جو بايدن يزور رومانيا وقبرص لبحث أزمة أوكرانيا
Read this story in Englishيبدأ نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الثلاثاء جولة في رومانيا وقبرص لاجراء محادثات تطغى عليها الازمة في اوكرانيا وتعبئة الشركاء الاوروبيين للولايات المتحدة ضد موسكو.
ففي بوخارست سيسعى الرجل الثاني في الادارة الاميركية، رأس الحربة في ادارة الازمة الاوكرانية من البيت الابيض، الى طمأنة الرومانيين لجهة صلابة التزام الولايات المتحدة في الدفاع عنهم بموجب البند الخامس من ميثاق حلف شمال الاطلسي كما قال مسؤول اميركي.
ورومانيا التي كانت عضوا في حلف وارسو ثم انضمت الى الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي، تتقاسم حدودا مشتركة مع اوكرانيا ولم تخف قلقها ازاء التطورات في هذا البلد.
واشار المسؤول نفسه الى ان بايدن الذي سيلتقي الرئيس ترايان باسيسكو ورئيس الوزراء فيكتور بونتا، سيؤكد ان الولايات المتحدة "لا يمكن ان يكون لها حلفاء افضل" من الرومانيين. واكد هذا المسؤول طالبا عدم كشف هويته ان بايدن سيلتقي عسكريين اميركيين ورومانيين مشاركين في مناورات مشتركة.
وقبل اسبوع من موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة في اوكرانيا التي ما زالت تواجه اضطرابات خطيرة في اراضيها الشرقية المأهولة بغالبية ناطقة بالروسية، يتوقع ان تطغى الازمة الاوكرانية ايضا على زيارة بايدن لقبرص.
وقد عبرت الحكومة في نيقوسيا عن معارضتها لفرض عقوبات اقتصادية على روسيا من شأنها ان "تدمر الاقتصاد" في بلد مقرب تاريخيا من موسكو ويتعافى بعد ازمة مالية خطيرة بحسب وزير الخارجية القبرصي يوانيس كاسوليدس.
ولفت مسؤول البيت الابيض من جهته الى ان القبارصة وافقوا مؤخرا على فرض عقوبات اضافية على موسكو في اطار الاتحاد الاوروبي.
لكنه استطرد "نعلم ونفهم هشاشة وضع قبرص امام الانشطة الاقتصادية الروسية والضغوط الروسية".
وسيلتقي بايدن الرئيس نيكوس اناستاسيادس وسيبحث ملف تقسيم قبرص المستمر منذ نحو اربعين عاما. لكن بحسب المسؤول الاميركي فان نائب الرئيس لن يسعى الى الضغط او فرض حلول جاهزة على الطرفين.
وقبرص مقسمة الى جزأين منذ العام 1974 عندما قامت تركيا بغزوها واحتلال جزئها الشمالي ردا على انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف ضم الجزيرة المتوسطية الى اليونان. وقد فشلت محاولة اولى لاعادة توحيد الجزيرة في 2004 --اذ رفض القبارصة اليونانيون الشروط عبر استفتاء-- ولم تثمر المحادثات التي جرت تحت رعاية الامم المتحدة وتوقفت في 2012.
وقالت وكالة الانباء القبرصية الرسمية ان بايدن سيشجع على تبني اجراءات بناء الثقة مثل السماح للخبراء بدخول مدينة فاماغوستا المهجورة التي يسيطر عليها القبارصة الاتراك في الجزء المحتل من الجزيرة استعدادا لوضع خطة لاعادة الحياة الى المدينة.
واقترح القبارصة اليونانيون تسليم فاماغوستا الواقعة شمال البلاد، لادارة الامم المتحدة للسماح بعودة السكان الاصليين.
كما يتوقع ان يتم خلال زيارة بايدن اعلان مبادرة جديدة لازالة الالغام على جانبي خط وقف اطلاق النار الذي تحرسه الامم المتحدة، بحسب الوكالة القبرصية.
واقترح الرئيس القبرصي اعادة مدينة فاماغوستا التي كانت مقصدا سياحيا مهما في الماضي، كاجراء رئيسي لبناء الثقة بين شطري الجزيرة.
وقبل الغزو كانت فاماغوستا وجهة سياحية يرتادها نجوم هوليوود مثل اليزابيث تايلور وريتشارد بورتون. وهي مهجورة منذ نحو 40 عاما.
ووعد القادة القبارصة اليونانيون والاتراك بالسعي لانهاء تقسيم الجزيرة "بالسرعة الممكنة"، واعادوا اطلاق عملية السلام برعاية الامم المتحدة في 11 شباط بعد توقف نحو عامين.
ويعتبر التدخل الاميركي محفزا رئيسيا لدفع العملية الى الامام. واعربت واشنطن عن رغبتها في تحقيق "تقدم تاريخي" في المفاوضات.