مصر: استمرار التحقيق في اعتداء طابا ومخاوف من اتساع نطاق هجمات الجهاديين

Read this story in English W460

تتواصل التحقيقات في مصر في الاعتداء الذي استهدف حافلة سياحية في طابا، جنوب شرق سيناء قرب الحدود مع اسرائيل، واوقع 4 قتلى وسط مخاوف من اتساع نطاق العمليات الجهادية التي انحصرت اهدافها حتى الان بالجيش والشرطة.

واكد محافظ جنوب سيناء خالد فودة مقتل ثلاثة سياح من كوريا الجنوبية وسائق مصري واصابة 15 شخصا اخر في التفجير الذي استهدف الاحد حافلة كانت تقلهم في منفذ طابا الحدودي مع اسرائيل في اول اعتداء يستهدف السياح في مصر منذ بدء موجة العنف الاخيرة قبل قرابة ستة اشهر.

وبعد رفع المعطيات من مكان الحادث، رجح مسؤولون أمنيون الاثنين احتمال ان يكون انتحاري وراء الاعتداء الذي لم تعلن اي جهة بعد مسؤوليتها عنه.

وقال مسؤول امني "هناك شواهد على ان تفجير طابا وراءه انتحاري".

واضاف ان "الحافلة توقفت على بعد بضعة امتار من منفذ طابا البري (على الحدود مع اسرائيل) ونزل المرشد الذي كان مرافقا للوفد لانهاء بعض الاوراق في المنفذ وكان الباب مفتوحا واقترب احد الاشخاص من الحافلة ثم حدث الانفجار على سلمها الامامي".

واكد المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية احمد كامل لفرانس برس الاثنين ان "هناك ثلاث جثث واشلاء" نقلت من مكان الحادث الى المشرحة في شرم الشيخ" وانه "لا يمكن تحديد ما اذا كانت هذه الاشلاء لشخص او شخصين الا بعد ان يقوم الطب الشرعي بفحصها وعمل التحاليل الطبية اللازمة".

وفي حال اكتشف الاطباء الشرعيون ان الاشلاء لجثتين فان فرضية العمل الانتحاري سوف تتأكد اذ ان ذلك يعني ان هناك 5 ضحايا ثلاثة كوريين ومصري وضحية اخرى مجهولة.

ويقول المحللون السياسيون انه ربما يكون هذا الاعتداء بداية لموجة جديدة من العمليات التي تستهدف السياح كما حصل في تسعينيات القرن الماضي، ولكن من الصعب الجزم بذلك اذ انها العملية الاولى من نوعها.

ويعتبر استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد انه "ليس من المؤكد ان تشهد البلاد موجة من الاعتداءات على السياح الا انه ليس مستبعدا كذلك لان هناك تاريخا لموجة عنف طالت السائحين خلال تسعينيات القرن الماضي".

ويقول رئيس قسم شمال افريقيا في مجموعة الازمات الدولية اسندر العمراني انه "اذا تكررت العمليات ضد السياح فان هذا سيعني تغييرا في استراتيجية المجموعات الجهادية التي كانت حتى الان تستهدف فقط قوات الجيش والشرطة ولكن لا يمكن الحكم على ذلك بعد عملية واحدة".

ويؤكد مصطفى كامل ان "اللجوء الى العمليات ضد السياح ربما يكون دليلا على ان المجموعات الجهادية بدأت تبحث عن اهداف سهلة لتحقيق هدفها وهو اظهار مقاومة متعددة الاوجه للسلطة الحاكمة في مصر ومحاولة اثبات عدم قدرة هذه السلطة على تحقيق الاستقرار.

ويعتقد خبراء السياحة ان اعتداء طابا اختار "هدفا سهلا" ولكنه يهدف الى "الايذاء وضرب قطاع السياحة" الذي تراجع بشدة خلال الشهور الاخيرة وكان يحاول ان يحقق بعض الانتعاش .

وقال رئيس اتحاذ الغرف السياحية المصرية الهامي الزيات لفرانس برس ان "الكوريين الجنوبيين هم الاقل عددا بين السياح الذين ياتون الى مصر وبالتالي فان الاعتداء يضرب اي مجموعة سياحية بهدف ايذاء السياحة بشكل عام".

واضاف الزيات، الذي كان يتحدث عبر الهاتف من روما حيث شارك في معرض سياحي دولي في العاصمة الايطالية، انه تم خلال الايام الاخيرة ابرام تعاقدات مع شركات سياحة ايطالية لارسال مجموعات الى شرم الشيخ وطابا ومرسى علم و"لكنه لا يعرف بعد ماذا سيكون رد فعل هذه الشركات" بعد اعتداء طابا.

وآخر اعتداء ضد السياح في مصر كان في شباط 2009 عندما قتلت سائحة فرنسية واصيبت 22 اخريات في تفجير عبوة ناسفة في ساحة مقابلة لمسجد الحسين بحي خان الخليلي السياحي في القاهرة.

ووقعت ثلاثة اعتداءات ضد السياح في سيناء بين عامي 2004 و2006.

وشهدت مصر موجة عنف اسلامي في تسعينيات القرن الماضي جرى خلالها استهداف السياح كذلك.

واعنف هذه الاعتداءات كان الهجوم على مجموعة من السياح امام متحف حتشبسوت في الاقصر عام 1997 والذي اسفر عن مقتل نحو 60 سائحا من جنسيات مختلفة.

التعليقات 0