطانية جديدة منذ استئناف المفاوضات في تموز الماضي.
واكد الرئيس الفلسطيني الثلاثاء ان الفلسطينيين سيستخدمون حقهم كدولة مراقب في الامم المتحدة "للتحرك الدبلوماسي والقانوني" لوقف الاستيطان الاسرائيلي.
وقال عباس "أكدنا أننا لن نصبر على استمرار تمدد السرطان الاستيطاني، وخاصة في القدس، وسنستخدم حقنا كدولة مراقب في الأمم المتحدة في التحرك الدبلوماسي والسياسي والقانوني لوقفه".
وصباح الخميس قام وفد من النواب اليمينيين واليمينيين المتطرفين بقيادة الوزير جدعون ساعر بتدشين مستوطنة يهودية في غور الاردن "الاسرائيلي وسيبقى كذلك"، على حد قولهم.
وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاحد الجامعة العبرية في القدس ان 51 بالمئة من الاسرائيليين يتوقعون فشل الجهود الاميركية مقابل 22 بالمئة يعتقدون انه لن يكون لها اي تأثير. في المقابل يرى 39 بالمئة فقط انها ستؤدي الى نتيجة، وهي نسبة اقل من تلك التي سجلت في استطلاع مماثل اجري في آب 2009.