تحرير جميع رهائن جامعة الانبار و59 قتيلا في اشتباكات شمال العراق
Read this story in Englishحررت القوات العراقية جميع الطلبة الرهائن في جامعة الانبار في الرمادي التي سيطر عليها مسلحون صباح السبت ، فيما قتل 59 شرطيا ومسلحا في اشتباكات في مدينة الموصل شمال البلاد.
ولاتزال الاشتباكات جارية بين القوات العراقية والمسلحين الذين لا يزالون يسيطرون على بعض مباني الجامعة، بحسب مراسل "فرانس برس".
وفي وقت لاحق السبت، قتل 25 شخصا على الاقل واصيب 85 اخرون في بغداد في سلسلة تفجيرات استهدفت خصوصا احياء شيعية، وفق ما افادت مصادر امنية وطبية.
ويشهد العراق اسوأ اعمال عنف منذ سنين، حيث شن المتمردون ثلاث عمليات كبرى خلال الايام الثلاثة الماضية في ثلاث محافظات، اسفرت عن مقتل نحو مئة شخص.
واكد العميد سعد معن المتحدث باسم وزارة الداخلية انه "تم تحرير جميع الرهائن من الطلبة في جامعة الانبار".
وافاد مراسل فرانس برس ان عناصر من قوات النخبة قتلوا اربعة من القناصين الذين كانوا يحتجزون الرهائن، وادخلوا حافلات الى الداخل وسط حماية مشددة واقتادوا الطلاب الى خارج الجامعة.
وشاهد مراسل فرانس برس طالبات وهن بحالة من الهلع بعد الافراج عنهن.
وكان مسلحون ينتمون الى داعش اقتحموا مبنى جامعة الانبار في الرمادي في ساعة مبكرة من صباح السبت واحتجزوا الطلبة والاساتذة رهائن بعد قتل حراس الجامعة.
وافاد مراسل فرانس برس ان قوات النخبة العراقية شنت هجوما وحررت الطلبة الرهائن.
وكان نحو الف من الطلبة الذين كانوا يتواجدون في الفناء الخلفي والقسم الداخلي للبنين تمكنوا بمساعدة قوات الامن من فتح ثغرة في جدار والفرار الى منطقة امنة.
لكن بقي عدد كبير من الطلبة والطالبات داخل الحرم الجامعي تحت سيطرة المسلحين قبل ان يتم تحريرهم.
ولا يزال حرم الجامعة يشهد اشتباكات عنيفة بين قوات النخبة والمسلحين الذين يبلغ عددهم بين ثلاثين الى اربعين مسلحا، يرتدي معظمهم احزمة ناسفة.
وكانت مصادر امنية اوضحت قبلا ان "مسلحين ينتمون الى داعش تسللوا الى الحرم بعد ان قتلوا حراس الجامعة وقطعوا الجسر المؤدي اليها بسيارة مفخخة".
وذكر ضابط برتبة مقدم ان عدد الطلبة والاساتذة داخل الحرم الجامعي والاقسام الداخلية كان يقدر ب2500 شخص لدى بدء الهجوم.
وذكرت احدى الطالبات لفرانس برس ان "المسلحين طلبوا من الفتيات التجمع في قاعة واحدة، ولدى تجمعنا، تقدم شخص ملثم وقال +تأتون للدراسة حتى تصبحون مبررا لنجاح الجيش الصفوي والمرتدين+. مهلا سنعلمكم درسا لن تنسوه".
ويقصد بذلك ان مجيء الطلاب الى الدارسة رغم الاوضاع الامنية يعد انتصارا للجيش العراقي.
وهذا ثالث هجوم واسع النطاق يشنه مسلحو الدولة الاسلامية في العراق والشام خلال الايام الثلاثة الماضية، بعد هجوم سامراء والموصل.
من جهة ثانية تخوض القوات العراقية معارك دامية في محافظة الانبار التي سقط عدد من مدنها بيد تنظيم داعش منذ خمسة اشهر.
واستعادت القوات العراقية السيطرة على الرمادي كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم نفسه والمناطق المحيطة بها، الا انها لا تزال تشهد هجمات شبه يومية.
وما زال مسلحو داعش يسيطرون على مدينة الفلوجة وهي اكبر اقضية المحافظة.
الى ذلك، افادت مصادر امنية واخرى طبية عراقية ان 59 من عناصر الشرطة والمسلحين قتلوا السبت في مدينة الموصل التي تشهد معارك ضارية منذ الجمعة بين قوات الامن العراقية وعناصر داعش.
واوضحت المصادر ان "21 شرطيا قتلوا في اشتباكات بين قوات الشرطة ومسلحي تنظيم داعش ظهر السبت في منطقة 17 تموز غرب الموصل". واضافت ان "38 من عناصر داعش قتلوا على يد قوات الامن في منطقتين متفرقتين شرق المدينة".
وتاتي هذه الهجمات بعد يوم دام قتل فيه 36 شخصا على الاقل في مواجهات وهجمات انتحارية بسيارات مفخخة واشتباكات مسلحة داخل مدينة الموصل شمال بغداد وحولها، حسب ما افاد مسؤولون.
وعلى اثر الاشتباكات التي تجري منذ يومين نزحت نحو ثلاثة الاف عائلة الى خارج مدينة الموصل بحثا عن ملاذات امنة، بحسب مصادر امنية.
وقال مصدر امني ان "مسلحي داعش يستخدمون سكان الاحياء كدروع ويستهدفون القوات الامنية من الاحياء كي يقولوا للعالم ان الجيش يستهدف مدنيين، هولاء مجرمون لكن سنحسم معركتنا معهم بعد وصول تعزيزات عسكرية".
بدوره، قال محافظ نينوى اثيل النجيفي ان "هنالك ضحايا بالعشرات بين قوات الامن ومدنيين.. وان مسلحي داعش هم قرابة 400 عنصر مزودين باسلحة ثقيلة وبنادق قنص متطورة جدا".
ودعا النجيفي الى "التصدي للقوى الظلامية التي تريد جرنا لحرب اهلية".
وتزايدت قوة عناصر تنظيم داعش منذ مطلع العام الجاري في العراق بسبب توسع نفوذه في سوريا التي تشترك مع العراق ب اكثر من 600 كلم من الحدود.
وينقل عناصر داعش من الاراضي السورية الى العراق الاسلحة والمعدات التي يحصلون عليها من هناك، بصورة سهلة مستغلين طول الحدود، ونقص في كفاءة القوة الجوية العراقية التي انهارت بالكامل بعد عام 2003.
ويجد عناصر داعش بعض الحواضن في مناطق غرب العراق اثر تهميش الحكومة التي يقودها الشيعة للسنة.