ليبرمان يعيد تقديم نفسه بصورة معتدلة امام واشنطن ويدافع عن جهود السلام
Read this story in Englishسارع وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الى الدفاع عن جهود وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين رغبة منه في تغيير صورته كصقر متشدد والابتعاد عن المتشددين الاخرين في الحكومة.
وتساءل المعلقون الاحد عن اسباب التحول الجذري في تصرفات زعيم حزب اسرائيل بيتنا اليميني القومي المتطرف، مشيرين الى طموحه في ان يصبح الزعيم القادم لليمين في اسرائيل بعد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، والى "براغماتية" ينتهجها بهدف تغيير وضعه كشخص غير مرغوب به على الساحة الدولية.
ودافع ليبرمان مرة اخرى الاحد عن جهود السلام التي تبذلها الادارة الاميركية بعد ان وصف وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة بانه "صديق حقيقي" لاسرائيل.
وقال ليبرمان للاذاعة العامة " لا يمكننا ان ننتظر ان يقدم كيري وثيقة مكتوبة من قبلنا بنسبة 100% او تلبي 100% من توقعات ومطالب دولة اسرائيل ولكنها وثيقة ستكون قاعدة للمفاوضات".
وتجنب ليبرمان بذلك اعلان رفضه المسبق لمقترحات السلام الواردة في خطة كيري التي من المفترض ان يقدمها في الاسابيع المقبلة الى الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني.
واضاف "في وثيقة كيري هنالك عناصر سنوافق عليها واخرى لن نوافق عليها".
وعاد هذا الوزير المثير للجدل الى منصبه كوزير للخارجية في تشرين الثاني 2013 بعد ان كان استقال منه في اواخر عام 2012 بعد توجيه تهم الاحتيال واساءة الائتمان اليه. وكان ليبرمان اكد مرارا بانه لا يعتقد في امكانية تحقيق اتفاق سلام مع الفلسطينيين ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس كشريك للسلام.
واوضح ليبرمان الاحد "من حق الجميع ان يكون لديهم اراء مختلفة(...) وهذا لا يحولهم الى معادين لاسرائيل او للسامية ولا الى اعداء".
وكان ليبرمان دافع الجمعة عن الدور الذي يقوم به كيري كوسيط بين اسرائيل والفلسطينيين بشكل مخالف لعدد من الوزراء في حكومة اليمين التي يتزعمها نتانياهو.
وقال ليبرمان "اريد ان اقول بوضوح، كيري صديق حقيقي لاسرائيل وليس من الذكاء ان نحول صديقا الى عدو".
وتعرض كيري مؤخرا لسيل من الانتقادات التي وجهها وزراء يأخذون عليه استخدام التهديدات بمقاطعة دولية لينتزع من اسرائيل تنازلات في المفاوضات مع الفلسطينيين.
وتبنى ليبرمان المتطرف والمعروف بتصريحاته النارية لهجة اكثر اعتدالا منذ عودته لمنصبه في تشرين الثاني الماضي.
ورحبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي الجمعة بتصريحات ليبرمان حول كيري وقالت "انه بالتاكيد تصريح قوي ورسالة قوية نظرا لتاريخه وخلفيته حول هذه القضايا".
وتعرض ليبرمان الاحد لهجوم من حزب البيت اليهودي القومي المتطرف المؤيد للمستوطنين والذي يعد زعيمه وزير الاقتصاد نفتالي بينيت من اشد منتقدي كيري.
ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن متحدث باسم حزب البيت اليهودي قوله "ليبرمان يخاف من نفتالي بينيت ويعاني من انخفاض 70% من الناخبين اليمينيين".
وبحسب المتحدث فان "ليبرمان اكثر يسارية من وزيرة العدل تسيبي ليفني ويدعم فكرة دولة فلسطينية وتقسيم البلاد ويريد جعل الحدود على طول طريق رقم 6" على غرب العديد من المدن العربية الاسرائيلية.
وكان المتحدث يشير الى احدى افكار ليبرمان لاتفاق سلام تقضي ب"تبادل اراض مع السكان" التي سيتم نقلها الى الادارة الفلسطينية ويقيم فيها جزء من الاقلية العربية داخل اسرائيل، مقابل الاحتفاظ بمستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة لتجنب اي اجلاء للمستوطنين.
ورات سيما كدمون وهي محللة سياسية في صحيفة يديعوت احرونوت ان زعيم حزب اسرائيل بيتنا "لا يريد ان يجد نفسه في نفس الموقف الذي كان فيه في ولايته الاخيرة خاصة عندما لا يرى اي مكاسب سياسية".
واشارت الى ان المهاجرين الروس الجدد لم يعودوا الهدف الانتخابي لليبرمان الذي يجد نفسه "ملزما بالاتجاه الى اليسار وتقسيم الليكود(الذي يتزعمه نتانياهو) وتقديم مقترح سياسي اخر مع نتانياهو" في حال كان يريد ان يصبح رئيسا للوزراء في احد الايام وهو طموح لم يحاول ابدا اخفاءه.
واضافت "وبانتظار هذا الوقت، فان ليبرمان سيكون العمود الفقري للائتلاف بين الجناح اليميني (والوزيرين الوسطيين)لابيد وليفني".