قصف اسرائيل لمدرسة في غزة يثير استياء واشنطن وردود فعل دولية غاضبة
Read this story in Englishأثار القصف الاسرائيلي لمدرسة تابعة للامم المتحدة وادى الى سقوط عشرة قتلى في قطاع غزة غضبا دوليا وخاصة من الولايات المتحدة التي رأت ان الاشتباه في وجود ناشطين في مكان ما "لا يبرر غارات تعرض للخطر حياة كل هؤلاء المدنيين الابرياء".
وبيان وزارة الخارجية الاميركية هو الاقسى منذ بدء الحرب الاسرائيلية على القطاع. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان "الولايات المتحدة روعت للقصف المشين الذي استهدف مدرسة تابعة للاونروا في رفح".
واسفر استهداف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في رفح جنوب القطاع الاحد عن مقتل عشرة اشخاص على الاقل. وكان لجأ الآلاف الى المدرسة هربا من القصف الاسرائيلي في احيائهم.
وهي المرة الثالثة في عشرة ايام التي تتعرض فيها مدرسة تابعة للامم المتحدة للقصف. حيث قتل نحو 30 فلسطينيا في قصف مدرسة في بيت حانون في 24 تموز الماضي واخرى في جباليا في 31 من الشهر نفسه.
وبدون تحميل المسؤولية صراحة لاي من الجانبين قالت بساكي "نشدد من جديد على ضرورة ان تقوم اسرائيل بالمزيد لاحترام المعايير التي وضعتها بنفسها، وتجنب سقوط ضحايا مدنيين".
واضافت ان "الاشتباه في ان ناشطين يعملون بالقرب من المكان لا يبرر غارات تعرض للخطر حياة كل هؤلاء المدنيين الابرياء". واشارت الى ان الامم المتحدة ابلغت "تكرارا" الجيش الاسرائيلي بمدراسها ومنشآتها الاخرى.
ودعت بساكي الى اجراء تحقيق سريع وكامل عن هذا الحادث وطالبت جميع الاطراف بحماية المدنيين والالتزام بالقوانين الانسانية الدولية.
واقر الجيش الاسرائيلي بقصف هدف "في محيط" مدرسة تابعة للاونروا. وقال في بيان "استهدف الجيش ثلاثة ارهابيين من الجهاد الاسلامي على متن دراجة نارية في محيط مدرسة تابعة للاونروا في رفح. الجيش الاسرائيلي ينظر في عواقب هذه الضربة".
من جهتها اكدت فاليري جاريت مستشارة الرئيس الاميركي باراك اوباما، خلال مقابلة مع محطة سي بي اس ان سقوط الضحايا المدنيين غير مقبول لكنها اكدت على "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وقالت جاريت "قطعا لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ونحن حلفاء اسرائيل المخلصون". واضافت "لكن لا يمكن التغاضي عن قتل اطفال ابرياء. ولذلك نحن قلقون ونراقب الوضع عن قرب".
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين الى "التحرك" لوقف "المجازر" في غزة، وذلك على هامش احياء ذكرى الحرب العالمية الاولى في لييج.
وقال الرئيس الفرنسي "عندما ارى ما يحصل لمسيحيي العراق والاقليات في سوريا والمجازر كل يوم، وما يحصل ايضا من مجازر في غزة، 26 يوما من النزاع، علينا ان نتحرك".
من جهته، وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قصف المدرسة بـ"العمل الاجرامي". وقال في بيان تلاه المتحدث باسمه ان هذا القصف "الذي يشكل انتهاكا فاضحا جديدا للقانون الانساني الدولي (...) هو فضيحة من الناحية الاخلاقية وعملا اجراميا".
وتابع الامين العام "هذا الجنون يجب ان يتوقف" داعيا اسرائيل وحماس الى وقف القتال والتفاوض على اتفاق لوقف اطلاق النار في القاهرة.
ومن دون ان يسمي الطرف المسؤول عن قصف المدرسة، قال الامين العام للامم المتحدة ان الجيش الاسرائيلي "قد ابلغ اكثر من مرة بمواقع" المقرات التابعة للامم المتحدة في قطاع غزة والتي قصفت ثلاثة منها حتى الان.
واضاف ان هذه المواقع "يجب ان تكون مناطق آمنة وليس مناطق قتال"، مؤكدا ان هذا القصف الذي استهدف مدنيين وغيره من الهجمات يجب ان تكون موضع "تحقيق سريع" وان يحاسب المسؤولون عنها.
واعرب "عن تأثره الشديد للتصعيد الفظيع للعنف في غزة ومقتل مئات المدنيين الفلسطينيين منذ انهيار الهدنة الانسانية في الاول من آب/اغسطس".
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان "حق اسرائيل بالامن لا يبرر قتل اطفال او ارتكاب مذبحة بحق مدنيين".
واضاف ان "حماس تتحمل بالتأكيد مسؤولية كبرى في هذا التصعيد القاتل الذي يخدم المتطرفين خصوصا لكن هذا ايضا لا يبرر ما وصفه الامين العام للامم المتحدة بانه جرائم".
واكد الوزير الفرنسي ان الحل السياسي للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني "يجب ان يفرض من قبل المجموعة الدولية لان الطرفين وبرغم المحاولات العديدة، اثبتا للاسف انهما غير قادرين على الوصول الى نتيجة".
اما رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون فقال "اعتقد ان الامم المتحدة محقة في ادانة (ذلك القصف) لان القانون الدولي واضح جدا بشان عدم استهداف المدنيين والمدارس، اذا تبين ان ذلك صحيح".
وفي بيان منفصل، اكد بان كي مون ان الحرب في غزة ينبغي الا تكون ذريعة لتنامي معاداة السامية في اوروبا.
وقال بان انه يأسف " "للازدياد الاخير للهجمات المعادية للسامية وخصوصا في اوروبا" على هامش تظاهرات احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي على غزة.
واضاف ان "النزاع في الشرق الاوسط ينبغي الا يشكل ذريعة لتمييز يمكن ان يؤثر في السلام الاجتماعي في اي مكان في العالم"، مضيفا ان هذا النزاع "يجب ان يحل بوقف فوري للعنف وباجراء مفاوضات".
وكانت تظاهرات مناصرة للفلسطينيين تحولت الى مواجهات عنيفة في العاصمة الفرنسية باريس، بينما اعربت لجنة في البرلمان الاسرائيلي الاثنين الماضي عن قلقها حيال تصاعد الحوادث المعادية لليهود في اوروبا خلال تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين تضامنا مع غزة.