مارين لوبن تريد فرض نفسها في بروكسل بعد النجاح في فرنسا
Read this story in Englishبعد انتصارها في الانتخابات الاوروبية في فرنسا تسعى رئيسة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن الى انجاز نجاحها في بروكسل عبر تصدر الذين يحلمون بالانتهاء من الاتحاد الاوروبي، في مهمة تبدو شاقة لصعوبة لعبة التحالفات.
وتطمح رئيسة الحزب اليميني المتشدد الذي يعتبر انه "اول حزب في فرنسا" الى انشاء كتلة سياسية في البرلمان الاوروبي ترادف النفوذ والمكاسب المالية الملحقة به.
هذه الكتلة ستجيز للجبهة الوطنية وحلفائها التعبير في اي ملف يتم طرحه على جلسة عامة وترؤس عدد من اللجان العشرين واللجنتين الثانويتين في البرلمان. وسيشارك رئيسها في صياغة جدول اعمال الجلسات العامة وسيملك حق الرد المباشر في جلسة عامة على رئيسي المفوضية الاوروبية ومجلس اوروبا.
كما سيضمن تشكيل كتلة الحصول على امانة سر مع مكاتب ومساعدين يتولى ميزانيتها البرلمان. وعام 2013 تشاطرت الكتل السبع المنتهية ولايتها ميزانية 57 مليون يورو.
ويضاف هذا المورد المالي الى المال الذي يسدده البرلمان الاوروبي للاحزاب الشاملة لاوروبا. فحاليا يتلقى التحالف الاوروبي للحرية الذي يتخذ مقرا في مالطا ويجمع الجبهة الوطنية والحزب القومي الفلمنكي البلجيكي والحزب من اجل الحرية الهولندي وحزب الحرية النمسوي مساعدات تناهز 40 الف يورو سنويا.
بالتالي قد تراوح الحصة بعد تشكيل كتلة وحسب عدد النواب بين مليون وثلاثة ملايين يورو سنويا.
واوضح مسؤول في البرلمان رفض الكشف عن اسمه ان "تحالف احزاب اليمين المتشدد هو زواج مصالح اكثر مما هو زواج حب".
لكن فيما تتفق احزاب اليمين الاوروبي على بعض "القيم" ما زالت بينها خلافات ايديولوجية كبيرة.
ويترتب لتشكيل كتلة التمتع بـ25 نائبا على الاقل من 7 دول. وفيما من المؤكد ان الجبهة الوطنية سيحصل على عدد النواب اللازم (يملك وحده 24) فقد تنقصه جنسيتان.
وتستطيع لوبن حاليا الاعتماد على حلفائها في الحزب من اجل الحرية الهولندي (4) وحزب الحرية النمسوي (4) والحزب القومي الفلمنكي البلجيكي (1). كما حصلت على دعم حزب رابطة الشمال الداعي للاستقلال والكاره للاجانب (5 نواب).
وفي البرلمان المنتهية ولايته تجمع الرافضون لاوروبا في كتلة "اوروبا الحريات والديموقراطية" برئاسة البريطاني نايجل فراج رئيس حزب يوكيب الذي تصدر الانتخابات الاوروبية في بريطانيا بـ24 نائبا.
وينوي فراج ان يبقى رئيسا للرافضين لاوروبا ورفض اي تحالف مع لوبن متهما حزبها بان "لديه معاداة للسامية في جيناته". لكن باسم مشاطرته رفض اوروبا لم يستبعد تشكيل "جبهات مشتركة" مع الجبهة الوطنية وحلفائه.
ويبدو ان فراج سيتمكن من الاعتماد على دعم الاحزاب المشككة باوروبا السكاندينافية كحزب الفنلنديين الحقيقيين (نائبان) والديموقراطيين السويديين (2) او الحزب الشعبي الدنماركي (4). كما انه قد يجذب الحزب الالماني المناهض لليورو ايه اف دي (7) واليونانيين المستقلين (1) وحتى النواب الايطاليين الـ17 التابعين لبيبي غريلو.
غير ان المنافسة ما زالت قائمة بين لوبن وفراج لاجتذاب حزب النظام والعدالة الليتواني (2). وقد ينضم حزب كاي ان بي البولندي المناهض لاوروبا (4) الى واحد من المعسكرين.
ولا تنوي لوبن ولا فراج التحالف مع النواب اليونانيين الثلاثة من حزب الفجر الذهبي ولا نواب حزب جوبيك المجري الثلاثة ولا نائب ان بي دي الالماني الذي يمثل اقصى اليمين المتشدد.
وقال مسؤول في البرلمان "لا شك انه لن يكون هناك مكان لكتلتين مناهضتين لاوروبا". فهناك اصلا كتلة للمشككين باوروبا هي او سي ار بقيادة المحافظين البريطانيين وحزب القانون والعدالة البولندي الذي يناضل لبقائه.
وفي النهاية قد لا يكون الاختراق الذي حققته الاحزاب المناهضة لاوروبا العاجزة عن التوافق في ما بينها اكثر من سحابة صيف ليبقى تاثيرها ضئيلا في البرلمان حيث تتشاطر الكتل الاربع الموالية لاوروبا (يمين الوسط، الاشتراكيون، الليبراليون، الخضر) 70% من المقاعد.