أكثر من 360 قتيلا وجريحا عراقيا في أكثر أيام العام 2011 دموية
Read this story in Englishقتل 67 عراقيا على الاقل واصيب حوالى 300 بجروح في سلسلة هجمات متزامنة هزت اكثر من 15 مدينة صباح الاثنين، بينها انفجاران في مدينة الكوت جنوب شرق بغداد قتل فيهما 40 شخصا.
وفي اول رد فعل حكومي على اكثر الايام دموية في العراق هذا العام، قال رئيس الوزراء نوري المالكي في بيان ان "اقدام المجرمين على قتل العراقيين الابرياء في هذا الشهر الفضيل (رمضان) يؤكد خلوهم من اي وازع ديني".
واضاف ان هؤلاء "لن يفلتوا بهذه الجرائم الجبانة (...) وعلى القوات الامنية ان لا تترك هؤلاء القتلة يلتقطوا انفاسهم"، معتبرا ان "التواني او التراخي في اداء الواجبات يعني التفريط بدماء العراقيين".
واعتبر الرئيس العراقي جلال طالباني من جهته في بيان ان "الجرائم ترتكب بسبب وجود ثغرات امنية"، داعيا "القوى السياسية إلى التعالي على الخلافات".
واعلن المتحدث باسم مديرية الصحة في واسط الطبيب غليظ رشيد خزعل ان "40 شخصا قتلوا في تفجيري الكوت (160 كلم جنوب شرق بغداد) فيما اصيب 65 آخرون بجروح".
وقال مصدر امني ان القتلى والجرحى سقطوا "في انفجار عبوة ناسفة ثم سيارة مفخخة في ساحة العامل وسط مدينة الكوت"، مشيرا الى ان "المكان كان مزدحما لحظة وقوع الانفجارين" عند الساعة الثامنة من صباح اليوم (05,00 ت غ).
وذكر سعدون مفتن (26 عاما) وهو احد الجرحى في مستشفى الكرمة "شعرت باني القيت على الارض وبعدها وجدت نفسي في المستشفى مصابا بشظايا في كل مكان من جسدي".
وياتي هذا الهجوم بعد حوالى عام من تفجير مماثل في المكان نفسه في آب 2010 قتل فيه 33 شخصا ايضا واصيب حوالى 80 بجروح.
وفي تكريت (160 كلم شمال بغداد) قال مصدر في قيادة عمليات صلاح الدين ان "ثلاثة عناصر من الشرطة بينهم ضابط برتبة مقدم قتلوا فيما اصيب سبعة آخرون على الاقل في هجوم انتحاري داخل دائرة مكافحة الارهاب في مجمع القصور الرئاسية وسط المدينة".
واوضح المصدر ان "انتحاريين دخلا بزي الشرطة قبل ان يقتل عناصر الامن الانتحاري الاول، فيما نجح الثاني بالوصول الى مقر دائرة مكافحة الارهاب وتفجير نفسه".
وقال مسؤول في الامن الوطني ان "الانتحاريين حاولا تحرير موقوفين".
وفي تموز قتل 12 عراقيا واصيب 31 بجروح في هجومين متزامنين استهدفا مصرفا في تكريت، بينما قتل 36 شخصا في حزيران في هجمات استهدفت عناصر من الشرطة والجيش بشكل خاص.
كما هاجمت مجموعة مسلحة في 29 اذار الماضي مقر المحافظة في تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، ما ادى الى مقتل 58 شخصا.
من جهة اخرى قتل اربعة جنود عراقيين في هجوم باسلحة مزودة بكواتم للصوت استهدف نقطة تفتيش في منطقة جرف الملح وسط بعقوبة (60 كلم شمال بغداد) بمحافظة ديالى، بحسب ما افاد مصدر في قيادة عمليات بعقوبة فرانس برس.
واضاف المصدر ان سيارة مفخخة انفجرت ايضا في ناحية الوجيهية شرق بعقوبة ما ادى الى اصابة 12 شخصا بجروح، فيما انفجرت عبوة اخرى في ناحية العظيم في شمال المدينة ما ادى الى مقتل شخص واصابة آخر بجروح.
واصيب شخصان ايضا في انفجار عبوتين ناسفتين في ناحيتي كنعان وبهرز جنوب بعقوبة.
وفي ناحية خان بني سعد (50 كلم شمال شرق بغداد) اعلن ضابط في الجيش العراقي اصابة 17 شخصا بجروح بانفجار سيارة مفخخة وسط الناحية.
وقال المتحدث باسم دائرة صحة ديالى فارس العزواي لفرانس برس ان "ثمانية اشخاص قتلوا واصيب 35 اخرين بجروح في هذه الهجمات".
