دمار وزجاج متناثر في السحل القريبة من يبرود وضابط سوري يقول أن عرسال ما زالت منفذا للمسلحين
Read this story in Englishفي قرية السحل التي دخلتها قوات النظام السوري في منطقة القلمون الاستراتيجية، تجمع جنود الثلاثاء قبالة مسجد تناثر زجاجه على الارض جراء المعارك، في استراحة تسبق المعركة التالية على طريق استمكال الطوق على مدينة يبرود التي يتحصن فيها مقاتلو المعارضة.
ويقول ضابط في الجيش في المكان لصحافيين "المعنويات عالية (...) ونلاحظ حالة ارتباك وانهيار شديد لدى المجموعات المسلحة". مضيفا "السحل ذات اهمية كبيرة، لانها تعتبر خط الدفاع الاول عن مدينة يبرود".
ويضيف وهو يدل على المدينة الواقعة على بعد كيلومترين من السحل تفصل بينهما تلة صغيرة "تم احكام ما يشبه الطوق على يبرود... نحن ننتظر الاوامر للتقدم نحو فليطة".
وتقع فليطة على بعد كيلومتر من السحل، ومن شان دخول قوات النظام اليها قطع الطريق على مقاتلي المعارضة بين يبرود وبلدة عرسال الواقعة في الجانب الآخر من الحدود، واستكمال الطوق حول المدينة التي تتعرض منذ اكثر من ثلاثة اسابيع لهجوم عنيف من قوات النظام مدعومة من حزب الله بحسب ما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون على الارض.
وبدت القرية الصغيرة خالية الا من العسكريين الذين تجمعوا في نقاط عدة منها باسلحتهم الفردية وبعض الآليات الخفيفة. وحمل بعضهم اعلاما سورية كانوا يلوحون بها معبرين عن فرحهم "بالنصر". كما رفع على المسجد في وسط البلدة علم سوري.
وخلت بيوت السحل القديمة المتواضعة المتناثرة هنا وهناك من السكان، وتضرر عدد كبير منها جراء القصف والمعارك. وكذلك واجهات بعض المحال التجارية... علما ان القرية لا تضم ابنية عالية او حديثة، بحسب ما افادت وكالة "فرانس برس".
في البعيد، كانت تسمع خلال جولة الصحافيين اصوات اشتباكات متقطعة. ثم سمع تحليق طيران تلته انفجارات. وقال الضابط ردا على سؤال "انها غارة على يبرود. نحن نقصف اماكن محددة ومدروسة ومحصورة بدقة يتواجد فيها الارهابيون، ونتجنب المدنيين والممتلكات".
ويؤكد الجنود انهم سيطروا على كل السحل، لكن هناك مناطق في القرية تمر بها الشاحنة الصغيرة التي تقل الصحافيين بسرعة كبيرة "خوفا من القنص"، اذ انها تقع في مرمى نيران مجموعات المعارضة المسلحة المقابلة.
والسحل ذات طبيعة جغرافية جرداء خالية من الشجر، تحيط بها تلال منطقة القلمون الجبلية.
ويرى ناشطون معارضون في هذه الطبيعة الجبلية عنصرا يجعل دخول يبرود عسكريا عملية صعبة.
وبدأت معركة القلمون في نهاية السنة الفائتة، وتمكن خلالها الجيش السوري من التقدم الى بلدات وقرى عديدة طاردا منها المجموعات المسلحة، بينما تسبب الهجوم بحركة نزوح واسعة معظمها الى لبنان المجاور. وتشكل القلمون صلة وصل بين دمشق ومحافظة حمص في وسط البلاد، ويعتبر هذا الامتداد الجغرافي حيويا بالنسبة الى النظام، على صعيد الامدادات والسيطرة السياسية. كما ان سيطرة النظام على القلمون باكملها من شانها ان تحرم المعارضة في ريف دمشق من قاعدة خلفية مهمة.
وتعتبر يبرود آخر معقل بارز للمعارضة المسلحة في المنطقة.
في نقطة اخرى من السحل، شاهد مصور فرانس برس جثة شاب عشريني ملتح على الارض، مع بقع دماء تحيط به، وبدا مصابا في رأسه. ويشرح الضابط انه "من الجماعات الارهابية".
ثم يقول بلهجة واثقة "سيواصل الجيش تنفيذ مهامه في اطار الخطة المحددة".
ويرى مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان قوات النظام لا تريد شن هجوم عسكري على يبرود، "بل هدفها السيطرة على التلال والبلدات المجاورة لفرض حصار على المدينة".
وتعتبر معركة يبرود مصيرية كذلك بالنسبة الى حزب الله الذي يتهم مجموعات مسلحة بتفخيخ سيارات في يبرود وارسالها لتفجيرها في مناطق محسوبة عليه في لبنان عبر الحدود الواسعة التي تنطوي على العديد من المعابر غير القانونية.
في السحل، يقول قائد ميداني في الجيش السوري للصحافيين وبينهم وكالة فرانس برس، ان "الجيش بات يسيطر على اغلب التلال المحيطة بيبرود واصبحت يبرود تحت مرمى نيرانه".
ويضيف "المسلحون اصبحوا مطوقين في يبرود. لهم منفذ واحد للخروج عن طريق فليطة ومنها الى عرسال" في البقاع.