الدول الغربية تدعو الأسد الى "الكف الفوري" عن كل أشكال العنف على شعبه
Read this story in Englishندد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه "بأقصى حزم ممكن" الاحد بمواصلة القمع في سوريا، معتبرا ذلك "غير مقبول خصوصا عشية شهر رمضان"، في وقت يشن الجيش هجوما على عدة مدن منها حماة.
وقال جوبيه في تصريح أن فرنسا: "تبدي قلقها البالغ حيال العمليات التي يقوم بها الجيش اليوم في حماة ودير الزور والبوكمال، والتي أفيد أنها أوقعت حتى الان أكثر من مئة ضحية".
وشدد أن على " المسؤولين السياسيين والعسكريين والامنيين السوريين، أن يعلموا أكثر من أي وقت مضى أنهم سيحاسبون على أفعالهم".
وختم "أن فرنسا تود أكثر من أي وقت مضى في هذه الظروف المروعة أن يتحمل مجلس الامن الدولي مسؤولياته، ويعلن موقفه بشكل قوي،وواضح "مثلما فعل مرارا الامين العام للامم المتحدة" بان كي مون.
هذا وأكد مسؤول في السفارة الاميركية في دمشق أن الهجوم الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حماة الاحد، يرقى الى مستوى "الحرب الكاملة"، واصفا إياه بأنه "عمل أخير يدل على اليأس التام".
وقال ج.ج هاردر الملحق الصحافي في السفارة لهيئة البي بي سي: "توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية".مضيفا:
" أعتقد أننا نستطيع أن نقول أن هذه حرب كاملة تشنها الحكومة السورية على شعبها"، لافتا الى أن " هذه الحرب الكاملة التي تشنها الحكومة السورية اليوم هي برأيي عمل آخر يدل على اليأس التام".
وتابع: " إنهم يقتلون شعبهم، ويرسلون بالدبابات الى مدنهم. هذه مهزلة".
وردا على سؤال حول رأيه في قول الحكومة أن قواتها تواجه عصابات مسلحة، أشار هاردر: "توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية".
ورأى أن الحكومة السورية، عصابة مسلحة التي تنهب مدنها، وتزرع الرعب في قلوب الكثير من الناس الذين خرجوا للتظاهر سلميا"، لافتا الى أن " المسؤولين الاميركيين لا يمكنهم أن يعرفوا على وجه التحديد من هي الجهة التي تحكم في الحكومة السورية".
وأكد أن " الحكومة السورية ليست وحدة متماسكة، ولكنها عبارة عن مجموعة من الجماعات المختلفة داخل الحكومة نفسها".
وأردف: "في أوقات كثيرة لا نعرف من هي الجهة التي نتحدث معها، ولا نعرف من يتحدث باسم الحكومة"، متابعا: " من ناحية لدينا حركة اصلاح مزعومة ومن ناحية اخرى لدينا حرب، وهجمات على حماة ودير الزور (في الشرق). الامر غير منطقي على الاطلاق".
كما دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف الهجوم الدموي ضد المتظاهرين في مدينة حماة، معربا عن مشاعر "الاستياء الشديد" للهجوم الذي يأتي عشية بداية شهر رمضان.
وقال هيغ في بيان: "أشعر بالاستياء الشديد للتقارير بأن قوات الامن السورية اقتحمت مدينة حماة بالدبابات وغيرها من الاسلحة الثقيلة صباح اليوم (الاحد)، مما ادى الى مقتل العشرات".
وأكد أن "مثل هذه الاعمال ضد المدنيين الذين يحتجون سلميا بأعداد ضخمة في المدينة منذ عدة أسابيع، غير مبررة".
وقال: "يبدو أن الهجوم هو جزء من جهود منسقة في عدد من المدن السورية لمنع الشعب السوري من الاحتجاج قبل رمضان"، مشيرا الى أن " ما يزيد من مشاعر الصدمة تجاه هذه الهجمات أنها تجري عشية بدء شهر رمضان".
وفي تحذير للاسد قال هيغ: "الرئيس الاسد مخطئ اذا اعتقد أن القمع والقوة العسكرية ستنهي الازمة في البلاد"، مشددا على ضرورة أن يوقف الأسد "هذا الهجوم على شعبه".
وندد رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزاك الاحد بما وصفه بـ"المجزرة" التي ارتكبها النظام السوري في حماة، داعيا السلطات السورية الى التنحي.
وقال بوزاك في بيان: "أدين التدخل العسكري في حماة وفي مدن أخرى (...) مشددا على ضرورة أن تتوقف المجزرة على الفور وعلى النظام ان يباشر تسليم السلطة".
وأشار البيان الى أن " استخدام الاسلحة الثقيلة وقتل المدنيين الابرياء لا يمكن تبريرهما"، مضيفا: "على النظام السوري والهرمية العسكرية أن يفهما ذلك".
ورئيس البرلمان الاوروبي هو المسؤول الاول في المؤسسات الاوروبية الذي يعلق على الاحداث التي جرت الاحد في سوريا.
بدورها، أدانت ايطاليا الاحد هجوم الجيش السوري على المدينة التي تشهد احتجاجات مستمرة ، واصفة الهجوم بـ"الفعل القمعي البشع".
وفي هذا السياق، حثت إيطاليا الحكومة السورية على إنهاء كافة أعمال العنف ضد المدنيين.
ونقلت وكالة انسا الايطالية للانباء عن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني قوله: " إنه أحدث فعل بشع من أفعال القمع العنيف ضد المحتجين المحتشدين سلميا منذ أيام".
وناشد فراتيني نظام الرئيس السوري بشار الاسد "الكف الفوري عن كافة أشكال العنف"، والبدء بحوار شامل مع المعارضة.
وقدمت فرنسا وثلاث دول أوروبية اخرى هي بريطانيا والمانيا والبرتغال منذ عدة أسابيع مسودة قرار في مجلس الامن الدولي تندد بالقمع في سوريا، وتدعو الى اصلاحات سياسية.
غير أن الصين وروسيا الدائمتي العضوية في مجلس الامن تعارضان طرح النص للتصويت.
وأفادت منظمات حقوق الانسان أن نحو 140 شخصا قتلوا الاحد في سوريا برصاص قوات الامن بينهم نحو مئة في حماة.