جاسوس اسرائيلي-اميركي مسجون في الولايات المتحدة قد ينقذ مفاوضات السلام
Read this story in Englishالجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة والذي يطالب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو باطلاق سراحه قد يصبح عنصرا رئيسيا في المساعي التي يبذلها رئيس الوزراء الاميركي جون كيري لانقاذ عملية السلام المتعثرة.
وقال مصدر مقرب من المفاوضات اشترط عدم الكشف عن اسمه الثلاثاء ان هنالك مقترح ينص على اطلاق سراح بولارد قبيل عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ منتصف نيسان الجاري.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس "الصفقة التي يجري بحثها تتضمن العناصر التالية: اطلاق سراح جوناثان بولارد قبل عطلة عيد الفصح وتمديد المفاوضات مع الفلسطينيين لعام 2015".
ولم يوضح المصدر الى متى ستستمر المحادثات في عام 2015.
ولم يؤكد المسؤولون الاميركيون هذه التقارير.
وبالاضافة الى ذلك قال المصدر بانه سيتم اطلاق سراح 400 معتقل فلسطيني "اياديهم غير ملطخة بدماء اسرائيليين" ولم يتبق لهم سوى اشهر لاطلاق سراحهم.
واعتقل جوناثان بولارد، الخبير السابق في البحرية الاميركية، في الولايات المتحدة في 1985 لنقله لاسرائيل آلاف الوثائق السرية حول نشاطات الاستخبارات الاميركية في العالم العربي.
ومقابل اطلاق سراح بولارد فان اسرائيل ستطلق سراح الدفعة الرابعة والاخيرة من الاسرى الفلسطينيين الذين كانت وافقت على الافراج عنهم قبل ان تعود وتتراجع عن تعهدها هذا.
وبحسب المصدر فان الاتفاق ينص ايضا على ان تقوم اسرائيل بمنع طرح عطاءات استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة دون ان تشمل القدس الشرقية المحتلة.
ورفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي التعليق على ذلك قائلة "ادين جوناثان بولارد بالتجسس وهو يقضي حكما بالسجن. لا يوجد لدي اي مستجدات على وضعه".
والمجموعة الجديدة من الاسرى الفلسطينيين الذين يشملهم المقترح الجاري التفاوض حوله تتألف من اسرى "ايديهم غير ملطخة بالدماء" يمكن الافراج عنهم في الاشهر المقبلة وبينهم نساء وقاصرون.
واوضح المصدر ان هذا المقترح قد يرفع الاعتراضات الاسرائيلية الراهنة على الافراج عن الدفعة الرابعة والاخيرة من الاسرى الفلسطينيين الذين كانت الدولة العبرية وافقت على اطلاق سراحهم قبل 29 آذار.
وكانت اسرائيل وافقت لدى استئناف المفاوضات في تموز 2013 على اطلاق سراح 104 اسرى فلسطينيين مع تقدم محادثات السلام على اربع دفعات خلال تسعة اشهر.
وقد افرجت حتى الان عن 78 اسيرا على ثلاث دفعات. ولكن الدولة العبرية رفضت اخيرا اطلاق سراح الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين ما لم توافق القيادة الفلسطينية على ان تمدد حتى نهاية العام المفاوضات المحدد موعدها النهائي اصلا في 29 نيسان، وهو ما ترفضه الاخيرة.
وجاء ذلك بينما قام وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين بزيارة سريعة الى المنطقة حيث التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مرتين واجرى محادثات مع مفاوضين فلسطينيين.
وتطالب اسرائيل عبثا منذ سنوات بالعفو عن جاسوسها وفي عام 1998 اعلن بانه قد يتم الافراج عن بولارد في تبادل مع الاسرى الفلسطينيين.
ولكن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) انذاك جورج تينيت هدد بالاستقالة في حال وافق الرئيس الاميركي في حينه بيل كلينتون على الافراج عن بولارد.
وقام بولارد بتسليم اسرائيل الاف الوثائق السرية حول الانشطة الاستخباراتية الاميركية في العالم العربي في الفترة ما بين ايار 1984 حتى اعتقاله في تشرين الثاني عام 1985.
واعطي بولارد،المولود لاسرة يهودية اميركية من ولاية تكساس الاميركية الجنسية الاسرائيلية عام 1995 واعترفت به الدولة العبرية رسميا كجاسوس في عام 1998.
وطلب نتانياهو بشكل رسمي من الرئيس الاميركي باراك اوباما العفو عن بولارد الامر الذي رفضته واشنطن.
واثار اعتقال هذا الجاسوس ازمة بين الولايات المتحدة والدولة العبرية التي تعهدت بانهاء كل انشطتها التجسسية على الاراضي الاميركية.
ووفقا لوثائق تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (السي اي ايه) كشف عنها في عام 2012، فان بولارد غريب الاطوار وغارق في الديون. وادعى مرة بان الجيش الجمهوري الايرلندي اختطف زوجته.
وتقول الوثائق بان بولارد (59 عاما) اخبر المحققين بان اسرائيل طلبت منه الحصول على معلومات اميركية حول البرامج النووية العربية والباكستانية بالاضافة الى "الاسلحة العربية الغريبة".
وساعدت المعلومات التي قدمها لاسرائيل على قصف المقر الرئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية في تونس واغتيال الرجل الثاني في المنظمة ابو جهاد في تونس عام 1988.
وفي كانون الثاني الماضي ،سلم 106 نواب في البرلمان الاسرائيلي من اصل 120 الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز رسالة طالبوا فيها بالافراج عن بولارد.
وتحدثت وسائل الاعلام الاسرائيلية مؤخرا عن صحة بولارد حيث اعلنت زوجته في مقابلة بانه نقل الى المستشفى لعمليات عدة في جهازه الهضمي ثم عاد بعدها الى زنزانته في سجن في ولاية شمال كارولينا.