التهدئة في غزة تدخل يومها الثاني ونتانياهو يؤكد ان "العملية مبررة ومتناسبة"

Read this story in English W460

دخلت تهدئة هشة في قطاع غزة يومها الثاني الاربعاء فيما يستعد وفدان اسرائيلي وفلسطيني لاجراء محادثات مهمة في القاهرة في محاولة لتمديد التهدئة المعلنة لمدة 72 ساعة والتي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء.

واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الاربعاء ان العملية العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة الجارية منذ شهر "مبررة ومتناسبة".وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي في القدس"اعتقد بانها كانت مبررة. واعتقد انها كانت متناسبة".

وبدأ العمل بالتهدئة في اليوم التاسع والعشرين لبدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة والذي اسفر منذ 8 تموز عن مقتل 1875 فلسطينيا على الاقل معظمهم من المدنيين، فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 64 جنديا وثلاثة مدنيين بينهم اسرائيليان.

وبدأ الوفدان الاسرائيلي والفلسطيني الاستعداد لمحادثات يرتقب ان تكون صعبة وتهدف الى التوصل الى تهدئة دائمة بعد انتهاء مدة ال72 ساعة.

واكد مسؤولون من الطرفين ارسال فرق صغيرة الى القاهرة لكن المطالب متعارضة وتوحي بمعركة دبلوماسية صعبة في المفاوضات.

ويصر الفلسطينيون على ان ترفع اسرائيل حصارها المستمر على القطاع منذ ثماني سنوات وان تفتح المعابر الحدودية فيما تريد اسرائيل نزع السلاح بالكامل في غزة.

وقبل بدء المفاوضات غير المباشرة بين وفدي اسرائيل والفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية، اكدت حماس مساء الثلاثاء من القاهرة رفضها مجرد الاستماع لطرح "نزع سلاح المقاومة" الذي تطالب به اسرائيل كشرط لتهدئة دائمة في القطاع.

وقال عزت الرشق القيادي البارز في حماس لوكالة فرانس برس "نحن كوفد لا نقبل ان نستمع الى اي طرح فى هذا الخصوص (...) ومن يظن انه انتصر في المعركة حتى يطلب هذا الطلب هو مخطئ، فالشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده هم المنتصرون".

وبعدما سجلت اطول فترة هدوء منذ بدء الهجوم الاسرائيلي في 8 تموز، اعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي انه يتوقع "تمديد التهدئة 72 ساعة اضافية واكثر".

ومن المرتقب ان تشارك الولايات المتحدة في المحادثات ايضا.

وقالت نائبة المتحدث باسم الخارجية الاميركية جين بساكي للصحافيين في واشنطن "نحن نحدد  مستوى هذه المشاركة وموعدها".

من جهته دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية الى وقف دائم لاطلاق النار لكنه شدد على ضرورة معالجة القضايا الاساسية الاشمل.

واشار في هذا الصدد خصوصا الى كيفية "صنع السلام ووقف اطلاق الصواريخ ونزع الاسلحة والمضي نحو مستقبل مختلف".

وردا على سؤال عما اذا كانت واشنطن تؤيد المطلب الفلسطيني برفع الحصار عن قطاع غزة، أكد كيري ان على اسرائيل بدورها ان تقدم تنازلات. وقال كيري "نحن نؤيده طبعا كجزء من حل شامل. على الطرفين ان يقوما ببادرة بشأن هذه المسائل"، مضيفا "بالطبع يجب البدء بتحسين حياة الفلسطينيين".

وأكد الوزير الاميركي ان الحل يقوم على "دولتين، مع حفظ امن اسرائيل وضمانات لحياة افضل ولحريات اكبر للفلسطينيين. هذه هي المعادلة".

وفي اليوم الاول من التهدئة في غزة، خرج عدد من الاطفال الى الشوارع للعب فيما اعادت بعض المتاجر فتح ابوابها للمرة الاولى منذ ايام.

وقال خيري حسن المصري رب الاسرة الذي عاد الى منزله المدمر في بيت حانون في شمال غزة بعد مغادرته بسبب الهجوم البري الاسرائيلي في 17 تموز "ماذا ساقول لزوجتي واولادي؟ لا اريدهم ان يروا هذا الامر، سيصابون بصدمة".

وعقدت الحكومة الامنية الاسرائيلية اجتماعا لبحث وقف اطلاق نار اطول لكنها لم تصدر اي بيان مع انتهاء الاجتماع.

وفي جنوب اسرائيل سجل ارتياح حذر لدى السكان.

وقالت اورلي دورون ربة الاسرة المقيمة في كيبوتز على حدود غزة تعرض للقصف "لا اثق بحماس ابدا".

واضافت "لقد شهدنا اربعة اتفاقات على وقف النار، وكلها لم تصمد".

واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الاربعاء ان غالبية من الاسرائيليين تعتبر ان "لا احد" انتصر في الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس.

وردا على سؤال "اثر وقف اطلاق النار، كيف تقيمون في هذه المرحلة نتائج عملية +الجرف الصامد+" الاسرائيلية التي اطلقت في 8 تموز، قال 51% من الاسرائيليين ان ايا من الطرفين اسرائيل وحماس لم ينتصر في الحرب.

في المقابل، رأى 36% من الاسرائيليين ان اسرائيل انتصرت فيما اعتبر 6% ان حماس انتصرت ولم يعط الباقون اي رأي.

واشار الاستطلاع ايضا الى ان 56% من الاسرائيليين يعتبرون ان الاهداف التي حددتها الحكومة للعملية - تدمير الانفاق بين قطاع غزة والاراضي الاسرائيلية وتوجيه ضربات قاسية لحماس- لم تتحقق الا "بشكل جزئي".

ويقول الجيش الاسرائيلي انه دمر 32 نفقا عبر الحدود وضرب 4800 هدف وقتل 900 مسلح فلسطيني.

وفي المواقف الدولية، طالب نواب بريطانيون في تقرير نشر الاربعاء الحكومة بتشديد الضغط على اسرائيل لكي تخفف القيود التي تفرضها على تنقلات السكان في قطاع غزة، واصفين هذه الاجراءات الاسرائيلية بانها "غير متكافئة" وتتنافى والقانون الدولي.

ويأتي نشر هذا التقرير الذي اعدته اللجنة البرلمانية للتنمية الدولية غداة الاستقالة المفاجئة لوزيرة الدولة البريطانية سعيدة وارثي التي قالت انه لم يعد بوسعها "تأييد سياسة الحكومة" حيال الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، معتبرة اياها سياسة "لا يمكن الدفاع عنها أخلاقيا".

التعليقات 0