في المنيا المصرية.. اقارب المدانين بالإعدام يتحدثون عن محاكمة هزلية

Read this story in English W460

قتل الدكتور بدوي في الرابع عشر من اب 2013 في محافظة المنيا جنوب القاهرة لكن محكمة جنايات مدينة المنيا قضت باعدامه مع قرابة 700 متهم اخر لمشاركتهم في ذلك اليوم في تظاهرة تأييد للرئيس المعزول محمد مرسي.

وتعد حالة الدكتور بدوي واحدة من حالات عديدة توضح ما يسميه المجتمع الدولي هزلا قضائيا يتمثل في محاكمة جماعية تستغرق جلسة واحدة ثم يصدر حكم بالاعدام على المتهمين في سابقة لا مثيل لها في التاريخ المعاصر بحسب الامم المتحدة.

امام محكمة المنيا (قرابة 220 كيلومترا جنوب القاهرة) حيث نطق القاضي لتوه بحكم الاعدام على 683 شخصا متهمين بارتكاب اعمال عنف في 14 اب 2013، اغشى على عدد من النساء بينما اخذت اخريات تصرخن ضد حكم يعتبرونه ظالما.

لكن ايضا المحامون وخبراء يدينون هذه المحاكمة التي يرونها هزلية ويؤكدون ان الاحكام ستلغى من محكمة النقض لحدوث انتهاك صارخ للاجراءات القانونية وحقوق الدفاع.

وقرر القاضي نفسه الاثنين تخفيف عقوبة الاعدام التي سبق ان اصدرها بحق 492 متهما الشهر الماضي الى السجن المؤبد وهم غالبية المتهمين ال 529 الذين اصدر ضدهم احكاما بالاعدام في 24 اذار الماضي بعد قضية لم يستغرق نظرها كذلك سوى جلستين.

امام المحكمة، تقف سامية ابو عمار ممسكة في يدها صورة ضوئية من ورقة رسمية تضم قائمة باسماء الاشخاص ال 37 الذين ابقى القاضي على الحكم باعدامهم. وتتنفس الصعداء لان اسم شقيقها ليس ضمن هذه اللائحة وتجلس على الرصيف الى جوار فتيات وسيدات من امهات واقارب المدانين.

وتقول سامية "من بين الذين حكم عليهم بالاعدام الدكتور بدوي الذي قتل بالرصاص في نفس يوم التظاهرة التي يحاكمونه على مشاركته فيها".

في ذلك اليوم، 14 اب 2013 كان انصار مرسي يتظاهرون في المنيا في الوقت الذي سقط فيه قرابة 700 اخرين برصاص الشرطة في القاهرة اثناء فض اعتصام مؤيدي جماعة الاخوان المسلمين ومرسي في منطقة رابعة العدوية بحي مدينة نصر في القاهرة.

كان هذا اليوم بداية حملة قمع ضد الاسلاميين من قبل السلطات الجديدة التي تولت الحكم بعد ان عزل الجيش محمد مرسي.

ويقول المحامي محمد عبد الوهاب احد اعضاء هيئة الدفاع ان اسرة الدكتور بدوي تلقت استدعاء من النيابة للتحقيق معه في 23 اب اي بعد تسعة ايام من مقتله.

ويضيف انه ليس الحالة الوحيدة مؤكدا ان بين الذين حكم عليهم بالاعدام اثنين توفيا قبل 14 اب.

ويتابع زميله المحامي عربي مبروك ان ثلاثة من المدانين كانوا غادروا البلاد الى السعودية قبل الاحداث بثلاثة ايام وختم الخروج مثبت على جوازات سفرهم.

ويروي محمد عبد الوهاب انه دخل الجلسة مرتديا زي المحامين الاسود معتقدا انه سيتمكن من تقديم مرافعته ولكنه فوجيء بالقاضي يقول له انه "في جلسة الحكم لا ينبغي ارتداء هذا الزي".

ويقول خالد الكومي وهو منسق هيئة الدفاع عن المتهمين "دامت الجلسة عشر دقائق".

وسيطعن المحامون على الحكم امام محكمة النقض لانه "تم انتهاك حق الدفاع في الترافع واستدعاء شهود وكل الحقوق الاخرى" بحسب ما قال المحامي محمود سلامة.

اما محمد عبد الوهاب فيؤكد ان "احد المتهمين الذين كنت ادافع عنهم حكم عليه بالسجن المؤبد من دون ان اتمكن من الحديث اليه او تبادل اي كلمة معه".

ويقول سلامة ان "المحكمة لم تقم بالاجراءات القانونية الاساسية ومن بينها التحقق من وضع المتهمين وهو ما يفسر وجود موتى ومسافرين بين المدانين".

وتؤكد سامية ان "شقيقي وضع ضمن قائمة المتهمين لانه تشاجر مع احد رجال الشرطة مشاجرة عادية".

وتقول اسماء عبد الوهاب ان زوجها وهو مزارع حكم عليه بالسجن المؤبد بينما كان يوم 14 اب "ينقل والده الى مستشفى المنيا لمعالجته".

وتضيف "القاضي خفف العقوبة اليوم من الاعدام الى السجن المؤبد ولكن بالنسبة لي ولابنائي الخمسة لا شيء تغير فنحن اصبحنا بلا اي دخل وكأنه حكم علينا بالموت".

 

التعليقات 0