وزير خارجية ايران يؤكد ان دبلوماسيته الجديدة عزلت اسرائيل
Read this story in Englishرد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على الانتقادات الحادة من المتشددين مؤكدا الثلاثاء ان مقاربته البراغماتية للعمل الدبلوماسي اضعفت موقع اسرائيل.
وبعد سنوات من الخطابات التصعيدية من الرئيس السابق محمود احمدي نجاد، اكد ظريف ان الحكومة الجديدة نجحت في وقف تصوير اسرائيل لايران على انها "خطر" بسبب طموحاتها النووية.
وضاعف المتشددون من حدة انتقاداتهم في الاسابيع الاخيرة عبر مهاجمة الاتفاق النووي المؤقت الذي ابرمته ايران مع القوى العظمى في كانون الثاني وكان ظريف كبير المفاوضين فيه.
واعرب المنتقدون وهم من رجال الدين والنواب السابقين والمسؤولين وعدد من النواب الحاليين عن الاستياء مما يصفونه بانه "موقف تراجعي تجاه النظام الصهيوني ومحرقة اليهود".
ويضغط النواب لا سيما المنتمين الى لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية، على ظريف واستدعوه الى المساءلة في البرلمان.
وفي جلسة مساءلة الثلاثاء تطرق ظريف الى اسرائيل التي لا تعترف ايران بوجودها، بحسب الاعلام الايراني.
وصرح ظريف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين "نتانياهو يحدث ضجة مهولة مدعيا ان ايران تنفي وقوع المحرقة، وايران تريد بناء قنبلة نووية لتنفيذ محرقة اخرى".
وتابع "لكن زملائي وانا نقول للعالم ان ايران ترفض معاداة السامية والابادة".
وتتعارض هذه التصريحات مع خطابات احمدي نجاد الذي كرر نفي وقوع المحرقة والتمنيات بتدمير اسرائيل، ما عمق الهوة بين الدولتين العدوتين.
كما ادت الى ادانة شاملة لطهران ومهدت لفرض عقوبات على طموحاتها النووية.
وسعى ظريف والرئيس الايراني حسن روحاني الى تخفيف تلك الصورة المعادية لاسرائيل بالرغم من تشكيك المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي تكرارا في حصول المحرقة وحجمها.
وتبقى المحرقة مسألة تثير الانقسام في ايران لكن القيادة تبدو متحدة في السعي الى تخفيف التوتر مع العالم.
وابدى خامنئي الذي يملك الكلمة الاخيرة بخصوص قضايا الدولة الرئيسية ومن بينها الملف النووي، الدعم لروحاني في دفعه باتجاه اتفاق نهائي يؤدي الى رفع العقوبات عن ايران مقابل قيود على طموحها النووي.
وصرح ظريف "لن نسمح للنظام الصهيوني، الذي يملك اسلحة كيميائية ونووية بشكل غير مشروع وهو اكبر منتهك لقوانين عدم الانتشار، ان يصور ايران كمصدر خطر".
وتابع "لقد سحبت سياستنا الخارجية الطمأنينة والراحة من اسرائيل، ودفعتها الى موقف متصلب وعزلة دولية".
وتشتبه القوى الغربية باخفاء برنامج ايران النووي المدني لشق عسكري بالرغم من اصرار طهران على نفي ذلك، والتاكيد على السعي الى تطبيقات لانتاج الكهرباء واخرى طبية وللابحاث.
اما اسرائيل، القوة الوحيدة ذات السلاح النووي في الشرق الاوسط ولو لم تعترف بذلك، فهاجمت تكرارا المفاوضات بين طهران ومجموعة 5+1 (بريطانيا، الصين، فرنسا، روسيا، الولايات المتحدة والمانيا).
ويشير المتشددون الى سقوط ايران في فخ في المفاوضات التي تستأنف في الاسبوع المقبل.
ويؤكدون ان الاتفاق النووي المؤقت الذي ادى الى رفع جزئي للعقوبات وتسليم مليارات من الاموال الايرانية المجمدة مقابل تقليص ووقف مؤقت لبعض الانشطة النووية، لا يصب في مصلحة البلاد.
واعرب هؤلاء عن تلك المخاوف في احتجاج جرى في نهاية الاسبوع تحت شعار "اننا قلقون" في مجمع السفارة الاميركية السابق في طهران وشاركت فيه اكثرية من عناصر ميليشيا الباسيج الايرانية، التابعة للحرس الثوري.
وانتقد المتظاهرون الاتجاه الذي تاخذه ايران تحت حكم روحاني معربين عن المخاوف من تعرض ايران للغش في المفاوضات.
لكن ظريف لم يعلق مباشرة على التظاهرات بل المح اليها بالقول "اننا امة شجاعة، لا امة قلقة".
كما اكد ان مقاربته تلقى تاييد خامنئي: "انا فخور بان مواقفي هي نفسها مواقف المرشد الاعلى" على ما نقلت وكالة الانباء الطلابية.