الاردن يفتتح مخيما ثالثا للاجئين السوريين والامم المتحدة تدعو الى المزيد من المساعدات
Read this story in Englishأفتتح رسميا الاربعاء مخيم ثالث للاجئين السوريين في الاردن تبلغ طاقته الاستيعابية حوالى 130 الف لاجىء لتخفيف الضغط على مخيم الزعتري الذي يستقبل اكثر من 100 الف لاجىء.
وقال آندرو هاربر ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في كلمته خلال افتتاح المخيم الذي يقع على بعد 100 كلم شرقي عمان، بحضور وزيري الخارجية ناصر جودة والداخلية حسين المجالي ومسؤولين أمنيين وعدد من الدبلوماسيين الغربيين "ما سترونه عند تجوالكم يمكن ان يكون واحدا من أفضل مخيمات اللاجئين تنظيما في العالم، ومن المحتمل ان يكون واحدا من اكبر المخيمات في العالم".
واضاف ان "الاردن بذل كل ما في وسعه، وفتح حدوده (امام اللاجئين)، وقدم هذه الارض، ولكن بعد ذلك الأمر متروك للمجتمع الدولي للقيام بالكثير من اجل التخفيف عن هذا البلد".
وتابع هاربر "ما نحتاجه هو المزيد من الدعم ، ليس على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل".
وقدرت الامم المتحدة كلفة استضافة الاردن للاجئين السوريين خلال عامي 2013 و2014 بنحو 5,3 مليارات دولار، في بلد يعاني اصلا ازمة اقتصادية ودينا عاما قارب 30 مليار دولار.
ويقع المخيم المترامي الاطراف في الصحراء على بعد 100 كلم شرق عمان وبني على ارض تبلغ مساحتها 30 الف هكتار وتم تجهيزه بخمسة آلاف بيت متنقل كمرحلة اولى يستوعب حوالى 25 الف لاجىء.
من جانبه، قال وزير الخارجية ناصر جودة في كلمته ان "على المجتمع الدولي ان يقوم بدوره كي يتحمل الاردن هذا العبء الاقتصادي والاجتماعي الكبير نيابة عن الانسانية جمعاء".
واضاف "قبل عامين وقفنا في ظروف مشابهة عند افتتاح مخيم الزعتري فقلت في كلامي +اننا لانحتفل، بل سنحتفل عندما يغلق هذا المخيم+ ولكن الاغلاق لم يأت لان المشكلة في سوريا وتداعيات الازمة لا زالت قائمة".
واوضح جودة ان "الحل السياسي الذي يجب ان يتحقق هو الذي سيوقف تدفق اللاجئين وحاجتهم لدخول الاردن رغم اننا مستعدون لاي طارىء".
من جهته، قال مدير شؤون المخيمات في الاردن العميد وضاح الحمود ان "هذا المخيم هو ثاني اكبر مخيم في الاردن (بعد الزعتري) ونأمل ان يكون الاخير".
واضاف ان "21 منظمة تابعة للامم المتحدة ومنظمة دولية عملت معنا من اجل اقامة المخيم الجديد".
وبحسب مصادر في المفوضية فأن المخيم الجديد الذي يستقبل حاليا حوالى 432 لاجئا، سينقل اليه جميع اللاجئين الجدد الذين سيصلون الى المملكة مستقبلا.
وسيحصل كل لاجىء شهريا على كوبون فيه 24 دينارا اردنيا (حوالى 34 دولارا) لشراء احتياجاته من مركز تسوق تم افتتاحه داخل المخيم.
وقال اللاجىء خالد ذياب (38 عاما) الذي قدم من مدينة حمص مع زوجته واطفاله الخمسة ووالدته وشقيقته لوكالة فرانس برس "وصلنا قبل ثلاثة ايام في رحلة استمرت عشرة ايام قطعنا فيها 270 كيلومترا مشيا وبالسيارات هربا من القصف، لم يظل هناك مكان آمن في سوريا".
واضاف ذياب الذي بدا منهكا وهو يحمل اكياسا بلاستيكية بيضاء ان "المخيم جيد ولكنه كبير جدا وليس لدينا كهرباء والماء بعيد ومركز التسوق بعيد وكل يوم علينا ان نمشي عدة كيلومترات من اجل احتياجاتنا".
وتابع "نأمل ان يوفروا لنا الكهرباء والمراوح والتلفزيون هذه الاشياء اساسية في الحياة".
من جهته، قال اللاجئ ياسر الذي اكتفى باسمه الاول وهو من ريف دمشق وقدم الى المخيم قبل ثلاثة ايام مع زوجته واطفاله الخمسة و39 فردا من اقاربه "نحمد الله اننا ارتحنا من القصف اليومي بالتأكيد سنتعود على حياة المخيم، صحيح في البداية كل شيء صعب خصوصا عندما تكون بعيدا عن بيتك".
واضاف بينما كان يتسوق من مركز التسوق "لدينا الكثير من الاحتياجات لكن القائمين على المخيم وعدونا بتلبيتها خصوصا الكهرباء لاننا نعيش في ظلمة معتمة كلما حل المساء".
ويهز ابو محمد وهو اب لثلاثة اطفال ويبلغ من العمر 40 عاما رأسه موافقا على كلام صديقه وقال "صحيح نحن مرتاحون الان وننام دون سماع دوي القصف والانفجارات ولكننا نأمل ان يجدوا لنا حلا فكل شيء بعيد عنا: الخدمات، مركز التسوق، المشفى، المدرسة، نحن منهكون من الحرب وعليهم ان يجدو لنا حلا فقد تعبنا من المشي".
ويقع مخيم الزعتري الذي يؤوي اكثر من 100 الف لاجىء سوري في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية.
ويوجد مخيم آخر اصغر هو مخيم "مريجب الفهود" الاماراتي-الاردني الذي يؤوي نحو خمسة الاف لاجئ، فضلا عن تجمعات صغيرة أخرى للاجئين.
وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين انها سجلت حتى الان ما يقارب 600 الف لاجىء ولاجئة سورية في الاردن في حين تقول الحكومة الاردنية ان هناك ما يقرب من 1,3 مليون سوري موجود في البلاد.
ويعيش 20 بالمئة منهم فقط في المخيمات، بينما يتوزع الباقون على مناطق الاردن، بحسب المنظمة.
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف في 11 اذار/مارس الماضي ان المخيم الجديد "سيساعد في تخفيف الضغط عن مخيم الزعتري الرئيسي في الاردن والذي يزدحم باعداد كبيرة من اللاجئين".
وصرح المتحدث باسم المفوضية ادريان ادواردز للصحافيين في جنيف ان "افتتاح المخيم ياتي في الوقت المناسب لان الاسابيع القليلة الماضية شهدت زيادة اعداد من يعبرون الحدود بنسبة 50% الى معدل يصل الى 600 لاجئ يوميا".
واشار الى انه تم تعبيد اكثر من 100 كلم من الطرق، كما تم إنشاء نظام لتوزيع المياه وبناء مدرستين ومستشفى يضم 130 سريرا.
واوقعت الحرب الدائرة في سوريا منذ آذار 2011 اكثر من 150 الف قتيل كما فر 2,6 مليون سوري من بلادهم ونزح 6,5 ملايين شخص اخرين من منازلهم داخل سوريا.