مقتل 7 في بانغي ومشاورات برلمانية متواصلة لانتخاب رئيس لافريقيا الوسطى

Read this story in English W460

قتل سبعة اشخاص في اعمال عنف جديدة في بانغي حيث استأنف البرلمانيون الخميس مشاوراتهم لينتخبوا بسرعة رئيسا انتقاليا جديدا قادرا على احلال السلم في بلد يواجه كارثة انسانية.

وشهد احد احياء العاصمة اعمال عنف ليلا وما زال التوتر شديدا فيه ظهر الخميس، كما ذكرت مصادر عسكرية وانسانية.

وقال صحافيون من وكالة فرانس برس ان ثلاث جثث احدها لفتي في الخامسة عشرة من العمر وضعت في مسجد في حي بيغوا-3 عند المدخل الشمالي لبانغي.

من جهتها قالت جميعة الصليب الاحمر لافريقيا الوسطى انها انتشلت صباح اليوم جثث اربعة رجال مسيحيين كان ثلاثة منهم ركاب سيارة اجرة، وقتلوا جميعا بالسلاح الابيض.

وفي الصباح، غادرت قافلة جديدة من المدنيين المسلمين المدينة، بحماية جنود تشاديين.

وفي الوقت نفسه، قالت مصادر برلمانية ان اعضاء البرلمان يفترض ان يتوصلوا الى اتفاق على معايير انتخاب رئيس انتقالي.

وكان اعضاء البرلمان افترقوا الاربعاء من دون التوصل الى اي اتفاق، بحسب ما افادت ليا كوياسوم دومتا التي تتولى رئاسة المجلس الوطني الانتقالي (برلمان مؤقت). وقالت المصادر البرلمانية انها تتوقع التوصل الى اتفاق الخميس اثناء جلسة علنية.

وتتمثل نقطة الخلاف الرئيسية في الطلب الرسمي المقدم من المجتمع الدولي باستبعاد ترشح اعضاء المجلس الانتقالي ال 135 بهدف القطع مع فترة الرئيس السابق دجوتوديا.

واجبر الرئيس السابق ميشال جوتوديا الذي وصل الى الحكم في آذار 2013 على راس تمرد سيليكا، على الاستقالة الجمعة الماضية بضغط من فرنسا وقادة دول وسط افريقيا الذين انتقدوه لعدم قدرته على انهاء المجازر الطائفية التي ادمت جمهورية افريقيا الوسطى منذ اشهر.

وبعد تحديد معايير الترشح يبدا المجلس الانتقالي تسجيل المرشحين ودراسة الترشيحات اعتبارا من الجمعة ثم ينتخب الرئيس الانتقالي الجديد نهاية الاسبوع او ربما الاثنين، بحسب دومتا.

وقالت الخارجية الاميركية الاربعاء ان المجلس الانتقالي "امامه فرصة تاريخية لاعادة البلاد الى الاستقرار والديموقراطية والتنمية ونحن نشجعه على اغتنام هذه الفرصة من خلال اختيار قادة نزهاء قادرين على استعادة الاستقرار في جمهورية افريقيا الوسطى".

والوقت يضغط. وبدت بانغي التي تسهر على امنها قوات دولية، يوما بعد يوم اقرب الى الوضع الطبيعي. وعاد الموظفون الذين لم يتسلموا مرتباتهم منذ ايلول/سبتمبر الى الادارات التي توقفت تماما في كانون الاول الماضي كما استؤنفت الحركة التجارية.

لكن بحسب سكان "لا يزال هناك قتل بلا ضجيج في الاحياء" وان توقفت عمليات القتل المكثفة. وسمع اطلاق نار متفرق ليل الاربعاء الخميس في العاصمة التي لا تزال تخضع لنظام حظر التجول بين الساعة 18.00 (17.00 تغ) و06.00.

كما لم يعد مئات آلاف النازحين الذين فروا من اعمال العنف الى منازلهم.

وفي بانغي التي تضم 800 الف نسمة لا يزال نصف السكان في مخيمات عرضية في ظروف صحية سيئة.

ومن اصل 4,6 ملايين نسمة في البلاد، طرد نحو مليون شخص من منازلهم بسبب اعمال العنف. كما طالت الازمة نصف السكان بحسب مصادر انسانية.

وهذه الازمة لا سابق لها في البلاد ذات التاريخ المضطرب منذ استقلالها عن فرنسا في 1960 والتي تعد بين افقر بلدان افريقيا رغم الثروات الزراعية والمنجمية التي تحويها.

وازاء هذا الوضع يرى الشركاء الغربيون والافارقة لبانغي الذين تدخلوا عسكريا في البلاد ويمولون دولة شبه مفلسة، ان رئيس الدولة الانتقالي الجديد يجب ان يكون "رئيسا تقنيا" يعتمد على "حكومة مصغرة تضم مسؤولين اكفاء على راس وزارات السيادة"، بحسب ما قال دبلوماسي غربي.

ولضمان امن البلاد دعا الاتحاد الافريقي الاربعاء دول منطقة البحيرات الكبرى الى تعزيز القوة الافريقية (ميسكا) ليصبح عديدها ستة آلاف جندي.

وتضم هذه القوة حاليا نحو 4500 جندي وستتلقى الخميس تعزيزات رواندية قوامها 850 جنديا، بحسب ما اعلنت كيغالي.

وارسلت فرنسا منذ بداية كانون الاول 1600 جندي في اطار عمليتها العسكرية في جمهورية افريقيا الوسطى.

التعليقات 0