انفاق غزة الهدف الرئيسي للجيش الاسرائيلي
Read this story in Englishتتمثل المهمة الرئيسية للجيش الاسرائيلي الذي بدأ الخميس عملية عسكرية برية في قطاع غزة في القضاء على الانفاق داخل القطاع والتي يستخدمها الناشطون الفلسطينيون للتسلل الى الاراضي الاسرائيلية، الامر الذي شكل كابوسا للسلطات الاسرائيلية منذ اعوام عدة.
واستخدمت حركة حماس "استراتيجية الانفاق" في مرحلة اولى بجنوب غزة عند الحدود المصرية بهدف الالتفاف على الحصار المزدوج الاسرائيلي والمصري اعتبارا من العام 2006 وتأمين امدادات للقطاع.
وشبكة الانفاق استخدمت اولا لتهريب السلع، لكنها سرعان ما اتخذت بعدا عسكريا وباتت تستعمل في نقل الاسلحة والربط بين مواقع حساسة والتسلل الى اسرائيل.
-شبكة معقدة-
ويوضح الجيش الاسرائيلي ان "عشرات من الانفاق تعبر قطاع غزة غالبيتها بنته وتستخدمه حماس. انها شبكة معقدة تخضع لصيانة ممتازة وتربط بين مشاغل لصنع الصواريخ وقواعد الاطلاق ومراكز القيادة". ويضيف انه كشف حتى الان ثماني "نقاط وصول" الى هذه الانفاق تحت الارض منذ مساء الخميس.
وتقول صحيفة هآرتس ان انفاقا عدة توصل الى الجانب الاسرائيلي من الحدود تم تدميرها في العامين الاخيرين، متحدثة عن منشات "معقدة تم ربطها بشبكتي الهاتف والكهرباء" بعضها على عمق اكثر من عشرين مترا تحت الارض.
ويوضح مسؤول عسكري اسرائيلي للصحيفة ان "حفر هذه الانفاق قد يتطلب اعواما"، لافتا الى انه في ما يتجاوز الاداء التقني فان هذه الممرات تحولت مدعاة فخر لحماس التي باتت تشعر بانها قادرة على "نقل المعارك الى الاراضي الاسرائيلية".
ويرى الخبير الاسرائيلي دانيال نيسمان ان "استراتيجية اقامة البنى التحتية تحت الارض مستلهمة من حزب الله (اللبناني) وتتيح الصمود لاسابيع خلال مواجهة مع الجيش الاسرائيلي".
ويؤكد بعض سكان جنوب اسرائيل انهم يسمعون على الدوام قرب منازلهم "جلبة ناتجة من اعمال حفر ليلا"، ويطالبون بحفر خنادق للفصل بين المنطقتين.
-سابقة شاليط-
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سمى هذه الشبكة "انفاق الرعب"، وثمة خشية اساسية من ان تستخدم تلك الانفاق في الالتفاف على الحصار المفروض على القطاع تمهيدا لشن "هجمات كبيرة" على اسرائيل.
ويعتبر الجيش ان الناشطين الفلسطينيين يريدون التسلل الى اسرائيل لمهاجمة سكان المزارع التعاونية الحدودية او الجنود المنتشرين بكثافة في المنطقة.
والواقع انه قبل بضع ساعات من بدء العملية الاسرائيلية البرية في غزة، اعلن الجيش انه احبط محاولة تسلل لمجموعة من 13 فلسطينيا قرب كيبوتز سوفا الحدودي.
ولا تنسى السلطات الاسرائيلية انه في 2006 خطف الجندي جلعاد شاليط في جنوب اسرائيل بيد مجموعة من حماس نقلته الى قطاع غزة عبر طريق تحت الارض. وبقي شاليط اسيرا طوال خمسة اعوام ولم يفرج عنه الا بعد مبادلته باكثر من الف معتقل فلسطيني.