واعلن اللواء عبد الكريم مصطفى قائد شرطة النجف (150 كلم جنوب بغداد) "انفجار سيارة مفخخة عند حوالى الساعة الثامنة والنصف صباحا (05,30 ت غ) قرب مديرية شرطة الطرق الخارجية في شمال المدينة".
وقال انه اثر الانفجار "حاول انتحاري يقود سيارة مفخخة اقتحام المقر ذاته لكن سيارته انفجرت عند الحاجز الامني" في محاولة ثانية لاستهداف المقر.
واكد متحدث باسم مديرية الصحة في النجف ان "سبعة اشخاص قتلوا في الهجوم فيما اصيب 60 بجروح".
وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد) قتل مدني واصيب 14 بجروح في انفجار دراجة هوائية قرب موقع لمركبات النقل عند مدخل سوق دوميز جنوب المدينة وانفجار سيارة مفخخة في شارع سوق تسعين وسط المدينة، بحسب ما قال مصدر امني.
واكد الطبيب نبيل حمدي الذي يعمل في مستشفى كركوك العام ان المستشفى "تلقى جثة قتيل وعالج 14 مصابا".
كما اكدت مصادر امنية ان "مسلحين نسفوا بشكل شبه كامل قاعة الصلاة في كنيسة مار افرام للسريان الارثوذكس" في ساحة العمال وسط كركوك.
وفي بغداد ايضا، اعلن مصدر في وزارة الداخلية مقتل شخصين واصابة 30 آخرين بجروح في هجمات متفرقة في جنوب وغرب العاصمة.
واشار الى ان احدى الهجمات ناجمة عن "استهداف موكب تابع لوزارة التعليم العالي في شارع الاميرات بمنطقة المنصور".
وقتل جندي واصيب تسعة اشخاص بينهم اربعة جنود بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدف دورية للجيش في منطقة التاجي (25 كلم شمال بغداد)، وفقا للمصدر ذاته.
كما قتل شخص واصيب سبعة بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا منزل ضابط في شرق الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، وفقا لمصدر في الشرطة.
وفي بلد (70 كلم شمال بغداد) اصيب خمسة اشخاص في انفجار عبوة ناسفة قرب مبنى المجلس البلدي، بحسب ما اعلن مصدر في شرطة المدينة.
وقتل شخصان واصيب تسعة اخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند مقر شرطة ناحية الهندية شرق مدينة كربلاء، وفقا لرئيس مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي.
وذكر مصدر امني في وقت لاحق ان ثلاثة اشخاص قتلوا في الهجوم فيما ارتفع عدد الجرحى الى 63.
وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) اعلن ملازم في الشرطة مقتل شخص واصابة ثلاثة اخرين بجروح بانفجار عبوتين لاصقتين ثبتتا على عمود للكهرباء في حي الفيصلية" وسط الموصل.
وفي ناحية الاسكندرية (50 كلم جنوب بغداد) اعلن ضابط برتبة ملازم في الشرطة اصابة اربعة اشخاص بينهم اثنان من الشرطة بجروح بانفجار سيارة مفخخة قرب مبنى المجلس البلدي وسط الناحية.
وحمل رئيس البرلمان اسامة النجيفي في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه "المسؤولين عن الاجهزة الامنية في الحكومة وقياداتها المسؤولية عن هذه الخروقات".
من جهته قال المتحدث باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان "هجمات اليوم ليست مفاجئة بالنسبة لنا، لان العدو كان يخطط لشن عشرات العمليات الارهابية في رمضان، لكن قواتنا تمكنت من تفكيك معظم الشبكات المتورطة".
وتابع "لا يمكن القول بوجود تدهور او انفلات امني، فقواتنا لا تزال في الميدان ونحن في ساحة معركة".
وتأتي هذه الهجمات التي سجل خلالها سقوط اعلى معدل لضحايا في يوم واحد هذا العام، بعدما فوضت الكتل السياسية العراقية الحكومة في بداية آب بدء محادثات مع واشنطن تهدف الى بحث مسالة تدريب القوات العراقية حتى ما بعد نهاية العام الحالي.
ولا يزال الجيش الاميركي ينشر حوالى 47 الفا من جنوده في العراق، علما انه يتوجب على هؤلاء ان ينسحبوا بالكامل من البلاد نهاية 2011 وفقا لاتفاقية امنية موقعة بين بغداد وواشنطن.
ويشهد العراق اعمال عنف شبه يومية قتل فيها حتى الان عشرات الآلاف، رغم مرور ثماني سنوات على اجتياح البلاد واسقاط نظام صدام حسين.