مجزرة في شمال غرب افريقيا الوسطى بينما الحياة تعود الى طبيعتها في بانغي
Read this story in Englishشهد شمال غرب افريقيا الوسطى اعمال عنف دامية منذ استقالة الرئيس ميشال جوتوديا الجمعة بينما بدا الوضع الامني في بانغي يعود الى طبيعته الى حد ما الاثنين.
وصرح رئيس الصليب الاحمر في افريقيا الوسطى القس انطوان مباوبوغو "لقد احصى الصليب الاحمر في بوزوم (شمال غرب) 97 قتيلا و107 جرحى و14 الف نازح منذ الجمعة"، موضحا ان غالبيتهم من "المدنيين".
واوضح القس ان "912 منزلا على الاقل اضرمت فيها النيران"، خلال مواجهات بين الميليشيات المسيحية ومتمردي سيليكا السابق وغالبيتهم من المسلمين.
وقبل المجزرة سادت اجواء احتفال بعد الاعلان عن استقالة جوتوديا الذي تتهمه الاسرة الدولية بعدم التحرك من اجل وقف اعمال الاقتتال الديني، الا انها سرعان ما تحولت الى مواجهات بين "سكان محليين ومسلمين".
وقتل ما مجمله 127 شخصا في افريقيا الوسطى منذ الجمعة، اذ احصى الصليب الاحمر ايضا 25 قتيلا في بانغي و5 في مباتا (جنوب غرب).
وفي العاصمة، التحق مئات من جنود الجيش النظامي في افريقيا الوسطى الذين انشقوا عنه خلال الاشهر الاخيرة الاثنين بقيادتهم في اول مؤشر الى تطبيع الاوضاع في بانغي حيث كثف الجنود الفرنسيون والافارقة دورياتهم بحثا عن مرتكبي عمليات النهب.
وشهدت شوارع العاصمة صباح الاثنين نشاطا حثيثا خلافا للايام السابقة غداة ليلة "هادئة" وفق بعض السكان الذين اتصلت بهم فرانس برس ولم يلحظوا اي عملية نهب ليلية رغم بعض العيارات المتقطعة.
ووعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الكسندر فردينان نغينديت الذي يتولى الرئاسة بالوكالة "بوضع حد للفوضى" في بانغي.
وقال "الى عناصر سيليكا سابقا (مقاتلي جوتوديا) ومناهضي بالاكا (الميليشيات المسيحية المناهضة لجوتوديا) وهواة النهب اوجه لكم تحذيرا حازما، انتهت الاستراحة!".
وتوجه مئات من جنود الجيش النظامي الذين كانوا انضموا الى الميليشيا المسيحية او هربوا خوفا من القتل، الاثنين الى المدرسة الوطنية للادارة والقضاء حيث اقامت قيادة الاركان مكتبا وفق ما لاحظ مراسلو فرانس برس.
ويجري تسجيل هؤلاء الجنود الذين حضروا تقريبا جميعا بالزي المدني، غداة النداء الذي وجهه رئيس اركان قوات الامن الجنرال فردينان بومبويكي الى الجنود ليعودوا الى ثكناتهم "بحلول الاثنين".
وصرح الكولونيل ديزيري بوكاسا من قيادة الاركان المكلف الاشراف على عملية التسجيل لفرانس برس "انهم كثيرون جدا وما زال آخرون يتوافدون استجابة لنداء الجنرال، هذا حسن ومؤشر جيد جدا".
واوضح "سنقوم بتقييم للقوات وندعو المجتمع الدولي لمساعدتنا لاننا لا نملك شيئا، لا البسة ولا اسلحة".
لكن مصدرا فرنسيا قال "ما زلنا حذرين جدا" والهدف هو تنظيم دوريات مشتركة في اقرب وقت ممكن بين قوة ميسكا والقوات الافريقية، "سيتم التقييم يوميا وسنرى كيف يجري ذلك، عليهم ان ينتشروا مجددا على الارض (...) انه كعمل النمل".
وسيرأس نغينديت الحاضر على كل الجبهات اعتبارا من الثلاثاء الدورة الخاصة للمجلس الوطني الانتقالي الذي سينتخب في مهلة اقصاها اسبوعان رئيسا انتقاليا جديدا لا يمكنه ان يترشح الى الانتخابات العامة المقررة لاحقا خلال النصف الاول من 2015.
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين في تصريحات صحافية "هناك مشكلة امنية يجب ان نحلها ومشكلة انسانية خطيرة جدا ومشكلة مرحلة انتقالية ديموقراطية".
وتوقعت مصادر سياسية في افريقيا الوسطى ترشيح عشرة اشخاص من المحتمل جدا ان يكون بينهم نغينديت، ونظرا لعلاقاته الجيدة بالاعضاء ال135 في المجلس الوطني الانتقالي قد يكون من الاوفر حظا.
وسيدرج الوضع في افريقيا الوسطى على جدول اعمال قمة البحيرات العظمى المقررة الاربعاء في انغولا والتي سيشارك فيها رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما، بحسب ما اعلنت بريتوريا مساء الاثنين.
من جهة اخرى، اعرب ممثل الامم المتحدة الخاص في افريقيا الوسطى باباكار غاي عن تفاؤله الاثنين بالتوصل الى حل سريع للازمة السياسية في البلاد.
وصرح غاي عبر اتصال بالدائرة المغلقة مع صحافيين في بانغي "ان حصيلة القتلى اقل اليوم في بانغي مما كانت عليه في كانون الاول". لكنه اضاف ان "الحقد لا يزال موجودا" بين مسلمين ومسيحيين و"اولوية الحكومة الجديدة ستكون التوصل الى مصالحة بين الجانبين".